قمة جلاسجو تنتصر للمناخ بمشاركة القطاع الخاص.. وزراء المالية يناقشون الانتقال إلى صافى الصفر من الكربون.. التزام أمريكي بتمويل التكيف للحد من تأثيرات المناخ.. وكندا تخصص 40٪ من تمويلها للمناخ

اجتمع وزراء المالية في قمة المناخ بجلاسكو لمناقشة حشد التمويل للعمل المناخي السريع واسع النطاق، حيث تأتي المناقشات في أعقاب التعهدات الجديدة بتمويل المناخ العام من الدول المتقدمة في مؤتمر القمة العالمي لقادة COP26 ، بما في ذلك تعهدات كبيرة للتكيف مع المناخ.

ومن أبرز الالتزامات المالية للتخفيف من آثار تغير المناخ إعلان جديد في قمة القادة بقيمة 8.5 مليار دولار للانتقال العادل للطاقة لمساعدة جنوب أفريقيا على الانتقال إلى الطاقة النظيفة، فيما ترحب رئاسة المملكة المتحدة بمواءمة 130 تريليون دولار من التمويل الخاص لأهداف صافي الصفر من الكربون Net Zero.

وذكر الموقع الرسمى للقمة، أن حشد التمويل أمر بالغ الأهمية إذا أردنا تنفيذ الإجراء العاجل الذي نحتاجه للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، وبالتالى هناك حاجة إلى تريليونات الدولارات من الاستثمارات الإضافية سنويًا لتأمين مستقبل منخفض الكربون ودعم البلدان التي تعيش بالفعل مع الآثار المدمرة لتغير المناخ.

وقال ألوك شارما، رئيس COP26: "يوجد اليوم المزيد من التمويل العام والخاص للعمل المناخي أكثر من أي وقت مضى، ولكن للوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها في اتفاقية باريس والحفاظ على درجة حرارة  1.5 للأرض، لافتا " نحن بحاجة إلى الدول المتقدمة لتقديم التمويل العام، وإطلاق العنان للتريليونات المطلوبة في الاستثمار الخاص لخلق مستقبل صافي صفر وحماية الأرواح وسبل العيش من الآثار المدمرة المترتبة على ذلك.

وأضاف أنه لهذا السبب جعلنا التمويل محط تركيز رئيسي في COP26 ، لافتا إلى أن البلدان قدمت التزامات جديدة لزيادة التمويل لدعم البلدان النامية للتعامل مع آثار تغير المناخ ، بما في ذلك التزام من النرويج بمضاعفة تمويل التكيف ثلاث مرات ، والالتزامات من اليابان وأستراليا لمضاعفة تمويل التكيف ، والالتزامات من سويسرا والولايات المتحدة والولايات المتحدة، و كندا لصندوق التكيف.

وشمل ذلك أكبر التزام أمريكي بتمويل التكيف حتى الآن ، للحد من تأثيرات المناخ على أولئك الأكثر عرضة لتغير المناخ في جميع أنحاء العالم،  بينما التزمت كندا بتخصيص 40٪ من تمويلها للمناخ للتكيف.

كما جاءت التزامات جديدة لتمويل المناخ من المملكة المتحدة وإسبانيا واليابان وأستراليا والنرويج وأيرلندا ولوكسمبورج ، والتي تبني على الخطة الموضوعة من قبل COP26 لتقديم 100 مليار دولار سنويًا إلى البلدان النامية.

وتم التأكيد خلال فعاليات قمة المناخ أنه لمكافحة الصعوبات التي تواجهها العديد من البلدان مع بيروقراطية تأمين الاستثمار في المناخ ، تم الإعلان عن تمويل جديد بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني من المملكة المتحدة لدعم نهج مجموعة العمل المعنية بالحصول على تمويل المناخ ، التي تشارك في رئاستها المملكة المتحدة وفيجي.

حيث أطلقت مجموعة العمل شراكة مع خمس "دول رائدة" - بنغلاديش وفيجي وجامايكا ورواندا وأوغندا - لدعمهم ومجتمعاتهم المحلية للحصول على التمويل الذي يحتاجونه لخطط المناخ الخاصة بهم ، وومن المتوقع الاعلان عن  التزامات أخرى خلال الأيام المقبلة ، بما في ذلك بشأن التكيف.

كما سيشهد مؤتمر الأطراف أيضًا إطلاق المناقشات حول هدف تمويل عالمي جديد ليحل محل هدف 100 مليار دولار أمريكي اعتبارًا من عام 2025.

وخلال الفعاليات ولإظهار الفوائد المباشرة لما يمكن أن يحققه التمويل العام للمناخ،  أعلن قادة من جنوب إفريقيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي عن شراكة رائدة لدعم جنوب إفريقيا بتحويل عادل للطاقة.

وكخطوة أولى، أعلنت الشراكة الدولية أنه يمكن توفير 8.5 مليار دولار على مدى 3-5 سنوات المقبلة لدعم جنوب أفريقيا - أكبر منتج للكهرباء في العالم كثيف الكربون - لتحقيق الهدف الأكثر طموحًا لخفض الانبعاثات في إطار ترقيتها وطموحها. مساهمة محددة وطنيا

 كما ناقش وزراء المالية أيضًا أنه يجب استخدام مليارات الدولارات في التمويل العام للاستفادة من تريليونات الدولارات في التمويل الخاص اللازم لمقاومة تغير المناخ، ومستقبل صفري كربون، وكيفية دعم البلدان النامية للوصول إلى هذا التمويل.

كما التزمت الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية والمملكة المتحدة بالعمل في شراكة مع البلدان لدعم التعافي الأخضر والمرن من COVID-19 وتعزيز الاستثمار في البنية التحتية النظيفة والخضراء في البلدان النامية.

كما خصصت المملكة المتحدة 576 مليون جنيه إسترليني في COP لمجموعة من المبادرات لتعبئة التمويل في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية ، بما في ذلك 66 مليون جنيه إسترليني لتوسيع برنامج MOBILIST في المملكة المتحدة ، مما يساعد على تطوير منتجات استثمارية جديدة يمكن إدراجها في الأسواق العامة و جذب أنواع مختلفة من المستثمرين.

وبحسب الموقع الرسمى لقمة المناخ، ستشارك المبادرات التي أعلنتها مجموعة البنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي في المخاطر مع البلدان النامية وتهدف إلى جمع ما يصل إلى 8.5 مليار دولار في شكل تمويل جديد لدعم العمل المناخي والتنمية المستدامة.

كما تم إطلاق آلية تمويل جديدة ومبتكرة - آلية أسواق رأس المال الخاصة بصناديق الاستثمار في المناخ (CCMM) التي ستعزز الاستثمار في الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في البلدان النامية

كما اتخذت المؤسسات المالية الخاصة خطوة كبيرة لضمان أن الاستثمارات الحالية والمستقبلية تتماشى مع الهدف العالمي المتمثل في صافي الصفر.

وخلال الفعاليات وافقت خمسة وثلاثون دولة على إجراءات إلزامية لضمان وصول المستثمرين إلى معلومات موثوقة حول مخاطر المناخ لتوجيه استثماراتهم إلى مناطق أكثر اخضرارًا،  ولضمان معايير مشتركة، رحبت 36 دولة بالإعلان عن هيئة دولية جديدة، هي مجلس معايير الاستدامة الدولية (ISSB).

وبالتالى فإن أكثر من 130 تريليون دولار من التمويل الخاص ملتزم الآن بأهداف صفر كربون من خلال تحالف جلاسجكو المالي من أجل Net Zero .  

 وخلال الفعاليات  أعلن وزير المالية البريطاني عن خطط لجعل المركز المالي البريطاني متوافقًا مع صافي الصفر ، و بموجب المقترحات ، ستكون هناك متطلبات جديدة للمؤسسات المالية البريطانية والشركات المدرجة لنشر خطط انتقال صافية صفرية توضح بالتفصيل كيفية التكيف وإزالة الكربون مع تحرك المملكة المتحدة نحو اقتصاد صافي الصفر بحلول عام 2050.