دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات: العالم يشهد ارتفاعا جنونيا بأسعار الوقود.. ومعدل زيادة درجات الحرارة وصل 2.7

النفط -أرشيفية
النفط -أرشيفية
كتب أمين صالح

نشر المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية دراسة جديدة تحت عنوان: "إنذار أخير: هل تنجح قمة المناخ في تجنب الكارثة أم تنضم إلى الفرص الضائعة؟" الدراسة أعدتها الباحثة نرمين سعيد، وسلطت خلالها الضوء حول قمة المناخ المنعقدة في جلاسكو باسكتلندا، حيث بدأ قادة العالم يوم الأحد الماضى الوصول إلى مدينة جلاسكو الأسكتلندية لحضور قمة المناخ التي انطلقت فعاليتها أمس الإثنين الأول من نوفمبر وتستمر لمدة أسبوعين بعد أن تم تأجيلها على خلفية تداعيات تفشي كورونا منذ أعلنته منظمة الصحة العالمية وباءً في مارس من عام 2020، وتضع القمة نصب أعينها هدفًا أكبر يعد الضامن للحفاظ على منظومة الحياة في كوكب الأرض وهو محاولة الإبقاء على زيادة درجات الحرارة بحيث لا تزيد عن 1.5 درجة مئوية لتجنب تداعيات الاحتباس الحراري.

 

ولفتت الدراسة إلى أن أهمية القمة الحالية تكمن في التوقيت الذي يشهد فيه العالم أزمة طاقة كبرى، ويشكك الكثيرون فيه في جدوى التحول للطاقة المتجددة، وما إذا كان الأمر يستحق الارتفاع الجنوني لأسعار الوقود الأحفوري في ظل تباطؤ التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة والاعتماد عليها بشكل كامل، وفي هذا الإطار تسعى القمة الحالية إلى إلزام الدول بالمزيد من التعهدات المتعلقة بخفض الانبعاثات الكربونية؛ حتى تتمكن من تحقيق هدفها في الحد من زيادة درجات الحرارة، وذلك عن طريق اجتذاب الدعم المادي لتسهيل التحول إلى مشاريع الطاقة المتجددة بالنسبة للعديد من الدول.

 

وأشارت الباحثة إلى أن الطموحات بالنسبة للقمة الحالية تتراجع بشكل كبير بسبب غياب الثقة في القمة نتيجة غياب حضور قادة بعض الدول الكبرى التي تؤثر بشكل كبير في الانبعاثات الكربونية ومنها قادة روسيا والصين والبرازيل، ومن هذه الزاوية تبرز الخلافات بين الولايات المتحدة والصين على وجه التحديد؛ إذ تصر الأخيرة على عدم الدخول في مباحثات بشأن المناخ، في الوقت الذي تنتقد فيه واشنطن سجلها في حقوق الإنسان بشكل مكثف، وكذا تثير واشنطن التوترات في تايوان مخلفة قلق بالغ لدى السلطات الصينية.

 

وأكدت الباحثة أنه رغم سقف الطموحات إلا أن الإشارات التي أرسلتها القمة حتى الآن بدت بعيدة عن أهدافها الطموحة، خصوصًا أن معدل زيادة درجات الحرارة الآن يصل إلى 2.7 وهو ما انعكس في الإشارات التي بعثت بها كل من موسكو وبكين، كما أن قادة مجموعة العشرين والمسؤولين عن 80% من الانبعاثات الكربونية في العالم والذين اجتمعوا في روما منذ أيام قليلة سيتوصلون خلال بيانهم إلى خفض درجات الحرارة إلى 1.5 درجة ولكن دون إصدار التعهدات اللازمة، وهو ما يعطي مؤشرًا عن سير قمة المناخ في الغد؛ إذ إنها يمكن أن تعلي سقف الأهداف ولكن دون وجود تعهدات تذكر لتحقيقها.

 

وأشارت الدراسة إلى أن صندوق المناخ الأخضر الذي تم إنشاؤه في عام 2015 بهدف دعم الدول النامية في هذا المجال أكبر التحديات للقمة الحالية، هو معني بتنفيذ مشروعات تستهدف الحد من الانبعاثات الكربونية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهو ما يحتاج إلى تمويلات ضخمة تسعى الدورة الحالية للقمة لتوفيرها، وفي ظل تفاقم تداعيات التغير المناخي على الدول المتقدمة والنامية والتي تمثلت في حرائق للغابات أتت على ملايين الهكتارات من الثروة الخضراء وغيرها من الآثار، بدا أن القمة الحالية هي الأهم منذ قمة باريس للمناخ التي تم عقدها في عام 2015، ولذلك فإن الأجندة الحالية أمام القمة تتضمن آليات فعالة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وتتضمن اتخاذ إجراءات سريعة ضمن خطط وطنية شاملة، مع تحديث هذه الخطط بما يتلاءم مع المتغيرات كل خمس سنوات.

 

وأوضحت الدراسة أن الحكومة البريطانية والتي تترأس الدورة الحالية تضغط من أجل إبرام اتفاق لإنهاء استخدام الفحم بشكل نهائي، كذلك اقترحت وقف استخدام السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل بحلول عام 2040، فضلا عن دعوتها إلى تخصيص أموال لوضع حد لانحسار مساحات كبيرة من الغابات حول العالم وأمام هذه الأهداف الطموحة ظهر تقاعس دولي في توفير الموارد المالية اللازمة للدول النامية كي تصبح جزءًا من المنظومة، لأنه ومنذ عام 2009 تعهدت الدول المتقدمة بدفع مليار دولار بشكل سنوي بهدف الحد من آثار التغير المناخي والتكيف مع الطاقة المتجددة بحلول عام 2022 ولكن في عام 2019 فقط تراجع التمويل بنحو 20 مليار دولار.

 

وأكدت الدراسة أنه يجب الأخذ في الحسبان أن كل تلك الجهود إذا آتت ثمارها ستصل إلى ما يعرف بالحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، لأن وقف الظاهرة قد ولى وقته منذ زمن، ومنتهى الطموحات الآن هو تخفيف الأضرار وإبطائها عن طريق اتخاذ إجراءات جذرية؛ أولها تصفير الانبعاثات الكربونية خلال العقود الثلاثة المقبلة أي بحلول عام 2050.

 

ولفتت الدراسة إلى أن القمة الأولى للأرض انعقدت في البرازيل في عام 1992 حيث اتخذت معظم دول العالم قرارات متفاوتة للتعامل مع قضية الاحتباس الحراري، إلا أن ما اتخذوه بقي مجرد حبر على ورق. ويستدل على ذلك بما وصلنا إليه الآنـ ولذلك فإن القمة الحالية ينظر إليها الأغلبية بوصفها أحد المؤتمرات الأخيرة التي يمكن أن تشكل فارقًا في مصير دراماتيكي متوقع للكوكب.

 

واستطردت: "في هذا الإطار تتجه الأنظار إلى أنه لا ينبغي الاعتماد بشكل كامل على الدول الكبرى والتعويل عليها كونها الوجهة الأولى والأخيرة للحفاظ على درجات الحرارة؛ لأن هذه الدول براجماتية بشكل كبير، وتعلي من مصالحها الاقتصادية بشكل دائم، وهو ما انعكس على انخفاض التمويل الموجه للدول النامية،وفي هذا الإطار فإن الدول النامية تعد من الدول الأكثر تأثرًا بالانبعاثات الحرارية، وقد تشهد منطقة جنوب الصحراء في أفريقيا بحلول عام 2050 تهجير 86 مليون شخص على الصعيد الداخلي بسبب تأثيرات تغير المناخ، في حين ستشهد شمال أفريقيا تهجير نحو 19 مليون، وأمريكا اللاتينية ستشهد تهجير نحو 17 مليون نسمة".

وتابعت الباحثة أنه حسب تقرير آفاق لمنطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا والصادر عن صندوق النقد فإنه من الأهمية القصوى تسريع وتيرة جهود التحول إلى لطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر، ولذلك فإن من شأن التعاون الإقليمي بين البلدان دعم الجهود الوطنية الهادفة إلى التكيف مع تغير المناخ، وتخفيف الانبعاثات وإدارة المخاطر الانتقالية وخلق فرص الاستثمار الأخضر، وتوفير فرص العمل.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اعترافات صادمة.. المتهم بتصوير السيدات بحمام كافية: باستمتع

معاناة أولياء الأمور.. المدارس تجبر الأسر على اختيار البكالوريا لأبنائهم على حساب الثانوية العامة.. وتؤكد: توجيهات من الوزارة بتسجيل الطلاب على النظام الجديد.. والوزارة: البكالوريا اختيارية ومجانية بنص القانون

محمود سعد: وضع أنغام الصحى صعب وفقدت الكثير من وزنها (فيديو)

رموز الزمالك يطالبون بإعادة أرض فرع أكتوبر واستكمال الإنشاءات.. صور

وزير الخارجية يؤكد لـ "ويتكوف" أهمية استجابة إسرائيل لمقترح الهدنة فى غزة


تنسيق الشهادات المعادلة.. التعليم العالى: بدء قبول الطلاب السبت 23 أغسطس

سيدتان تتهمان 3 أشخاص باحتجازهما والاعتداء عليهما فى بولاق الدكرور

يايسله بعد اكتساح القادسية: الأهلى جاهز للقاء النصر فى السوبر السعودى

مصطفى قمر وعمرو دياب صداقة منذ 35 عاما.. صور

أحمد إسماعيل يشكو الزمالك للاتحاد الدولى للسلة


ترتيب جدول الدورى الممتاز قبل مباريات اليوم الأربعاء

قطع المياه بين الهرم وفيصل من المساحة وحتى ابن بطوطة الجمعة 6 ساعات للصيانة

محمد صلاح يعادل إنجازًا تاريخيًا من توقيع كريستيانو فى الدورى الإنجليزى

قبلة محمد صلاح وأليسيا ليست الأولى بين نجم ونجمة الدورى الإنجليزى.. فيديو

إعادة قرعة دوري القسم الثاني "ب" بعد استبعاد فريق شرم الشيخ

أحمد شوبير والنحاس ووليد سليمان أبرز الحضور لجنازة والد محمد الشناوي

بعد إعدام قتلة شيماء جمال.. والدتها لـ"اليوم السابع": عزاء ابنتى الأربعاء المقبل

إعدام قاتل شيماء جمال.. القصة كاملة من جريمة بشعة لقصاص عادل بالإعدام شنقًا

انطلاق معارض أهلًا مدارس 2025 اعتبارا من 1 سبتمبر ولمدة شهر.. وزير التموين يعلن توفير المستلزمات المدرسية والأدوات المكتبية.. أحذية وزى مدارس وحقائب بجودة عالية وأسعار مناسبة

مسؤولون أمميون: العالم خذل العاملين الإنسانيين فى الشرق الأوسط

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى