ما هى ردود فعل جنوب أفريقيا على حظر السفر إليها بسبب متحور "أوميكرون"؟

ردود أفعال مختلفة يمكن رصدها من جنوب أفريقيا بعد أن رصدت المتحور الجديد من فيروس كورونا "اوميكرون" الأيام الماضية، ومن ثم اغلق العالم طيرانه وحظر السفر إليها، فى المقدمة دعا رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، جميع الدول التى فرضت حظر سفر على بلاده، ودول أخرى فى المنطقة، إلى التراجع عن قراراتها على وجه السرعة.

وحث رامافوزا تلك الدول، خلال خطاب متلفز بشأن جهود احتواء جائحة "كوفيد-19"، على رفع حظر السفر الذى فرضوه بسبب متحور "أوميكرون" الجديد من فيروس كورونا المستجد، وذلك قبل حدوث أى ضرر آخر لاقتصادات الدول وسبل عيش الناس.

وأضاف رئيس جنوب أفريقيا: "نشعر بخيبة أمل كبيرة من قرار العديد من الدول حظر السفر من عدد من بلدان الجنوب الأفريقى بعد تحديد متغير أوميكرون. هذا خروج واضح وغير مبرر تماما عن الالتزام الذى قطعته العديد من هذه الدول فى اجتماع دول مجموعة العشرين فى روما الشهر الماضي".

وأكد رئيس جنوب أفريقيا أن "حظر السفر لا يستند إلى العلم، ولن يكون فعالا فى منع انتشار هذا المتغير. الشيء الوحيد الذى سيفعله حظر السفر هو زيادة الإضرار باقتصادات البلدان المتضررة وتقويض قدرتها على الاستجابة والتعافى من الوباء".

من جانبها قالت رئيسة الجمعية الطبية فى جنوب أفريقيا أنجيليك كويتزى، أن أعراض متحور "أوميكرون" من فيروس كورونا خفيفة ما يعنى إمكانية العلاج منزليا.

وأكدت كويتزى فى مقابلة مع "العربية نت"، أن الأعراض الخاصة بمتحور "أوميكرون" خفيفة للغاية وهذا يعنى أنه يمكن علاج الحالات المصابة به فى المنزل، موضحة: أن المصابين بهذا المتحور الأوكسجين الخاص بهم مستقر للغاية، حسب وصفها.

وفى السابق قالت نجيليك كوتزى، أن الأعراض الرئيسية الأولى التى ظهرت على الأشخاص المصابين بسلالة "أوميكرون"، الإرهاق الشديد وارتفاع معدل نبضات القلب.. ولكن لم يبلغ أحد منهم عن معاناته من فقدان حاسة الشم أو التذوق.

وأعربت كوتزى عن قلقها من إمكانية أن يتعرض كبار السن غير المطعمين لخطر أكبر فى حال إصابتهم بالسلالة الجديدة، موضحة أن نحو عشرين من مرضاها ثبتت إصابتهم بكورونا ظهرت عليهم أعراض السلالة الجديدة "أوميكرون"، وكان أغلبهم من الرجال الأصحاء، حيث شعروا بالتعب الشديد، كما أن نصفهم لم يحصلون على لقاح كورونا.

من جانبها قالت وزارة العلاقات الدولية فى جنوب أفريقيا أن أحدث جولة من حظر السفر تلك، أشبه بمعاقبة جنوب أفريقيا لقدرتها على رصد سلالات جديدة بشكل أسرع.

وجاء فى البيان أنه "يجب أن تتم الإشادة بالعلم الممتاز لا معاقبته. المجتمع الدولى فى حاجة للتعاون والشراكات فى إدارة جائحة كوفيد-19"، مشيرا إلى رصد سلالات جديدة فى دول أخرى دون وجود صلة بجنوب أفريقيا.

ووفقا للبيان، دخل مسؤولون من جنوب أفريقيا فى مباحثات مع دول فرضت قيودا على السفر، على أمل أن تعيد النظر فى قراراتها.

كما انتقدت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية فى أفريقيا، ماتشيديسو موتى هذه الإجراءات.

وقالت: "مع اكتشاف السلالة أوميكرون الآن فى عدة مناطق بالعالم، فإن فرض حظر السفر الذى يستهدف أفريقيا هو اعتداء على التضامن العالمي".

ودفعت فى بيان صادر عن مكتبها بأنه على الرغم من أن قيود السفر قد تلعب دورًا طفيفا فى الحد من انتشار كوفيد-19، إلا أنها تضع عبئًا ثقيلًا على المناطق المستهدفة.

وأعرب وزير الصحة البوتسوانى، إدوين ديكولوتى، عن مخاوفه من "وصم" دول جنوب القارة الأفريقية.وقال "ندعو جميع الدول التى فرضت حظر سفر على بلادنا وعلى الدول الشقيقة فى الجنوب الأفريقى إلى التراجع بشكل عاجل عن قراراتها ورفع الحظر الذى فرضته قبل أن يتسبب فى أى ضرر آخر لاقتصاداتنا وسبل عيش شعبنا".