أكرم القصاص يكتب: التضخم ما بعد كورونا.. سلالات الفيروس وطفرات الاقتصاد.. أجهزة الاستخبارات والطب تعجز عن حسم منشأ الوباء رغم مرور عامين.. وظهور شبح الأزمة الاقتصادية ومخاوف من قفزات فى أسعار الغذاء والوقود

أكرم القصاص
أكرم القصاص
أكرم القصاص
لم ينته العالم من كورونا، الفيروس الذى فاجأ العالم كله، وأربك برامج السياسة والاقتصاد، وبينما يبدو الفيروس التاجى مستمرا لفترة مقبلة، تبدو تأثيرات وانعكاسات الفيروس لتتجاوز الصحة إلى باقى 8 مليارات نسمة يسكنون الكرة الأرضية، ورغم الاقتراب من العامين على بداية الفيروس، عجزت أجهزة الاستخبارات والطب عن حسم منشأ الفيروس أو مصدره، بل إن الأمر يزداد غموضا فيما يتعلق بالتعامل معه أو حتى قدرة اللقاحات على إنهاء الأزمة.
 
ومنذ شهور أعلن الخبراء أن العالم ما بعد «كوفيد - 19» ليس هو نفسه قبله، ثم إنه أصبح تهديدا اقتصاديا أكثر منه طبى، ومع الموجة الرابعة يتواصل النقاش حول المستقبل القريب للجائحة، والوقت الذى يعلن فيه العالم نهاية الخوف، لكن الجديد الآن هو شبح الأزمة الاقتصادية التى تطل برأسها منذ شهور وتتبلور فى صورة تضخم مصحوب بمخاوف من قفزات فى أسعار الغذاء والوقود، ومع أن الأفق لا يحمل موعدا يمكن فيه إعلان الاطمئنان والعودة للحياة الطبيعية وإنهاء الإجراءات الاحترازية، تبدو الأزمة الاقتصادية العالمية وكأنها سحابة تطل من جديد.  
 
ولم تعد الطفرات والمتحورات واللقاحات هى الشاغل الأهم، لكنها طفرات اقتصادية تعانى من أعراضها اقتصادات الدول الكبرى، والتى تسببت فى ارتفاعات كبيرة فى أسعار السلع الغذائية أو السلع الأخرى، بجانب ارتفاعات فى أسعار الطاقة خاصة فى أوروبا، مع استمرار التوقعات بأن الأزمة ستصل إلى جميع الدول بما فى ذلك الدول العربية، بسبب خلل فى سلاسل التوريد والإمداد، وتضاعف تكاليف الشحن.
 
فقد سجلت أسعار الغاز الطبيعى فى أوروبا 500 % ارتفاعا، ومعها ارتفعت أسعار السلع بنسبة 15 إلى 30 % فى بعض الدول، فى ظل توقعات بارتفاع التضخم لمستويات قياسية قد تصل بالعالم إلى ما يسمى الركود التضخمى وهو الخطر الأكبر، فقد أغلقت المصانع وتراجعت حركة التجارة مع كورونا، لكن مع فتح المصانع بدأ الطلب يتزايد على البترول وارتفع من 25 دولارا حتى 80 دولارا وتوقعات بالوصول إلى 100 دولار، ومعه مشتقات الطاقة. يضاف إلى ذلك التغير المناخى، واختلالات الطقس التى تسببت فى فيضانات وجفاف، فضلا عن حرائق الغابات، وكلها تسببت فى تدمير مساحات واسعة من الزراعات، والأهم هو تأثيرات كورونا على الإغلاق ثم الفتح وما يتبعه من طلب مع تراجع للمعروض لفترة.
 
وكشفت وزارة التجارة الأمريكية، أن التضخم السنوى ارتفع فى البلاد بأسرع وتيرة له منذ أكثر من 30 عاما، وذلك على الرغم من انخفاض الدخل الشخصى، وسجلت أوروبا معدلات تضخم هى الأعلى منذ 13 عاما فى أكتوبر 2021، فى ظل أزمة الطاقة، وبالطبع فإن انعكاسات الأزمة سوف تطال الدول النامية والفقيرة والاقتصادات الناشئة، ومنها الدول العربية، حيث  نشر صندوق النقد العربى تقرير «آفاق الاقتصاد العربى»، وفيه توقعات بأن التخفيف التدريجى للقيود والانتعاش للنشاط الاقتصادى يرفع الطلب ومعه  التضخم، كما تؤثر التقلبات المناخية على كم وأسعار المحاصيل الزراعية، ليتراجع العرض مقابل الطلب وترتفع الأسعار.
 
كل هذا يبدو انعكاسا لما بعد كورونا، واستمرار آثارها لفترة قد تستمر لما بعد انتهاء الفيروس، وهو أمر ما زال مستبعدا، لكن تأثيراته الاقتصادية والمالية سوف تستمر لفترة ربما يصعب تحديد نهايتها، خاصة فى ظل استمرار المنافسة، فضلا عن تراجع الإنتاج العالمى بسبب تغيرات المناخ، وهو ما يجعل الدول النامية أكثر تأثرا بالأزمة الاقتصادية المتوقعة، خاصة أن هناك مخاوف من أزمة فى الغذاء والحبوب، وصدور بعض التقارير عن عمليات تخزين للغذاء فى دول كبرى.
 
كل هذا يجعل تأثيرات فيروس كورونا أكثر عمقا واتساعا مما كان متوقعا، حيث تعيد تشكيل نظام اقتصادى عالمى يعيد التذكير بأزمات عالمية كبرى.
 
p
p

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فيلم ريستارت يحتل المركز التاسع ضمن قائمة الأفلام الأكثر تحقيقًا للإيرادات

محافظ القاهرة يشكل لجنة هندسية لبيان مدى تأثير حريق بحى بولاق على العقار

إعلام عبرى: على الجيش الإسرائيلى الاستعداد لأكمنة محكمة حال اجتياح غزة

حقيقة إعلان المحكمة الرياضية قرارها بشأن شكوى بيراميدز

شهيدان وإصابات بقصف الاحتلال الإسرائيلي خيمة تؤوي نازحين في خان يونس


إليسا تحيى حفلا غنائيا في دبي نوفمبر المقبل

مصطفى شوبير يحتفل بارتداء شارة قيادة الأهلى: "شرف ما بعده شرف"

القبض على المتهمين بالتشاجر بسبب حادث توك توك فى مدينة 6 أكتوبر.. صور

كواليس استبعاد 7 لاعبين من الزمالك أمام المقاولون.. بانزا والجزيري الأبرز

جدول ترتيب الدوري المصري قبل مباراة الزمالك والمقاولون العرب الليلة


ليفربول ضد بورنموث.. أرقام قياسية بالجملة لـ محمد صلاح ورفاقه

مصر تعزى باكستان في ضحايا الفيضانات التى اجتاحت البلاد

وزارة التعليم: حظر تحصيل أية مبالغ مالية من أولياء الأمور

وزارة التعليم: تسجيل غياب الطلاب يوميا بالعام الدراسى الجديد 20 سبتمبر

غلق شارع 26 يوليو لتنفيذ مونوريل وادى النيل -6 أكتوبر.. اعرف تحويلات المرور

مواد المرحلة التمهيدية "أولى ثانوى" بالبكالوريا للعام الدراسى 2026

الأهلي يقدم شكوى رسمية ضد الحكم محمد معروف خلال ساعات بسبب طرد هاني

علشان تختار لابنك صح.. أبرز 10 فروق بين البكالوريا والثانوية العامة

وزارة التعليم: توفير كتب وبوكليت مطبوع لتقييم الطلاب بالعام الدراسى 2026

أحمد شريف والدباغ يقودان هجوم الزمالك في التشكيل المتوقع أمام المقاولون

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى