مساجد الله للعبادة لا لجمع التبرعات

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

جمع مبالغ مالية من المصلين نظير خدمات حفظ الأحذية في الصناديق الخشبية أو المعدنية، كان أحد العادات الخاطئة، التي يقع فيها بعض الأئمة وعمال المساجد، وقد جاء قرار وزير الأوقاف، بمنع جمع تبرعات نقدية أو مبالغ مالية نظير هذه الخدمات صريحاً واضحاً، ليقضى على تلك الظاهرة السلبية، التي كانت تستغل رواد بيوت الله، وتقدم صورة غير حضارية.

أتصور أن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وضع يده على القضية المحورية التي تخص المساجد، وهي أنها للعبادة فقط، وليست مكاناً لجمع التبرعات، أو وسيلة يستخدمها البعض للاستجداء، أو أداة تُستغل أموالها بصورة أو بأخرى في أعمال تخالف القانون، وتتعارض مع صحيح الدين، لذلك كانت مجموعة القرارات الحاسمة، التي أقرت بإزالة صناديق التبرعات من المساجد، ومنعت تحصيل أي رسوم أو أموال نظير حفظ الأحذية، حتى تظل بيوت الله بعيدة تماماً عن الأفعال والسلوكيات البشرية، التي تصيب مرة وتخطيء مرات.

مشهد إعطاء النصف جنيه، والجنيه، لعامل صندوق حفظ الأحذية كان دائماً لا يليق بروحانيات المسجد، وقيمة الصلاة، وأهمية الخشوع والذكر والعبادة، وكل الأجواء الجميلة، التي نشعر بها عند القدوم للصلاة في المساجد، لذلك كان منفراً أن نجد من يمد يده ويفتح جيوبه لعطايا الناس، صغيرة كانت أو كبيرة، إلا أنها بالطبع كانت تنال من قيمة العامل، بالإضافة إلى أن الأموال التي يتم جمعها تتحول إلى مطمع وغنائم عند تقسيمها بين العاملين، فيتحول العمل في المسجد إلى تجارة بخسة، ويترك الجميع وظائفهم سعياً خلف جمع المال واقتسام العوائد.

مساجد الله لا ينبغي أن تتحول إلى جمعيات خيرية تستقبل التبرعات وتتلقى العطايا والمنح، وعلى من يرغب في فعل الخير أن يسارع إلى وضعها في الحسابات البنكية المعلنة من قبل وزارة الأوقاف، التي تضمن أن تتحرك هذه الأموال في المسارات القانونية الصحيحة، ولا تتحول إلى وسيلة أو هدف لأمور مشبوهة هنا أو هناك، أو تصبح باباً لفساد أو إفساد، لذلك أرى أن قرارات الأوقاف الأخيرة أصابت الهدف بامتياز، وبرهنت أن نظافة اليد والنزاهة أداء وطريق وليست مجرد شعارات أو عبارات، وقول دون فعل، لذلك أتمنى أن يتعاون الجميع في الإبلاغ عن أي شخص يستغل المساجد في جمع التبرعات أو الحصول على أموال الناس بسيف الحياء.

أخيراً أؤكد أن بيوت الله يجب أن تظل للعبادة وفقط، وليست مكاناً لجمع التبرعات أو تلقى العطايا، والعمال والموظفين فيها، يحصلون على رواتبهم من وزارة الأوقاف، في إطار قانونى، نظير ما يقدمونه من أعمال وخدمات، وليس من مهامهم حراسة صناديق الأحذية وجمع الأموال نظير ذلك، خاصة في المساجد الكبرى، التي تدر آلاف الجنيهات شهرياً، مقابل هذه الخدمة، التي استحلها البعض دون سند، لذلك حان الوقت لتصحيح كل ما سبق، ووضع الأمور في نصابها الصحيح، والضرب بيد من حديد لكل من يخالف قرارات استغلال المساجد بأي صورة في جمع التبرعات.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

مقلب قمامة بجوار المتحف الزراعى!

مقلب قمامة بجوار المتحف الزراعى! الأربعاء، 17 نوفمبر 2021 10:46 ص

الدليفرى.. "التأخير خسرنا كتير"

الدليفرى.. "التأخير خسرنا كتير" الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021 11:18 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

انفجارات عنيفة تدوي في مدينة جبلة السورية

إخماد حريق في هيش ومخلفات بكورنيش النيل بحلوان دون إصابات

مانشستر سيتي: هالاند يستمع إلى ألبوم عمرو دياب الجديد

هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل


ننشر قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة كفر الشيخ

25 سيارة إطفاء تكافح حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر

الهلال يفكر فى الانسحاب من السوبر السعودى

هل ينجح مكتب تسوية المنازعات فى حل إنقاذ أسرة بعد زواج دام 8 أشهر؟.. التفاصيل

ضبط المتهمين بسرقة مبلغ مالي من شخص في الدقي


إبراهيم عبد الجواد: الأهلى استقر على بيع عبد القادر لسيراميكا بـ20 مليون جنيه

خفة دم تامر حبيب مع إنجي علي على أغنية "خطفونى" لـ عمرو دياب

الشرطة الأمريكية تفجر عبوة ناسفة فى ملعب للجولف بولاية "آيوا"

"أوديشن" مسابقة ملكة جمال مصر 2025.. أغلبية المتسابقات من طالبات الطب (صور)

سر تجدد اشتعال النيران في سنترال رمسيس.. مدير الحماية المدنية الأسبق يوضح

محمد محسن أبو جريشة: الإسماعيلى في مأزق ولم يعرض عليّ منصب المدير الرياضى

وعكة صحية مفاجئة تُدخل محمد أبو النجا حارس وادى دجلة العناية المركزة

تشيلسي يبحث عن إنجاز تاريخي فى نهائي مونديال الأندية ضد باريس سان جيرمان

كريم محمود عبد العزيز ملكا لمملكة الحرير في الحلقة الأخيرة

رابطة الأندية تستعرض "أشهر الأشقاء" فى الدوري المصري

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى