ابن أمه!!

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

انتشرت هذه العبارة بصورة ملفتة عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، على خلفية الحرب الكلامية الدائرة خلال الأيام القليلة الماضية، وبقدر ما يرى البعض هذه العبارة شائعة ومتداولة ويرددها الناس، بقدر ما تحط من قيمة المرأة، التي بحق نصف المجتمع ولها ما للرجل وزيادة، فالعبارة تقلل من الدور العظيم الذي تقدمه الأم في التربية والرعاية، والمكانة الكبيرة التي تتركها في شخصية أبنائها وبناتها.

لا أرى عيباً أن نصف الشخص بأنه "ابن أمه" فكلنا أبناء أمهاتنا، ولا يمكن لأحد أن ينكر الدور الذي تقدمه الأم في الرعاية والدعم لكل أفراد الأسرة، وغالباً ما تترك في نفوس أبنائها أكثر ما يترك الأب، وأكثر اندماجاً وتفاعلاً معهم، تجالسهم فترة أطول، تسهر على راحتهم، أكثر تضحية من الأب، حتى وإن كانت تضحيات الأب محسوسة وظاهرة، إلا أن الأم تبقى هرم العطاء الذي لا ينقطع، وشجرة القيم والسلوكيات، التي نتنفس منها أكسجين الحب.

مع كل التضحيات التي تقدمها الأمهات، إلا أن مدلول عبارة "ابن أمه" لا تشير إلا للضعف، ولا تعبر إلا عن رجل بلا شخصية، غير قادر على إدارة أمور حياته، ولا يقوى على المواجهة، في حين أن الأم لا تغرس في أبنائها إلا كل قوى، وأشد في التربية من الرجل، وأكثر صرامة على فرض النظام في المنزل، فلماذا تتحمل المرأة أخطاء الرجل، وتحاسب دائما على كل فواتير الضعف والخنوع التى يتسبب فيها؟!

كل ما نبنيه ونقدمه حول مكانة المرأة ودعمها ودورها في المجتمع يضيع في مواجهة عبارات طائشة، وكلمات لم نلق لها بالاً، وأغاني هابطة لمطرب مؤدى مهرجانات، أو خناقة مبتذلة بين فنانة وطليقها، في حين أن كل أجهزة الدولة، وكل منظمات المجتمع المدني تدفع المرأة للأمام، وتحاول تغيير الصورة الذهنية لها، التي ترسخت منذ تاريخ طويلة، كانت فيه المرأة "عورة"، ولا تحصل على حقوقها المشروعة في التعليم والعمل، بل وفى الحياة.

يجب أن تخرج المرأة والأم من المهاترات الشخصية، التي للأسف تخرج من فئة مفترض أنها واعية ومثقفة وتؤثر في الجماهير، وهذا أيضا مثار جدل وتساؤل، فبعض النساء يقدمن توصيفات تشوه الصورة الذهنية للمرأة، وتقلل من دورها في المجتمع على نحو يجافى الحقيقة، لذلك كما أن حملات طرق الأبواب والتوعية بدور المرأة ومكانتها تطوف القرى والنجوع في صعيد مصر وريفها، يجب أن يكون لها دور مع من يوصفون دائما بأنهم "كريمة المجتمع"، ومن يفترض أنهم يؤثرون في الجماهير.

مصدر فخر لكل إنسان أن يكون "ابن أمه"، لكن المدلول السخيف، الذي ترسخ في أذهان الناس، عن هذه العبارة ينال من قدر الأم، التي هي رمز المحبة والعطاء والسلام في حياة كل منا، وأتمنى أن يتغير مدلول هذه العبارة، ويتحول إلى مصدر فخر، دون أن يكون إشارة للسخرية والتهكم ودليل على فساد التربية.

 

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

لقطة اليوم.. جوارديولا يبكى فى وداع دي بروين لجماهير مانشستر سيتي "فيديو"

مستأنف أسرة القاهرة تنظر دعوى الحجر المقامة من أحفاد نوال الدجوي ضد جدتهم 26 يونيو

نص محضر أبناء شريف الدجوي ضد بنات عمتهم منى بتهمة الاستيلاء على أموال الأسرة

رياح وأتربة وحر شديد.. الأرصاد تُحذر من طقس الأربعاء 21 مايو 2025

مسلم يكشف كواليس إطلالته فى ليلة زفافه: أحب أكون مختلف ويا رب يكتر من أفراحنا


الأهلى يستقر على تسديد راتب يونيو لـ مارسيل كولر انتظارا لحل الأزمة

أول صورة من حفل زفاف المطرب مسلم

حقائب غامضة.. تداول فيديو يوثق لحظة السرقة من منزل نوال الدجوى

أسرة عبد الحليم حافظ تصدر بيانا بخصوص زواجه من سعاد حسنى

كيف دعم ماجد الكدوانى صديقه كريم عبد العزيز فى عرض المشروع x


مدافع كريستال بالاس يكشف سبب منح هالاند ركلة الجزاء لـ مرموش

تدعيم الدفاع قبل مونديال الأندية يتصدر أول جلسة رسمية بين الأهلى و ريفيرو

انتصارات جديدة للجيش السودانى.. القوات تبسط سيطرتها على الصالحة بأم درمان آخر معاقل ميليشيا الدعم السريع في الخرطوم.. تقدم كبير في ولاية غرب كردفان.. والبرهان يصدر مرسوما دستوريا بتعيين رئيس وزراء جديد

20 مليون جنيه عقوبة الانسحاب من الدوري في الموسم المقبل

صرف بوسى شلبى من النيابة بعد التحقيق معها فى اتهام أسرة محمود عبد العزيز لها بالتزوير

الإسماعيلى يجهز عرضا رسميا لتمديد تعاقد تامر مصطفى بعد إلغاء الهبوط

"يا بومة مش هصرف عليكى".. رسالة على فيس بوك تقود زوجًا للمحاكمة والغرامة

الصفقة تمت.. ليفربول يحسم التعاقد مع فريمبونج والإعلان خلال 24 ساعة

الطقس غدا.. حار نهارا معتدل ليلا واضطراب بالملاحة والعظمى بالقاهرة 31

كولر يترقب رحيل ميشيل يانكون من الأهلي لضمّه في جهازه الجديد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى