البحوث الإسلامية: الفلسفة الإسلامية أسهمت فى تشييد الحضارة الإنسانية

مجمع البحوث الإسلامية
مجمع البحوث الإسلامية
كتب ـ لؤى على
قال الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر العلمي الخامس لكلية اللغة العربية بأسيوط؛ والذي تعقده تحت عنوان الأصول الفلسفية للعلوم الإنسانية قديمًا وحديثًا، بالتعاون مع الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية، إن هذا المؤتمر يأتي في سياق مُتَّصل مع مؤتمرات متعددة ومتنوعة تقِيمُها الكليَّات الشَّرعية والُّلغوية بجامعةِ الأزهر؛ لتؤكِّد إسهامات المسلمين الحضارية في العلوم الإنسانية والفلسفية، وتَسْعى إلَى أن تُقدم حلولًا ناجحة لمشكلات البحث والمناهج العلمية لهذه العلوم وتلك الفنون؛ حيث يتناول هذا المؤتمر أسس العلوم الإنسانية الفلسفية وما يتعلق بِها مِن خلفيات ونظريات ومشكلات وآفاق. 
 
أضاف عياد في المؤتمر الذي حضره د. سلامة جمعة رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، الدكتور محمد أبو زيد الأمير نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، الدكتور محمد عبد المالك نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق، الدكتورة نهلة الصعيدي وعدد من عمداء كليات جامعة الأزهر، أن الفلسفة بشكل عام، والإسلامية بشكل خاص أسهمت في تشييد الحضارة الإنسانية وبناء صرحِها المجيد؛ فما من دعوة إصلاحية أو حضارية نجحت قديمًا وحديثًا إلا ولَها أصول ونظريات فلسفية كان لها الدور الأكبر في نجاح هذه الدعوة والترويج لها بمَا يتفق وصحيح العِلْم والمنطق، مشيراً إلى أن المتأمل لأصل الفلسفة يجد أنَّها تَتَّفق وأصول الإسلام التِي حثَّت علَى النظر والتأمل والتفكر بُغية الوصول إلى نتيجة تقرب الإنسان مِن الإله الخالق وتجعل مِنْه إنسانًا راشدًا يتمتَّع بنظرة جيدة للكون والحياة.
 
أشار الأمين العام إلى أن علاقة الفلسفة بالعلوم الطبيعية والإنسانية تُعنى بالتوجيه والتنظير والتأصيل للنظريات الأخلاقية والاجتماعية التِي تنقل هذه العلوم مِن حالة راكدة إلى أُخرى حيوية متجددة، موضحًا أن الفلسفة الإسلامية تتميز عن باقِي الفلسفات الغربية والمادية فِي علاقتِها بالعلوم الإنسانية والطبيعية؛ حيث إنَّها تَستثمر علاقتَها بتلك العلوم فِي توطيد علاقة الإنسان بالإله الخالق، وتُبرِز الجوانب الرُّوحية والإيمانية فِي هذه العلوم، وما يمكن أن تقدمَه فِي تقوية الجانب الروحي والإيماني عند الإنسان، وتنظِّم حياة الإنسان علَى أساس واقعِه الرُّوحي والمادي؛ حتَّى يحيَا الحياة الراشدة والطَّيبَة التِّي هِي فِي الأصل "غاية الفلسفة ومقصدِها الأهم" والتي لن تتأتَّى إلَّا بترسيخ أصول الإيمان وركائزِه فِي النفس الإنسانية. 
 
أوضح عيّاد أن الحديث عن إسهامات الفلسفة في تشييد الحضارات الإنسانية قد أخَذ حيِّزًا كَبيرًا فِي الدراسات العلمية والفلسفية القديمة والمعاصرة؛ حيث أكدت هذه الدراسات أن الحضارات الإنسانية تَزْدَهِر بالفلسفة؛ لأنَّهَا هي التِي تُجدد أسلوبَها، وتحرِّك فِي تَجرِبَتِها، وتحقق لها الاستقرار، وتضمن لَهَا الاستمرارية والفاعلية، وتعزِّز قيمها ومبادئها وأخلاقَها بين أفراد المجتمع؛ مؤكدا على أن الفلسفة كانت – وما زالت - هي الطريق الأمثل للوقوف على القواسم الحضارية المشتركة بين الإنسان على اختلاف مذهبِه ولونِه وعِرقِه، وأبرزت لنا منهجية سديدة للإفادة مِن هذه القواسم لبناء مجتمع حضاري يقوم على قيم: "العدل"، و "الحرية"، و "المساواة"، و "التسامح"، و "الإخاء"، وغيرها من القيم والمبادئ التي يحتاج إليها أيّ مجتمع حضاري كحاجتِه للطعام والشراب. 
 
كما أكد ضرورة اعتبار الفلسفة وأصولِها وأساليبِها طريقًا مِن أهم الطرُق الناجحة لتجديد الخطاب الديني، وتصحيح المفاهيم، وتحقيق غايات الدِّين ومقاصدِه التِّي تتفق وغايات الفلسفة، وأهمية تجديد الفلسفة وتوثيق الصلة بينها وبين الوحي الإلهي، من خلال فلسفة الإسلام الرشيدة التِي استمدَّها الفلاسفة المسلمون مِن نصوص القرآن الكريم والسنة النبويَّة المطهرة، واستطاعوا مِن خلالِهما صياغة النظريات الفلسفية المعتبَرة التي أسهمت في بناء الحضارة الإسلامية المجيدة. 
 
وختم عياد كلمته بالدعوة إلى أهمية انفتاح الفلسفة الإسلامية المعاصرة علَى الفلسفات الأُخرى وذلك بهدف الإفادة مِنها، وضرورة تدريس مادة "الفلسفة" للباحثين والدارسين، حتى يتكون عند هذا الباحث مَلَكة فلسفية تجعله قادرًا على الانتقال بالفكرة البحثية من الإطار التقليدي في المنهج والنتائج إلى التجديد في البحث ومخرجاته، وضرورة أن تشتبك الفلسفة مع واقع المجتمع ومشكلاته، لا أن تظَل قابعة في أعماق الماضي وجذور التاريخ، أو حبيسة التنظير والتأصيل في الإطار العلمي والأكاديمي فقط.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إصابة شاب بطلق نارى وحريق توك توك في مشاجرتين بسوهاج

حملات مرورية لرصد المخالفات بمحاور القاهرة والجيزة

مصرع شخص وإصابة 14 آخرين فى انقلاب ميكروباص بالطريق الصحراوى الغربى

استشهاد 4 فلسطينيين بقصف الاحتلال الإسرائيلى جباليا وخان يونس

إيقاف استقبال طلبات المحامين الورقية غدا.. وبدء التقديم الإلكترونى للقضايا


عيد ميلاد خيرى بشارة .. أبرز أعماله وحكايته مع عشق السينما

بعد عرض تعديلات قانون التعليم على البرلمان.. اعرف نسبة النجاح فى الدين

ماذا قدم شيكابالا مع الزمالك فى الموسم الأخير قبل تحديد مصيره؟

الطقس اليوم شديد الحرارة ورطوبة عالية وشبورة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

معسكر المنتخب ينطلق بالمحليين أول سبتمبر استعدادا لمباراتي إثيوبيا وبوركينا


إنتر ميلان يتحدى فلومينينسي فى قمة أوروبية لاتينية بمونديال الأندية

رامى إمام يحتفل بعقد قران ابنه حفيد الزعيم عادل إمام

مانشستر سيتي ضد الهلال.. معركة المال والنجوم تشعل مونديال الأندية

خلاصة مادة الجغرافيا لطلاب الثانوية العامة × سؤال وجواب

بايرن ميونخ يكتسح فلامنجو ويواجه باريس فى ربع نهائى كأس العالم للأندية.. فيديو

الأهلى يدرس التراجع عن ضم أحمد عيد والتمسك ببقاء عمر كمال

أحمد حسام: الزمالك لن يقف على زيزو.. وعبد الله السعيد صعب يتعوض

استخراج جثة سيدة بعد تقطيع السيارة إثر سقوط ونش عليها بطريق الأوتوستراد

وزير الخارجية يزف بشرى للمصريين بالخارج: بحث تجديد مبادرة استيراد السيارات

آسر ياسين: والدتى رفضت التمثيل و فيلم "رسائل البحر" فرق معايا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى