سياسة ذات "طابع إنسانى".. الجامعة العربية توجه بوصلتها لدعم الشعوب فى ظل أزمات "عابرة للزمن والحدود".. "بيت العرب" يشن حربا على الجوع ويتجاوز السياسة بـ"الفن".. وملف الأسرى بُعد جديد لإضفاء الزخم لقضية فلسطين

الجامعة العربية توجه بوصلتها لدعم الشعوب فى ظل الأزمات
الجامعة العربية توجه بوصلتها لدعم الشعوب فى ظل الأزمات
بيشوى رمزى

في الوقت الذى تزايدت فيه الأزمات، ذات الطبيعة الجديدة، حول العالم، والتي تتجلى بوضوح في اندلاع وباء كورونا، والذى ترك جروحا غائرة، في العديد من دول العالم، سواء على المستوى المجتمعى، نتيجة زيادة الإصابات إلى الحد الذى خرج في أوقات معينة عن نطاق السيطرة، أو الاقتصادى، بسبب سياسات الإغلاق، وما ترتب عليها من تداعيات كبيرة، لم تستطيع أعتى الدول وأكثر تقدما في الصمود أمامها، بينما أصبح الوضع مأساوى في دول أخرى، تعانى أساسا من ظروف صعبة، أصبحت هناك حاجة ملحة إلى إضفاء طابع إنسانى، على السياسات التي اتسمت طيلة عقود طويلة من الزمن بطابعها البرجماتى، لتضع العالم، سواء في صورة الدول أو المنظمات الدولية، أمام مسؤولية كبيرة، تقوم في الأساس على وضع الأبعاد الإنسانية في الاعتبار، عند التعامل مع كافة القضايا المطروحة، سواء كانت في نطاق السياسة التقليدية، على غرار الصراعات والحروب، التي تشهدها العديد من الدول في مناطق العالم المختلفة أو في الصراع الجديد، الذى يبدو في الأفق، في مواجهة الطبيعة التي أعلنت تمردها على الإنسان، بسبب استنزافه لمقدراتها طيلة قرون طويلة من الزمن.

وهنا تجلى مفهوم جديد للدور الذى ينبغي أن تلعبه الكيانات الفاعلة في المجتمع الدولى، خاصة "العابرة للحدود"، على غرار الأمم المتحدة، وغيرها المنظمات الدولية والإقليمية، وللمفاهيم التي تتبناها، خاصة تلك المرتبطة بحقوق الإنسان، حيث يبقى التركيز على معاناة الشعوب أولوية قصوى، بعدما كان الاهتمام منصبا بالعلاقات مع الأنظمة السياسية فقط، والسعى نحو تحقيق مصالح قوى بعينها، تبدو أكثر هيمنة ونفوذ على حساب غيرها، ليصبح هذا البعد أحد المحاور التي ينبغي التحرك لتعزيزها، في إطار مفهوم أعم وأشمل لحقوق الإنسان، بعيدا عن نهج التسييس الذى ساد العمل به لسنوات طويلة لخدمة أجندات معينة، وهو ما أسفر عن تفاقم الفوضى والأزمات، على غرار العديد من المشاهد التي سادت العالم في العقدين الأخيرين، ربما أبرزها حقبة "الربيع العربى"، أو قبل ذلك بسنوات إبان فترة "الحرب على الإرهاب".

ولعل جامعة الدول العربية، باعتبارها المنظمة "الأم" في منطقتها، بالإضافة إلى كونها أحد أعرق المنظمات الإقليمية والدولية في العالم، اتخذت العديد من الخطوات، التي من شأنها، تعزيز العمل العربى المشترك، عبر تجاوز أساليب السياسة التقليدية، والتي تتأثر أحيانا بالخلافات بين الدول الأعضاء، من خلال إضفاء غطاء إنسانى، ربما يتلامس مباشرة مع أزمات الشعوب، خاصة مع تفاقمها، بعد أزمة الوباء، التي ربما أضافت أثقالا كبيرة على كاهلهم، على معاناتهم الأصلية، سواء جراء الأوضاع الاقتصادية أو الصراعات، أو تداعيات الفوضى التي شهدتها دولهم خلال العقد الأخير.

الحرب ضد الجوع

فلو نظرنا إلى أهم التداعيات التي خلفتها الأزمات الأخيرة، ذات الطبيعة الاستثنائية، نجد أن دولا عدة، خاصة في مناطق الصراعات، تعانى إثر زيادة رقعة الجوع داخلها، وانتشار سوء التغذية بين سكانها، وهو الأمر الذى ربما التفت إليه "بيت العرب"، وسعى إلى اتخاذ خطوة مهمة للمساهمة في احتوائه، عبر التوقيع على مذكرة تفاهم مع شبكة بنوك الطعام الإقليمية، والتي وقعها السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد، نيابة عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وهو الأمر الذى يساهم في الوصول إلى أكثر المناطق احتياجا في الدول العربية، والعمل على تنميتها، في إطار خطة التنمية المستدامة.

الأمين العام المساعد السفير حسام زكى بعد التوقيع على مذكرة التفاهم
الأمين العام المساعد السفير حسام زكى بعد التوقيع على مذكرة التفاهم

من جانبها، قالت مدير ادارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية ندى العجيزى، إن الهدف من وراء التوقيع على مذكرة التفاهم مع شبكة بنوك الطعام الاقليمية هو الوصول إلى الدول الأكثر احتياجا، وذلك لتحقيق التنمية بشكل عام، موضحة أن التعاون مع شبكة بنوك الطعام الإقليمية يساهم بصورة كبيرة في الدخول إلى المجتمعات المحلية عبر منظمات المجتمع المدني، وهو ما يساهم في دعم الفئات الأكثر احتياجا في الدول العربية.

تجاوز السياسة بـ"الفن"

تجاوز السياسة لم يقتصر على مجرد التعامل مع أزمات تطغى عليها الصبغة الإنسانية، وإنما امتد إلى ملفات سياسية، عبر التواصل مع الشعوب، في تحد صريح لمعوقات السياسة التقليدية، وهو ما يبدو في حرص الجامعة العربية على تكريم عدد من الفنانين السوريين، بعد تقديمهم فيلم تناول أزمة اللاجئين، وهو ما يعكس وجها جديدا في التعاطى، مع أحد أكثر الأزمات تعقيدا، إذا ما وضعنا في الاعتبار قرار تجميد عضوية سوريا بالجامعة العربية، وما يتطلبه عودتها، رغم الانفتاح العربى عليها مؤخرا، من خطوات إجرائية، ربما تستغرق المزيد من الوقت، وهو ما يقدم رسالة دعم صريحة، من "بيت العرب" إلى الشعب السورى.

أبو الغيط مع عدد من الفنانين السوريين
الأمين العام أحمد أبو الغيط مع عدد من الفنانين السوريين

من جانبه، أعرب الأمين العام أحمد أبو الغيط، عن عن سعادته بهذا النجاح الذي حققه الفيلم والذي يعكس كفاح شباب اللاجئين ومعاناتهم والظروف الصعبة التي يعيشون فيها، ويبث الأمل في كثير من اللاجئين لتحقيق أحلامهم وتطلعاتهم.

وعن الموقف من سوريا، قال أبو الغيط، في تصريحات تلفزيونية، إن هناك خطوات هادئة للانفتاح على سوريا من قبل العديد من الدول العربية، إلا أنه لم يلمس موقف رسمي لخطوات إجرائية حول عودة سوريا للجامعة العربية.

دعم الأسرى الفلسطينيين

أما القضية الفلسطينية، فعلى الرغم من أنها تمثل لب اهتمامات "بيت العرب"، منذ عقود طويلة من الزمن، إلا أنها ربما باتت تشهد اهتماما أكبير بمعاناة الشعب الفلسطيني، جراء سياسات الاحتلال، عبر التركيز على بعض التفصيلات، التي ربما تكون غائبة عن أذهان الكثيرين في المجتمع الدولى، بعيدا عن الصورة الإجمالية المعروفة عن الانتهاكات التي ترتكب ضدهم، وهو ما يبدو في لقاء الأمين العام مع رئيس هيئة شئون الأسرى الفلسطينيين، قدرى أبو بكر، والذى جاء ومعه ملفات الأسرى، بمختلف فئاتهم، سواء المرتبطة بالقابعين في السجون دون اتهام أو إدانة من السلطات الإسرائيلية، أو الأطفال المحكوم عليهم بالسجن أو الحبس المنزلى، وهو ما يسلط الضوء على تفاصيل ربما لا يعرفها الكثيرين حول ملف الأسرى الفلسطينيين.

أبو الغيط ورئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين
الأمين العام ورئيس هيئة شئون الأسرى الفلسطينيين

من جانبه قال أبو بكر، على هامش زيارته للجامعة العربية، إن الأمين العام أعرب عن دعمه الكامل للسلطة الفلسطينية فيما يتعلق بملف الأسرى، مؤكدا استعداد "بيت العرب" لتنظيم مؤتمر في 17 أبريل، وهو ما يوافق "يوم الأسير الفلسطيني"، لإلقاء الضوء على معاناة تلك الفئة من الفلسطينيين.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

النيابة العامة بروما تفتح تحقيقا بحادث انفجار محطة وقود.. وميلونى تتابع تداعيات الحادث

محمد صلاح عن وفاة ديوجو جوتا: لساني عاجز عن التعبير.. لن أنساك أبداً

وفاة الفنانة الإماراتية رزيقة الطارش عن عمر ناهز 71 عامًا

الداخلية تكشف حقيقة فيديو الاعتداء على شخص من ذوى الهمم

إخلاء سبيل المتهمة فى دهس 4 أسر بالتجمع بعد إتمام التصالح


فرحة وحزن فى يوم عاشوراء.. فرحة النبى بنجاة سيدنا موسى من فرعون.. حزن لاستشهاد سبط الرسول الإمام الحسين.. المؤرخون ذكروا مواضع الدفن: الجسد الطاهر دفن فى كربلاء والرأس الشريف طيف بها إرهابًا للناس

غدا.. المحكمة الدستورية تفصل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

9 مدارس تمريض لطلاب الشهادة الإعدادية بمحافظة بنى سويف.. اعرف شروط التقديم

الذباب يثير الذعر فى إسرائيل.. سكان حيفا المحتلة يهربون من منازلهم

وظائف جديدة بمرتبات تصل 13 ألف جنيه فى قطاع الكهرباء.. التفاصيل


شعار سوريا الجديد يشعل ضجة بين الرافض والمؤيد.. فماذا تعرف عنه؟

بالتصفيق.. استقبال مؤثر لجثمانى جوتا وشقيقه فى البرتغال.. صور

إطلاق التيار بمحطة محولات روافع رشيد لتوفير الكهرباء للدلتا الجديدة

ارتفاع أسعار الذهب عالميًا ليصل إلى 3329.67 دولار للأوقية

صفقة قوية.. تطورات جديدة فى ملف انتقال وسام أبو على إلى الريان

تحذير عاجل من الأرصاد.. ارتفاع جديد فى الرطوبة تقترب من 100%

جنوب سيناء جنة البحر والصحراء.. رأس سدر والطور واحات هادئة لعشاق الاسترخاء.. شرم الشيخ ورأس محمد وجهتان عالميتان للغوص.. ودهب ونويبع وطابا لآلئ خليج العقبة.. ووادى فيران واحة خضراء بين الجبال.. صور

تامر حسنى وبلال سرور يجددان التعاون فى ألبوم "لينا معاد"

تجربة سياحية فريدة.. اكتشف سحر حمام كليوباترا الملكى فى مرسى مطروح (صور)

كارلوس ريف.. كهوف مرجان تسحر الغواصين فى أعماق البحر الأحمر.. غطاء مرجانى حى تتراوح نسبته بين 50% و80%.. وتعد بيئة خصبة للكائنات البحرية الفريدة.. ويصل إليها سياح العالم لمشاهدة جمال الطبيعة.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى