المعجم التاريخى للغة العربية.. السجل الأكبر للغتنا الجميلة

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم - أحمد التايب
مؤكد أن اللغة عنوان الهوية، ووعاء الثقافة والتاريخ، لهذا يعد المعجم التاريخى للغة العربية بمثابة السجل الأكبر للغة الضاد، باعتباره إنجاز معرفى ثقافى حضارى ضخم يؤرخ للمرة الأولى لمفردات للغتنا لنحو 17 قرناً من تاريخها الحافل من خلال تعريف مفصل بتاريخ اللغة من الفترة التي تسبقُ العصر الإسلامي إلى يومنا هذا.
 
نعم معجم اللغة العربية التاريخي إنجاز مهم للأمة العربية والإسلامية، لأن هذا المشروع يسعى لكتابة تاريخ كل مفردة في اللغة العربية منذ أن نطق بها ناطق وحتى عصرنا الحاضر، فهو يختلف عن المعاجم الموجودة التي تشكّل 5% فقط من هذا المعجم، وفقا لما أكده الدكتور عبد الحميد مدكور الأمين العام لاتّحاد المجامع اللغوية والعلمية، والأمين العام لمجمع القاهرة في تصريحاته الصحفية.
 
وأعتقد أن عظمة هذا الإنجاز، أنه يعد بمثابة نموذج يدعو للفخر، لما حظى به من تعاون عربى جاد في ظل تحديات ضخمة سواء على صعيد التمويل الكبير أو صعوبة حصر الكم الهائل من ألفاظ اللغة التي ينبغي أن تجمع لتكون موارد هذا المعجم، لكن بفضل الله تعالى استطاع هذا التعاون من تخطى هذه التحديات، أولا بفضل الدعم المقدر والمحمود من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، والذى أطلق سموه المجلدات الـ17 الأولى، وبفضل التوظيف والاستخدام الجيد للثورة التقنية وتقنية الذكاء الاصطناعى، لاستيعاب جميع الألفاظ العربية واستعمالاتها عبر جميع العصور بدءًا من العصر ما قبل الإسلام حتى عصرنا الحديث، لذلك فإن هذا المشروع يجسد معنى التعاون المثمر للأشقاء العرب، فلك أن تتخيل قيمة وعظمة مشروع يعمل فيه أكثر من 300 باحث ومختص، بإشراف اتّحاد المجامع اللغوية والعلمية في القاهرة، فيما يتولى مجمع اللغة العربية في الشارقة، فيما يدير اتحاد المعاجم في القاهرة اللجنة العلميّة للمشروع.
 
وتزداد قيمة معجم اللغة العربية التاريخي وأهميته، أنه يأتي في وقت تتعرض فيه لغتنا الجميلة لهزات عنيفة أغرقتها فى الضعف والتردى، ليؤكد أنه ما زال هناك جنود يسعون جاهدين لحمايتها والحفاظ عليها بعد أن هجرها بعض من أبنائها، وبعدما اشتدت عواصف التغريب، والتهوين من أمرها، بل أصبح هناك من أهلها يتفاخرون بالحديث بغيرها، واستبدالها بلغات أجنبية في التعليم واكتساب وسائل المعرفة.
 
وختاما، علينا أن لا ننسى أن اللغة العربية هي التي تحفظ وحدة الأمة، تلك الوحدة التي أمر الله تعالى بها في قوله عز وجل "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"، وهى اللغة التي خاطبنا بها رب العزة ونبيه الكريم، فتحية تقدير للقائمين على هذا المشروع العظيم، آملين من الله التوفيق والسداد حتى يكتمل هذا العمل على خير وسلام، وإطلاقه في صورته النهائية إن شاء الله رب العالمين كما هو مخطط له..

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

توجيهات من رئيس الوزراء بشأن حادث الإقليمى.. تخليد أسماء الشهيدات أبرزها (إنفوجراف)

الخميس 3 يوليو موعد إجازة 30 يونيو.. رئيس الوزراء يصدر القرار رسميا

منى زكى تروج لفيلم الجواهرجى مع محمد هنيدى قبل طرحه فى السينمات 30 يوليو

الشرطة الإيرانية تعتقل عميل للموساد في محطة مترو بطهران

رئيس الوزراء يوجه بإعفاء كامل من المصروفات الدراسية لأسر الـ19 شهيدة بحادث المنوفية


موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. تعرف على التفاصيل

أسد الحملاوي يتمرد على شلونسك البولندي بسبب الأهلي والزمالك.. اعرف التفاصيل

سوريا تنفي وجود محاولة لاغتيال الشرع

هل يودع شيكابالا الزمالك بعد زيزو وشيفو والمثلوثى؟

الابتسامات ترسم الوجوه.. طلاب الثانوية العامة: امتحان الإنجليزي سهل ومباشر


الأهلي يستجيب لمحمد شكري ويُنهي إجراءات شرائه من سيراميكا بعد رفض الإعارة

الزمالك يمنح شيكابالا حرية تحديد مصيره.. واللاعب يدرس الاعتزال لهذا السبب

قصر العينى: أول جهاز تنفس صناعى مصرى بالكامل "EZVent" أثبت كفاءة فى النتائج

وزير التموين: مبادرة سوق اليوم الواحد تنظم حركة التجارة وتوفر السلع للمواطنين

بعد أنباء رحيله.. أرقام مصطفى شلبي مع الزمالك

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية

3 ملايين دولار سبب تمسك وسام أبو علي بالرحيل عن الأهلي

طلاب الثانوية العامة يؤدون اليوم امتحان اللغة الأجنبية الأولى

الأهلي يرحب برحيل حسين الشحات وأفشة فى الميركاتو الصيفى

بنفيكا ضد تشيلسي.. ماريسكا: أمريكا لا تصلح لاستضافة مباريات كرة القدم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى