"اسأل النت"

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم أحمد التايب

مؤكد أن الثورة التقنية الحديثة، ووسائل الحداثة متمثلة في "الإنترنت ومنصات السوشيال ميديا"، جعلت العالم بمثابة قرية صغيرة، وأحدثت تقاربا بين الشعوب والثقافات، وسهلت الحصول على المعرفة والمعلومات بشكل أسرع ومباشر، وهذا إن كان يعد شيئا إيجابيا لكنه في نفس الوقت يمثل خطورة حقيقية على تشكيل وعى الأفراد ومصداقية المعلومات وصلاح المجتمعات.

فمن منا ينكر حجم البيانات والمعلومات على الشبكة العنكبوتية، ومن منا ينكر سهولة الوصول إلى إجابة أى سؤال بضغطة واحدة على الإنترنت، لتكون جملة "اسأل النت" جملة تعيش معنا في المنزل وفي الشارع وفى العمل، فور الرغبة عن معرفة معلومة أو البحث عن إجابة سؤال، فمثلا، فور شعورك بأعراض مرض أو خروجك من مختبر طبى فأنت لا تنتظر الذهاب أو رأى الطبيب، إنما تتجول بين المواقع والمنصات لتعرف ماذا بك وماذا تقول الفحوصات؟ وكذلك حال رغبتك في البحث عن معلومة ثقافية أو تعليمية أو جغرافية تجد ما لذ وطاب بضغطة واحدة أيضا على ما يسمى بـ"الكيبورد".

خلاف تصفح مواقع ومنصات التواصل الاجتماعى، والتى وصل لحد الإدمان، وكم المعلومات والبيانات والمعرفة والأفكار والسلوكيات التي تمر على عيون وعقول المتصفحين من كل التخصصات والمجالات، سواء الترفيهية أو الدرامية أو العلمية أو الثقافية، فما بين المشاهدة والسماع والقراءة تمتلئ العقول ويتشكل الكيان والوجدان وتعزز ثقافات وتهدم هويات.

فتأتى جملة "اسأل النت" أسلوب حياة في المجتمع الآن، لكن يجب علينا إدراك ما تمثله هذه الجملة من جوانب سلبية أو ما تحققه من مخاطر جسيمة، في ظل ما تعانيه مواقع التواصل الاجتماعى من سطحية المعلومات وعدم الاعتماد على التوثيق والتحقق، فالكل يتكلم ويتحدث ويفهم، والكل يحكى تجاربه وخبراته ويمارس هوياته دون ضابط ولا رقيب، وهنا مكمن الخطورة، نعم مكمن الخطورة لأن حال عدم التأكد والبحث الجاد ستقع حتما ضحية، حيث يتملئ عقلك بمعلومات مغلوطة أو بمعرفة مزيفة أو بأفكار ضالة، ما يؤثر بالغ الأثر على كيانك بل يهدد حياتك ومستقبلك.

وأخيرا، نقول لمن يدمن جملة "اسأل النت" عزيزى، اعلم أن العالم الآن أصبح بين يديك أو في جيبك، وأن "السوشيال ميديا" بحور شتى، وشوارع مليئة بالقبح والجمال، ولا تنسى أبدا أن العمق المعرفى ما زال موجودا فى الكتاب، وأن الأمان هو البحث عن المصدر الحقيقى للأخذ به مهما كانت التكلفة.. فاحذروا "اسأل النت" يرحمنا ويرحمكم الله..

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هل يظهر براد بيت وتوم كروز في فيلم مشترك؟

الأرصاد تزف بشرى للمواطنين وتكشف عن موعد انخفاض درجات الحرارة

السودان ضد الجزائر.. احتفالات سودانية بالتأهل لنصف نهائى أمم أفريقيا للمحليين

"نِيل الاهتمام يجرى من القاهرة للخرطوم".. علاقات تاريخية بين مصر والسودان

برشلونة يتصدر ترتيب الدوري الإسباني بالعلامة الكاملة وبيتيس وصيفًا


الغيابات تحاصر الإسماعيلى قبل مواجهة الطلائع الليلة بالدوري

زوجان يتخليان عن ابنهما في المطار لانتهاء صلاحية جواز سفره.. والشرطة تتدخل

مواعيد مباريات اليوم.. فولهام مع مانشستر يونايتد وأوفييدو ضد ريال مدريد

اتحاد الكرة ينتظر قرار أوسكار رويز لاعتماد الحنفي ويوسف ورضا فى لجنة الحكام

إسراء آخر ضحاياه.. تعرف على عقوبة الإهمال الطبى فى القانون المصرى


طلائع الجيش يستضيف الإسماعيلي في مواجهة مثيرة بالدوري الليلة

الطقس اليوم.. ارتفاع طفيف ومؤقت بدرجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

هل تتعرض البلاد لموجات شديدة الحرارة الأيام المقبلة؟.. الأرصاد ترد وتزف بشرى للمواطنين.. مدير الاستشعار عن بعد بهيئة الأرصاد لـ"اليوم السابع": لا موجات طويلة المدى حتى نهاية أغسطس.. ونصائح هامة للمواطنين

المحكمة تفصل فى طلب الحجر على نوال الدجوى بعد شهر ونصف.. تفاصيل

موعد مباراة الزمالك أمام فاركو بالدوري المصري والقناة الناقلة

الإجهاد الحرارى يهدد حياة الملايين.. الأمم المتحدة: نصف سكان العالم يعانون من آثار سلبية من ارتفاع درجات الحرارة.. والعمل الدولية: 2.4 مليار عامل يتعرضون للحرارة المفرطة وأكثر من 22.85 مليون إصابة مهنية كل عام

المقاولون العرب يدخل معسكرا مغلقا استعدادا لمواجهة بتروجت بالدوري

رادار المرور يلتقط 1005 سيارات تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة

يوفنتوس يستضيف بارما بحثا عن انطلاقة قوية بالدوري الإيطالي

على لاريجانى يحذر من "التهديدات بالحرب" ضد إيران مرة أخرى

لا يفوتك


شيرين .. عبثيات "البخت المايل"

شيرين .. عبثيات "البخت المايل" الأحد، 24 أغسطس 2025 12:00 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى