قصر العينى صرح قومى وملاذ للغلابة

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

لا يمكن لأحد إنكار فضل "قصر العيني" في علاج الفقراء والمحتاجين، والحالات الحرجة، والدور المجتمعي العظيم الذي يقدمه لخدمة المجتمع، منذ تأسيسه عام 1827 كأول مدرسة طبية في مصر، على يد محمد على باشا، ليصبح منارة للعلم، وملجأ لكل مريض يلتمس الشفاء، وعلى مدار ما يقرب من 200 عام، نجح في تقديم العلاج لعشرات الملايين بالمجان، أو بأقل تكلفة ممكنة، من خلال نخبة من أمهر الأطباء في العالم، وأكفأ طواقم التمريض والفنيين والموظفين.

قصر العيني ليس مجرد مستشفى تعليمي، وظيفته تخريج دفعات جديدة من الأطباء سنوياً وتدريبهم وتعليمهم فقط، بل ملاذ لكل من يطلب الشفاء على أرض مصر، فيقصده المواطنون في كل مكان، من أسوان إلى الإسكندرية، ومن سيناء إلى السلوم، أملاً في تطبيب الداء، وعلاج العلة، وشفاء لا يغادر سقماً، اعتماداً على سمعته الطيبة، وشهرته الذائعة، وتكلفته البسيطة، التي تجعله صديقاً لـ "الغلابة"، الذين لا يتمتعون بخدمات التأمين الصحي، أو لا يملكون الأموال التي تمنحهم القدرة على تغطية نفقات المستشفيات الخاصة.

أكثر من 2 مليون مواطن سنوياً من أقصى شمال مصر إلى أقصى جنوبها يتلقون العلاج في قصر العيني، ما بين الاستقبال والحالات الطارئة، والعمليات المعقدة والجراحات الدقيقة، ولك أن تتصور حجم من يخضعون للعمليات الجراحية سنوياً، الذين يصل عددهم إلى 230 ألف مريض، في مختلف التخصصات، وهذا الرقم لا يمكن لمستشفى في العالم مهما كانت قدرتها أو حجمها أن تقدمه سنوياً، ليظل قصر العيني، صرح طبي وتعليمي نادر، ورمز لعظمة مصر، التي تحرص على تقديم خدمات العلاج بالمجان لغير القادرين، وتعطى أولويات للحالات الطارئة، دون السعي خلف "المكاسب" كما نرى المشهد في أغلب المستشفيات الخاصة، التي تستنزف جيب المريض.

نجح قصر العينى خلال السنوات الماضية في ميكنة كل التقارير الطبية الخاصة بالمرضى، حتى يضمن خدمة علاجية ممتازة، وملف إلكتروني لكل مريض، بديلا عن الملفات الورقية، التي كان حفظها وتخزينها من كثرة الأعداد وزيادة المترددين عبء كبير، لذلك يجب أن يتم توجيه التحية لكل القائمين على مستشفيات قصر العينى، في جامعة القاهرة، بداية من الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، الذي لا يدخر جهداً في تطوير وتحديث هذا الصرح القومى، بصورة تتناسب مع متطلبات العصر، وتسهم في تخفيف العبء عن مستشفيات وزارة الصحة، ثم عميد كلية الطب، الدكتورة هالة صلاح الدين، والدكتور حسام صلاح، مدير المستشفيات الجامعية، والدكتور عمرو الحديدي، مدير قصر العينى الفرنساوى، ومئات الأساتذة الأجلاء، الذين لا يبخلون في رعاية المرضى، والتخفيف عن آلامهم.

قصر العينى يحتاج من الحكومة كل الدعم والرعاية، حتى يتمكن من مواصلة الجهد الكبير الذي يقدمه للمواطنين، ويجب أن يتم دعمه خارج ميزانية جامعة القاهرة، خاصة أنه يقوم بدور غير تقليدي في رعاية المرضى، وتقديم العلاج، وهذا يتطلب ميزانيات ضخمة وأموال طائلة، حتى يحافظ على هذا الدور الحيوي، ويستمر في أداء الخدمة الطبية بنفس الجودة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شروط استحقاق تعويض البطالة.. عدم الاستقالة وقيد الاسم بمكاتب القوى العاملة

اليوم.. آخر فرصة لطلاب الثانوية "دور ثان" للتقديم بكلية الشرطة

عقارات وسيارات.. تفاصيل التحقيقات مع متهم بغسل 60 مليون جنيه من تجارة المخدرات

موعد مباراة الزمالك ووادي دجلة فى الجولة الخامسة من دورى Nile

جماهير جريمسبى تاون تغزو الملعب احتفالا بإقصاء مانشستر يونايتد.. فيديو


بنفيكا ضد فنربخشة.. مورينيو يودع دورى أبطال أوروبا من التمهيدى "فيديو"

فاصل مهاري بين الكاس وإبراهيم فى تدريب منتخب الناشئين قبل كأس الخليج

السيسي وبن زايد بين الناس.. صور تذكارية مع المواطنين فى العلمين

يونيفيل تجديد أم انسحاب.. تحذير أممي من فراغ أمني بالحدود اللبنانية الإسرائيلية

كبارُ فقهاء الأمّة يجتمعون في ماليزيا تحت مظلّة المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي


"الخارجية الفلسطينية": ضم الضفة الغربية وتفكيك السلطة غطاء علني لجرائم الاحتلال

استشهاد 4 فلسطينيين من منتظري المساعدات برصاص قوات الاحتلال شمال قطاع غزة

الكينج محمد منير يطرح أغنية (بين البينين) خلال أيام

مجزرة المدرسة الكاثوليكية.. الشرطة تعلن مقتل منفذ الهجوم وترامب يعلق.. صور

حقنة تجميل تزف عروس حلوان إلى السماء.. التحقيق فى وفاة إسراء بسبب خطأ طبى

بلاغ رسمى من الزمالك للنائب العام بشأن أرض الفرع الجديد بأكتوبر

مجلس الوزراء يوافق على أسعار توريد القمح والقصب وبنجر السكر للموسم الجديد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى