قمة جلاسكو للمناخ.. مصر عندما تتحدث

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم : أحمد التايب
من المؤكد أن مصر أصبحت القوة الفاعلة فى محيطها الإقليمي وفى القارة الإفريقية، وأصبحت تحمل هموم القارة فى ظل التحديات التى تواجه العالم بأثره، وخاصة فيما يتعلق بخطر تغيرات المناخ تلك الخطر الذى يعد بمثابة تهديدا وجوديا للبشرية، لكن مصر والحمد لله، تسير بخطى واثقة لتحقيق الريادة والقيادة، وذلك ظهر جليا فى كلمة الرئيس السيسى أمام زعماء العالم المشاركين، وما تقدمه الدولة المصرية من إنجازات نحو الاقتصاد الأخضر، للمشاركة بفاعلية لتجنب غضب الطبيعة، من الأعاصير والجفاف وحرائق الغابات وانتشار الأوبئة وندرة الغذاء والمياه.
 
فنعم مصر قامت بدور رائد فى هذا الملف، لكن يتبقى على المجتمع الدولة ان يقوم بمسؤولياته تجاه هذا الخطر، وأول هذه المسؤوليات ان يتم إنهاء الخلافات والانقسامات بين الدول الكبرى، وخاصة أن هناك توترات كبيرة بين قادة الدول الصناعية، والتي يحتلون قائمة دول العالم الأكثر مساهمة في الانبعاثات المسببة لظاهرة التغير الحرارى، وتأتى على رأس هذه القائمة، الولايات المتحدة والصين والهند وروسيا واليابان والبرازيل وإيران وأندونسيا، وألمانيا وفرنسا، فالنجاح إذن مرهون على وجود دور تفاهمى بشأن الأزمة.
 
والأهم أيضا لنجاح قمة جلاسكو، حدوث ثقة بين دول العالم المتقدم ودول العالم النامى في ظل انعدام الثقة بين الاقتصاديات الكبرى والاقتصادات الناشئة الواعدة، ونموذجا على ذلك عدم قدرة الدول الكبرى حتى الآن على تنفيذ الالتزامات التى تضمن الوفاء بـ100 مليار دولار لدعم العالم النامى سنويا، ليكون السؤال الآن هل ستنجح قمة جلاسكو في إقناع الدول الغنية بالوفاء بوعودها بشأن المساعدات المناخية؟، وإقناع الدول الصناعية بعدم تبنى وجهة النظر التى تقوم على مبدأ المسؤولية الجماعية وتأجيل التعامل مع جانب التمويل، وإحالته للقطاع الخاص كما تتبناها بعض الدول المتقدمة؟
 
وأعتقد، أن عودة الثقة بين العالمين "المتقدم والنامى" تحتاج مجهودا مضاعفا في قمة جلاسكو بخلاف أي قمة سابقة، بعد أن تفاقمت أزمة الثقة بين العالمين، عندما استحوذ العالم الغنى على إمدادات لقاحات كورونا، وعدم المساواة في التوزيع، الأمر الذى سيكون له بالغ الأثر على التفاوض والتفاهم بين العالمين، ويجعل لبلدان النامية أقل استعداداً لتقديم تنازلات للتوصل إلى توافق وتفاهم لمعالجة الظاهرة.
 
لذا، تبقى الحقيقة واحدة حتى يتم إنقاذ الكوكب من التغيرات المناخية، هى إنهاء الخلافات والتوترات بين الكبار وعودة الثقة بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية أولا، ثم يأتي بعد ذلك الإصرار ووجود الإرادة الصادقة نحو التحول العالمي إلى الطاقة المتجددة، وخفض الانبعاثات الكربونية، والاستثمار في الاقتصاد الأخضر، فقولا واحدا ستنضم هذه القمة إلا القمم السابقة من حيث الفرص الضائعة، ويتفاقم الخطر العالمى، لكن للأسف البلدان النامية المتضرر الأكبر، رغم أنّ حجم انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري لا يذكر مقارنة بالانبعاثات العالمية.
 
وختاما، ما يجب الانتباه إليه رغم هذه الصورة القاتمة، هو دور مصر الريادى والمؤثر في قمة جلاسكو بصرف النظر عن نجاح القمة أو فشلها، فيكفيها أنها قدمت نموذجا رائدا في تحمل مسئولياتها تجاه هذه الظاهرة بقدرتها وخططها الاستراتيجية في استخدام الطاقة المتجددة والاستثمار في الاقتصاد الأخضر بشكل أبهر العالم كله، وأشادت به كافة المنظمات والمؤسسات الدولية في مشهد يعكس قدرة الدولة المصرية في القيادة والريادة، وأخيرا لا نملك إلا الدعاء بالتوفيق لنجاح هذه القمة لأن نجاحها قطعا خير يعم على البشرية والإنسانية جمعاء..
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

"ليلة المباراة".. موعد مباراة الزمالك وفاركو فى دوري نايل والقناة الناقلة

وفاة بهاء الخطيب.. رحيل يفتح أبواب الحزن على "درويش وسمير وأحمد عصام"

اليوم.. نظر محاكمة 6 متهمين بقضية "داعش أكتوبر"

4 مواجهات قوية اليوم فى الجولة الرابعة لمسابقة دوري نايل

تعليم الجيزة تفند الشائعات حول البكالوريا: نظام تعليمى مجانى مثل الثانوية العامة.. يمنح الطالب شهادة معتمدة رسميا.. ويتمتع الحاصل عليها بحقوقه فى الالتحاق بالجامعة التي يرغب بها وفقا لما يعلنه مكتب التنسيق


خلال ساعات.. نظر محاكمة 11 متهما بخلية داعش الهرم الثانية

الآن.. بدء تصويت المصريين فى الخارج بأستراليا

اليوم.. ذكرى ميلاد لبيب محمود هداف الأهلى وصاحب أول بطولة دورى للأحمر

بعثة رجال طائرة الزمالك تتوجه إلى الإمارات اليوم للمشاركة فى دورة ودية

كريم حمدى ينتقل إلي يد توزلا البوسني


نجاة وزير الكهرباء بعد حادث مروري أثناء توجهه لمدينة العلمين

وليد خليل: فيفا حكم لغزل المحلة بـ96 ألف دولار حق رعاية إمام عاشور

تفاصيل التحقيق مع 4 عاطلين بتهمة الإتجار فى المواد المخدرة

الإسماعيلى يهزم طلائع الجيش بهدف محمد عامر بدورى نايل .. صور

تعليم القاهرة تفتح باب التحويلات المدرسية مرة أخرى لمدة أسبوع

جنة تحت الماء.. إقبال أوروبى على رحلات السفارى لزيارة الجزر البحرية ومواقع الغوص بالبحر الأحمر.. مشاهدة كهوف الشعاب المرجانية والدلافين والقروش.. والأخوين والفنستون ووادي الجمال والشيلينات تجذب المحترفين.. صور

دموع التماسيح بجنازة الضحايا.. زوجة أب تقتل أفراد أسرة كاملة فى ديرمواس بالمنيا.. وتعترف: وضعت لهم السم فى الخبز.. حاولت الانتقام من زوجى لرغبته فى رد ضرتى.. وتؤكد: تظاهرت بالحزن وبكيت وزرت قبرهم لإبعاد الشبهة

دينا فؤاد تبرز إطلالتها الساحرة بالأبيض في شوارع كان الفرنسية.. صور

6 مليارات جنيه استثمارات فى الصحة بسوهاج والمديرية ترفع شعار "المريض أولا".. وكيل الوزارة: القضاء على 90% من قوائم الانتظار.. إنجاز 11 ألف جراحة وافتتاح أول وحدة للحروق بصعيد مصر.. وحياة كريمة كلمة السر

زوجة الأب سممت الجميع.. الداخلية تكشف سبب وفاة أسرة دلجا بديرمواس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى