المفتى: كثير من القادة والمفتيين بالبوسنة من خريجى الأزهر وتربطنا بهم علاقات طيبة

الدكتور شوقى علام مفتي الجمهورية
الدكتور شوقى علام مفتي الجمهورية
إبراهيم حسان

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن البوسنة دولة متعددة الديانات والأعراق، وجميع المسلمين فيها يوقرون الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، مشيرًا إلى أن الكثير منهم تلقى العلوم داخل أروقته.

كما أوضح أن الإسلام في البوسنة يمتد لعصور، ويتناغم مع البيئة التي نعيش فيها، والدليل على أن الإسلام هناك مقبول وموجود هو بقاؤه على مر هذه العصور، مؤكدًا أن المسلمين هناك جزء من الأمة الإسلامية.

وأضاف المفتي خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، ببرنامج "نظرة" عبر قناة صدى البلد، أن هناك علاقات دينية تاريخية طويلة بين البوسنة ومصر؛ فهناك كثير من القادة والمفتيين في البوسنة تخرجوا في الأزهر الشريف، وتربطنا بهم علاقات طيبة، مؤكدًا أن علماء البوسنة يمثلون نقطة ضوء كبيرة، وأن مصر لديها الكثير لتعطيه لدول العالم من خلال الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية.

وأعرب مفتي الجمهورية عن اعتزازه بطلاب البوسنة والهرسك وحرصهم على التعلم الديني، مُثمِّنًا التعاون مع البوسنة في هذا الإطار.

 

وأشاد مفتي الجمهورية بتقدير شعب البوسنة لمصر والأزهر، مؤكدًا أن الدين لديهم مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأزهر الشريف، حيث يعدون جامعة الأزهر جزءًا من تقاليدهم، فأهم ما يميِّز مصر والأزهر أنه لا توجد أجندات لديهما عند التعامل مع الغير، وهذا ما يفسر إقبال طلاب العالم على الأزهر ومصر.

 

وأوضح المفتى، أن شعب البوسنة يعبر عن شخصية المسلم الحقيقي، كما تطرق إلى قضية التعددية الدينية والتعايش السلمي، وذكر منها التجربة المصرية، مشيرا إلى أن تجربة الدولة الإسلامية في عصر الرسول هي تجربة قديمة منذ فتح مصر، وكذلك تجربة الليث بن سعد، مؤكدًا فضيلته أن المصريين سواسية أمام القانون منذ دستور عام 1923.

ولفت إلى أن صدور قانون جديد موحد لدُور العبادة، وأنه عند بناء العاصمة الإدارية الجديدة، كان الرئيس السيسي حريصًا على بناء المسجد إلى جوار الكنيسة، وهذه السماحة تعلمناها من رسول الله، وهي أيضًا رسالة للمسلم كي ينطلق ويتعايش ويدير حوارًا إيجابيًّا مع الآخر.

وشدَّد المفتي على أنه ينبغي علينا بناء العلاقات القوية المبنية على القيم المشتركة بين المؤسسات الإسلامية في كافة بلاد الإسلام وتعزيز العلاقات بينها بالوقوف على الأمور المشتركة وتشكيل شراكات تحقق الأهداف التي تجمع الأطراف، وتأتي في مقدمة هذه المؤسسات دُور وهيئات الإفتاء التي تسعى إلى دعم المعرفة الشرعية ونشر الوسطية ومحاربة الفكر المتطرف والارتقاء بمنهجية الفتوى وعلوم الإفتاء لتحقيق الفتوى المنضبطة الصحيحة؛ فإن الفتوى الصحيحة لها دَورٌ كبيرٌ في استقرار المجتمعات وتحقيق التنمية والتعايش بين أبناء الوطن الواحد، بعد أن استغلت الجماعات الإرهابية النصوص الشرعية لتبرير أفعالها وزعزعة استقرار المجتمعات.

وخلال رده على أسئلة المتابعين للبرنامج، قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، في رده على سؤال عن حكم ضرب الزوجات أو العنف الأسري: "نحن في حاجة ماسة وشديدة إلى إدارة حضارية للخلاف الأسري؛ لأن هذا الخلاف الأسري هو ظاهرة موجودة، وواقع لا يمكن أن تنفك عنه أسرة، سواء حصل الخلاف بنسبة كبيرة أو بنسبة صغيرة، لكن الأسرة الذكية والرشيدة والعاقلة هي التى تستطيع أن تحتوي هذه الخلافات وتميتها في مهدها".

وأضاف فضيلة المفتى: ليس هناك طرف دون طرف هو المسئول عن تفاقم المشكلات والخلافات الزوجية؛ بل كل منهما مسئول عن تلافي هذه المشكلات وإدارتها إدارة حضارية.

وأشار إلى أن القرآن الكريم يرشدنا إلى أن ثمة مراحل وعظية ومراحل تأديبية، وأما عن الضرب؛ فهو يمثل رمزية، ويجب أن يفهم مدلوله وكيفيته وَفقًا للمسلك والنموذج النبوي الشريف في التعامل مع زوجاته؛ فتقول السيدة عائشة رضى الله عنها وعن أبيها: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا من نسائه قط، ولا ضرب خادمًا قط، ولا ضرب شيئًا بيمينه قط إلا أن يجاهد في سبيل الله"، بل إنه مغاير لمنهج الصحابة رضوان الله عليهم.

 

ولفت مفتي الجمهورية النظر إلى أن حل المشكلات بالضرب وإبراز السلبيات هو مسلك الضعفاء وغير المنصفين الذين لا يديرون الأسرة إدارة حسنة، فضلًا عن تعارضه مع الميثاق الغليظ.

 

واختتم المفتي حواره قائلًا: "إن العنف الأسرى يتعارض مع مقاصد هذه الحياة الخاصة في طبيعتها حيث مبناها على السكن والمودة والرحمة، بل يُهدِّد نسق الأسرة بإعاقة مسيرتها وحركتها نحو الاستقرار والأمان والشعور بالمودة والسكينة، ومن ثَمَّ تحويلها لتكون موطنًا للخوف والقلق والشجار المستمر، ونشر الروح العدوانية، فضلًا عن مخالفة هذا العنف لتعاليم الإسلام؛ فقد حث الشرع الشريف على اتِّباع الرفق ووسائل اليسر في معالجة الأخطاء".

وكان الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- زار العاصمة البوسنية سراييفو، بدعوة من الشيخ حسين كفازوفيتش، رئيس العلماء والمفتي العام للبوسنة والهرسك.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصرع 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين فى حريق هائل بمخزن خردة بالدقهلية

جدل هدية قطر لترامب مستمر.. الطائرة قيمتها 100 ضعف هدايا رئاسة أمريكا منذ 2001

الحكومة توافق على طلب الأوقاف لتنظيم مسابقات لاكتشاف المواهب فى تلاوة القرآن

لاستيعاب الكثافة المرورية.. مجلس الوزراء يوافق على طلب لمحافظة الجيزة

مجلس الوزراء يوافق على 9 قرارات خلال اجتماعه الأسبوعى اليوم.. تعرف عليهم


وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

وزارة التعليم: إضافة 20% من درجات العربى والتاريخ بالثانوية الدولية للمجموع

دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة

مواعيد امتحانات الفصل الدراسى الثانى 2025 لطلاب الجيزة

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته


زلزال مصر 2025.. البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بالزلزال.. معهد الفلك: لا يمكن التنبؤ بالزلازل والأوضاع فى مصر مستقرة.. تعليمات عاجلة للمواطنين وخط ساخن للإبلاغ عن حالات الطوارئ

وزارة الداخلية تضبط قضية غسيل أموال بقيمة 280 مليون جنيه

محمد صلاح يتصدر هدافي الدوريات الخمس الكبرى ومبابى يطارد بقوة

مواعيد مباريات اليوم.. الريال ضد مايوركا وميلان أمام بولونيا بنهائي كأس إيطاليا

اتجاه في اتحاد الكرة لرفض مطالبات الأندية بإلغاء الهبوط في اجتماع الثلاثاء

موعد مباراة الزمالك القادمة أمام بتروجت فى الدورى والقناة الناقلة

رحمة محسن من بائعة قهوة لتصدر مشهد الأغنية الشعبية

اشتباكات مسلحة وفوضى أمنية فى ليبيا.. فرار أخطر السجناء من سجون طرابلس

منتخب الشباب يختتم استعداداته لمواجهة المغرب في نصف نهائي أمم أفريقيا

تفاصيل مشاركة عبد العزيز مخيون فى فيلم الشيطان شاطر مع أحمد عيد وزينة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى