سعيد الشحات يكتب: ذات يوم ..13ديسمبر 1956قنبلة الفدائى سيد عسران فى صفيحة القمامة استعدادا لقتل الضابط البريطانى «وليامز» قائد مخابرات قوات غزو بورسعيد

 البطل سيد عسران
البطل سيد عسران
وضع الفدائى البطل سيد عسران، قنبلة يحتفظ بها فى صفيحة القمامة أمام شقة أسرته فى بورسعيد، ليلة 13 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1965، استعدادا لتنفيذ عملية فدائية وهى مقتل الضابط البريطانى «جون وليامز»، إحدى أكبر العمليات المقاومة الفدائية ضد قوات العدوان الثلاثى على بورسعيد، ويكشف هو تفاصيلها للكاتب الصحفى محمد الشافعى، فى كتابه «شموس فى سماء الوطن - أبطال المقاومة الشعبية فى مدن القناة».
 
كان «عسران» فى الثامنة عشرة من عمره «مواليد 15 أبريل 1938»، والده صعيدى من سوهاج، ثم هاجر إلى بورسعيد، وأمه من كفر الشيخ، واستشهد شقيقه «عسران» يوم 6 نوفمبر 1956، مع غيره تحت جنازير الدبابات الإنجليزية التى غزت المدينة.
 
أما صيده الثمين الذى وقع فى شباكه يوم 14 ديسمبر 1956، فكان له تاريخ حافل بالسوء مع المصريين يعود إلى ما قبل العدوان الثلاثى، حسبما يذكر الدكتور يحيى الشاعر «قائد المجموعات الشعبية المقاتلة» فى بورسعيد «ضمن تشكيلات» المقاومة السرية فى منطقة القناة»، فى كتابه «الوجه الآخر للميدالية - حرب السويس - الأسرار الكاملة لحرب المقاومة السرية فى بورسعيد 1956».. يقول: «كان وليامز ضابطا للمخابرات فى القاعدة البريطانية خلال وجود القوات البريطانية بقناة السويس حتى جلائهم يوم 18 يونيو 1956، ولعب دورًا كبيرًا فى اعتقال كثير من الفدائيين عام 1951، كما كان يحمى الخونة المصريين داخل المعسكرات البريطانية أمثال «كنج صبرى» و«مكسيموس».. وحضر مع قوات الغزو البريطانية للمدينة، وعمل ضابط اتصال مع محافظ بورسعيد بعد احتلالها، لأنه يتكلم اللغة العربية ولمعرفته الجيدة للمدينة وحواريها، وترأس مخابرات قوات الغـزو البريطانية فى المدينة».
 
يضيف الشاعر: «كان يجرؤ بكل وقاحة على الدخول بسيارته فى الحى العربى دون خشى نظرًا لمعرفته الجيدة لشوارع وحوارى المدينة، وكان لتصرفاته أثرها السيئ على المواطنين، وكانت معرفته الجيدة للمدينة وحواريها يسبب لنا الصداع فى العديد من الأحيان، وكان معروفًا لنا أنه الضابط الذى اعتقل ضباط الصاعقة المصرية فى نوفمبر 1956».. كان هؤلاء الضباط ضمن التشكيلات العسكرية التى تقاوم العدوان.
 
هكذا كان «وليامز» صيدا ثمينا، وجاء اصطياده بعد ثلاثة أيام من عملية أخرى كبيرة هى خطف الضابط «مور هاوس» قريب ملكة بريطانيا، ووفقًا لعسران فى روايته لمحمد الشافعى: «كان لوليامز علاقات مع ضباط المباحث العامة، وعندما عاد مع الغزو قام باعتقالهم، وأودعهم السجن، ثم أفرج عنهم يوم 13 ديسمبر 1956، لكى يساعدوه فى البحث عن الضابط المخطوف «مور هاوس»، لكن المخابرات المصرية أخذتهم على الفور وألبستهم ملابس الصيادين وهربتهم عبر بحيرة المنزلة، وكان موعد وليامز معهم يوم 14 ديسمبر».. يضيف عسران: «علمت من صديقى الفدائى محمد حمد الله أن وليامز اعتقل كل سائقى التاكسى فى المدينة لكى يعترفوا على السائق الذى نفذ عملية الاختطاف بسيارته 57 قتال، وأنه سيستجوب هؤلاء السائقين فى إدارة المرور بشارع أوجينى يوم 14 ديسمبر».
 
استمع «عسران» إلى هذه المعلومات، ووظفها لمخططه فى اغتيال «وليامز»، وكان له رصيد من العمليات الفدائية يجعله قادرا على النجاح، يذكرها قائلا: «قمت بالعديد من العمليات الفدائية، لكنها لم تكن فى شهرة عملية قتل وليامز.. ضربت سيارة لورى بها ستة من جنود فى الخلف وكابينة السائق بها جندى معه مدفع رشاش، وضربت هذه الدورية بقنبلة عند تقاطع شارع 100 ومحمد على عند محطة الكهرباء، وقتل بعض الجنود وأصيب الآخرون، وتمكنت من الهرب».
 
يضيف: «فى يوم آخر وقف الجنود الإنجليز فى شارع كسرى فى الخامسة مساء ليحثوا الناس على الذهاب إلى بيوتهم قبل موعد حظر التجوال، فوقفت ومعى قنبلة فى جيب الجاكت، فقال لى الضابط الإنجليزى اذهب إلى بيتك فدخلت حوش أحد البيوت حتى حل الظلام، ودحرجت القنبلة على الأرض وكأننى ألعب بلى لأن المسافة كانت قريبة جدا، وأحدثت انفجارا مروعا قتل وأصاب عددا من الإنجليز، وهربت إلى بيتنا، وكان قريبا من الموقع وخرج الإنجليز فى دوريات كبيرة وحملة تفتيش ضخمة على البيوت، وكانت حجرتى تقع على «المنور»، فأخبرت أبى بما فعلت، ونزلت على مواسير المجارى إلى الدور الأرضى خشية أن يتعرف علىّ أحد من الإنجليز، وجلست من السادسة والنصف مساء حتى السادسة صباحا، ولم أتمكن من الخروج فذهب أبى إلى قريب لأصحاب الشقة فجاءوا وأخرجونى».
 
يذكر: «عند توزيع الأسلحة أخذت صندوقين من القنابل «ميلزم 26»، وكل صندوق به 24 قنبلة، وأخفيت أحدهما تحت سلم القهوة، والثانى فوق بيتنا، وكنت آخذ منهما لأضرب الإنجليز فى الشوارع»..هكذا كان رصيده الفدائى، غير أن لعملية «وليامز» شهرة أكبر، وتقفز إلى السطح كلما جاءت سيرة المقاومة فى بورسعيد.. فكيف تمت؟  
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

وزير الاتصالات: عودة الخدمات بشكل تدريجى خلال 24 ساعة

فلومينينسي يصارع تشيلسي على بطاقة نهائى كأس العالم للأندية 2025

الزمالك يصرف مستحقات اللاعبين الأسبوع المقبل

تحول مفاجئ فى مستقبل إندريك مع ريال مدريد


طب المنصورة قلعة طبية مصرية مصنفة من أفضل كليات الطب في الشرق الأوسط وأفريقيا.. دشنت برنامج "مانشستر للتعليم الطبي" في 2006 لمنح مستوى عالمي لدرجة البكالوريوس.. ويمكن للطالب السفر للتدريب فى جامعة مانشستر

الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع

اليوم.. طلاب القسم العلمى بالثانوية الأزهرية يؤدون امتحان مادة البلاغة

ريال مدريد يرصد أعلى مكافأة فى تاريخه للتتويج بلقب كأس العالم للأندية

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم


بدأت حياتها مفتشة جمارك وجسدت أدوار الشر ببراعة.. ميلاد علية الجباس

"أمبرى": تضرر كبير لأرصفة ميناء الحديدة اليمنى جراء غارات إسرائيل

اليوم.. نظر محاكمة المتهمين بقتل طالب فى مشاجرة فى منطقة الزيتون

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

محمد حماقى يُحيى سهرة غنائية بمهرجان جرش بداية أغسطس

أرسنال يرسم خارطة طريق التتويج بالدوري الإنجليزي عبر ميركاتو ناري

وزارة الصحة توجه نصائح هامة لتجنب مخاطر ارتفاع درجات الحرارة

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة.. صور

ختام معسكر الحكام المرشحين للحصول على رخصة VAR

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى