أكرم القصاص يكتب: المسار السياسى وأوراق المرتزقة فى ليبيا.. داعش وتنظيمات الإرهاب كانت أدوات تحقيق خطط تقسيم الدولة.. التنظيمات والميليشيات لم تكن لها علاقة بليبيا ولا الشعب الليبى ولا بالثورة ولا التغيير

أكرم القصاص
أكرم القصاص
على مدى عقد كامل، جرت تحولات درامية فى المنطقة العربية، تفاعلات وتحركات وغليان، لم تنته لشىء كبير، بل أنتج مئات الآلاف من اللاجئين والضحايا والقتلى واقعا معقدا من الصراع والتفكك، وما جرى لا علاقة له بالتغيير أو بمطالب الناس، بقدر ما كان تحولا أقرب لانفجارات وحرائق تلتهم أى قاعدة يمكن البناء عليها أو النظر للمستقبل من خلالها.
 
وإذا كان الحديث يجرى الآن حول المسار السياسى فى ليبيا مثلا، فإن هذا جاء بعد سنوات من الفوضى، صنعت واقعا لتنظيمات وميليشيات لم تكن لها علاقة بليبيا ولا الشعب الليبى، مثلما سيطر داعش والتنظيمات الإرهابية بمقاتلين من خارج سوريا والعراق.. كل هذا بعد تحركات اتخذت فى البداية أبعادا جماهيرية، لكنها مع الوقت أسفرت عن وقائع أخرى، واللافت للنظر أن هذه التنظيمات والجهات التى تمولها، تصاب بحالة من الإحباط والغضب مع أى خطوات فى مسار الاستقرار والحل السياسى، ونظن أنه فى حالة نجاح الليبيين فى إجراء الانتخابات وتوحيد المؤسسات الأمنية والتشريعية، تكون ليبيا قد قطعت شوطا نحو إنهاء خطط التقسيم، التى كانت وراء كل ما جرى على مدى عشر سنوات.
 
داعش وتنظيمات الإرهاب كانت أدوات لتحقيق خطط تقسيم كل دولة، فى سوريا أو ليبيا، ووراء هذا أجهزة ودول خططت ومولت هذا الوضع وصولا إلى أن تصعد هذه التنظيمات، وتبدأ الحرب بالوكالة، ولهذا تزامن ظهور تنظيم داعش وأخواته مع صعود تنظيمات متطرفة إلى السلطة، لتبدأ عمليات التفكيك والانتزاع، وهذا لا علاقة له بالثورة ولا التغيير، وهذه التنظيمات تابعة للممول والمخطط، الذى حرص على دعمها ليحقق بها أهدافه، ولهذا لم تكن الحروب بالوكالة بعيدة عن حسابات دول وأجهزة متعددة، حتى لو كانت هذه الدول قد تراجعت بعد ذلك، لكنها كانت طرفا فى لعبة إنتاج وتشغيل وكلاء الإرهاب.
 
وسواء اتفق البعض أو أنكر وجود خطط للتفتيت وإعادة التقسيم، فإن الواقع وما جرى، على مدى عقدين، كاف للبرهنة على حجم الخطر الذى واجهته المنطقة بشكل مؤكد، وهو أمر انتبهت له مصر قبل الكثير من الدول، وتعاملت معه على مدى سنوات بصبر وتركيز، ولا تزال الدولة المصرية تحرص على التعامل مع ما ترى أنه أصل الخلل. 
 
واجهت مصر هجمات الإرهاب تزامنا مع صعود داعش فى الشام والعراق، وإعلان دولة الخلافة المزعومة بقيادة أبوبكر البغدادى، تصدت مصر وهى تعى أن الإرهاب ليس تهديدا محليا، لكنه جزء من شبكات علنية وسرية، تتقاطع مع تنظيم الإخوان أو التنظيمات المتطرفة، وتقف خلفها شبكات تمويل ضخمة، تقوم بدور تمهيدى للتفكيك والتقسيم، قبل أن تأتى عمليات إعادة الدمج والتوزيع، ولهذا كانت حرب مصر ضد الإرهاب هى الأكثر اتساعا وعمقا، ومع هزيمة الإرهاب فى مصر، تراجعت قوة داعش نسبيا، لكن بقت التنظيمات الإرهابية والجهات، التى تمول الحرب بالوكالة، تواصل نقل وإعادة توزيع المرتزقة فى مناطق الصراع. 
 
وخلال 8 سنوات، كان الرئيس عبدالفتاح السيسى يضع خطوة أولى لمواجهة الإرهاب بقطع خطوط التمويل، ومواجهة الدول التى تدعم الإرهاب وتقدم له ملاذات آمنة، وتعاملت مصر دائما باعتبار الإرهاب هو قمة الجبل الظاهرة، وأن المواجهة يفترض أن تشمل كل الجيوب والامتدادات، واجهت مصر حربا متعددة الأطراف، بالوكالة عن دول وأجهزة، ونجحت فى تحييد الكثير من هذه النقاط.
 
قبل سنوات، لم تكن الدول الكبرى تستوعب حجم ما يمكن أن تنتجه الفوضى من أخطار، واليوم وفى مؤتمر باريس حول ليبيا، بدا أن هناك اتفاقا على إنهاء دور الميليشيات والمرتزقة، وهو أمر لن يكون سهلا، لأنه يعبر عن مدى ما أصبحت تملكه الدول والأجهزة التى صنعت هذه التنظيمات واستعملتها، واليوم تحاول تغليف خطاب الإرهاب فى سياقات سياسية، بينما الهدف إدماج المرتزقة فى تخطيط مستقبل بلد هم أكثر من شارك فى هدمه. 
 

 

 

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رضا سليم يفاضل بين أكثر من عرض خارجي للرحيل عن الأهلي فى الصيف

بعثة الحج تُنظم زيارات للروضة الشريفة وتواصل تقديم التسهيلات لضيوف الرحمن

ضبط 39479 مخالفة مرورية فى حملات مرورية خلال 24 ساعة

الإسماعيلى يقص غدا شريط 3 مباريات حاسمة فى كأس عاصمة مصر والدوري

تفاصيل إتاحة الحجز المسبق على القطارات المسافرة خلال إجازة عيد الأضحى 2025


تعرف على محتويات الأرشيف السرى لجاسوس الموساد بسوريا إيلى كوهين

وزارة التعليم: 4 سنوات سن التقدم لـ"kg1" بالمدارس الرسمية للغات لعام 2026

الحذاء الذهبي 2025.. محمد صلاح يخطط للعودة إلى القمة من بوابة برايتون

جولة بالأتوبيس الترددى بعد التشغيل التجريبى للمرحلة الأولى بإجمالى 14 محطة.. يعمل بالكهرباء ومدعم بكاميرات مراقبة وهذا سعر التذكرة.. أنفاق داخل المحطات لربطها بجانبى الطريق.. والميكروباص لن يعود.. صور

بيان هام بشأن حالة الطقس اليوم الإثنين 19-5-2025


تحتاج لمليار دولار.. عوائق تمنع ترامب من استخدام الطائرة القطرية

نقاط سيراميكا "عنصر القوة" فى ملف شكوى بيراميدز ضد رابطة الأندية والتظلمات

موعد مباراة الزمالك وبتروجت فى الدورى المصرى والقناة الناقلة

نهائى دوري الأبطال.. موعد مباراة بيراميدز وصن داونز والقناة الناقلة

نجل عبد الرحمن أبو زهرة: الرئيس السيسى أثنى فى مكالمته على والدى ووصفه بالأيقونة

انتشر فى العظام.. تشخيص جو بايدن بسرطان البروستاتا "عدوانى"

محمد صلاح يقترب من تحقيق أرقام قياسية جديدة في الدوري الإنجليزي

ثروت سويلم: الأهلى أبلغنا بصعوبة إقامة دورى بدون الإسماعيلى

روما يحسم موقعة ميلان بثلاثية في الدوري الإيطالي.. فيديو

يوفنتوس يحافظ على المركز الرابع في الدوري الإيطالي بثنائية أودينيزي.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى