فواخير الدقهلية.. قرية تحافظ على مهنة صناعة الفخار من الاندثار.. صور

توارثوا مهارة تطويع الطمى وتشكيله لأشكال مختلفة وتحويله لتحف فنية.. التقى "اليوم السابع" بعدد من العاملين فى مجال صناعة الفخار فى منطقة الفواخير بمركز طلخا، قلعة صناعة الفخار بمحافظة الدقهلية، والتى توارث جميع العاملين بها أبا عن جد مهارة تطويع الطمى وتشكيله لأشكال مختلفة وتحويله لتحف فنية كأبراج الحمام، وقصارى الزرع، والأوانى الفخارية التى تعبق بالتراث والفن.

وقال الأسطى عبده أحد أشهر العاملين بمنطقة الفواخير لـ"اليوم السابع"، إن مهنة صناعة الفخار كل حياته، حيث توارثها عن والده وأجداده، حيث كان يطالعهم وهم يطوعون الطين بأيديهم لصناعة أجمل الأوانى والتحف الفخارية، مشيرا إلى أنه تعلم واكتسب سر الصنعة منهم وأصبح يجيد ويتقن صناعة وتطويع الفخار بكل أشكاله وأحجامه بعدما عشق فن التصنيع من أبائه.

وأضاف أن صناعة الفخار فن يحتاج للمهارة والخبرة والخيال، حيث أن تجميع الطين فى أحواض مياه البحر وتصفيته وتجفيفه وتشكيله وحرقه خطوات عديدة تحتاج للتفنن والصبر والإبداع، مشيرا إلى أن أكثر الخطوات التى تظهر مهارة وخبرة صانع الفخار هى المرحلة التى يقوم فيها بتحويل الطين لأشكال فخارية مختلفة عن طريق تثبيت الطين على آلة أسطوانية ثم تحريكها لتخرج بالشكل الذى يريده بتجويفه بيده، سواء كانت طواجن أو مساقى أو قلل أو محاضن أو زير وغيرهما.

وأكد أن صناعة الفخار فى مصر لا تزال تحتفظ برونقها وتاريخها وقيمتها لدى جميع المواطنين، بالرغم من انخفاض عدد الأيدى العاملة بها بعد توجه عدد كبير من الشباب للعمل فى مجالات أخرى أكثر ربحا، موضحا أن منطقة الفواخير تحافظ على المهنة من الاندثار.

أما رائد صناعة الفخار فى منطقة الفواخير شوقى البسطويسى فقال، إنه توارث المهنة عن أجداده وتعلمها حتى شرب الصنعة وأصبح يجيد فن تشكيل الفخار بكل أشكاله وأنواعه، مضيفا أنه ورثها لأبنائه حتى يظل اسم الأسرة مضيئا فى عالم صناعة الفخار.

وأضاف أن صناعة الفخار تجمع بين المهارة والفن، حيث تمر بمراحل عديدة تبدأ من تجميع الطين النيلى من منطقة الجزيرة بمدينة طلخا ومن ثم نقعها فى أحواض الطين لمدة ساعتين حتى تذوب ومن ثم تصفيتها بالغربال من الشوائب كالحصى والرمال، ثم تجفيف  الطين الناتج فى الهواء الطلق لمدة ثلاثة أيام وبعدها يتم إدخاله لماكينة العجن ومن ثم يتم تشكيل الأوانى الفخارية المختلفة باستخدام آلة الحجر ثم يترك المنتج ليجف حتى يتم إدخاله لفرن الحرق لمدة يومين لنحصل على المنتج النهائى الذى يتم بيعه بأسعار تبدأ من جنيه ونصف وتصل لـ30 جنيها.

وأشار إلى أنهم يقوموا بإنتاج أشكال عديدة من الفخار داخل منطقة الفواخير كالطواجن والمساقى وصخر الفيلل وأبراج الحمام والقلل والمحاضن والزير والكولمن، باستخدام أفران صديقة للبيئة تعمل بمخلفات القصب والقش على درجة حرارة تتعدى 100 درجة مئوية لمدة 3 ساعات، ثم تركه يوم كامل حتى يتحول للون الأحمر.