مرصد الأزهر يوضح 3 أسباب لقيام الحرب فى الإسلام.. الأول الدفاع عن الدين أو الدولة والثانى حماية المستضعفين.. وعند نقض العهود يجوز إنهاء حالة السلم.. ويبرز قول الرسول: "لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية"

مرصد الأزهر لمكافحة التطرف
مرصد الأزهر لمكافحة التطرف
كتب لؤى على
أوضح مرصد الأزهر لمكافحة التطرف حرص الإسلام على حماية الفرد والمجتمع، واعتبر مبدأ السلام هو الأصل الذي تتعامل به الشعوب، وأمَّا الحرب فالظروف خاصة؛ ولذلك كان عليه الصلاة والسلام يقول لصحابته فيما رُوي عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه، أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي بَعْض أَيَّامه التي لَقِيَ فيها العدو انتظر، حتى إذا مالَتِ الشمس قام فيهم، فقال: "أَيُّها الناس، لا تَتَمَنَّوْا لِقَاء الْعَدُوِّ، وَاسْأَلوا الله الْعافية " [متفق عليه].
وأضاف المرصد في تقرير له : ففي هذا الحديث نهي منه عليه الصلاة والسلام عن تمني لقاء العدو؛ لأن المرء لا يعلم ما يؤول إليه الأمر، وعلى ذلك مسلم لا يبدأ بالقتال، لكننا لو أردنا استقراء الأسباب الموجبة للحرب في الإسلام سنجدها لا تخرج عن هذه الأسباب:
 
السبب الأول: حالة الدفاع:
 
يقول الله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ} [الحج: 39، 40]، وما يفهم من هذه الآية أن المسلمين مأذون لهم في القتال، وذلك بعد ان يقاتلهم الأعداء، وساعتها لا بد من الدفاع عن النفس والأرض والدين، فعلة القتال واضحة في هذه الآية.
 
بل إنَّه سبحانه وتعالى قد أكد على هذا السبب في غير هذه الآية، نرى ذلك في قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْـمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190]، فالأمر بالقتال في هذه الآية قد جيء إيذانا به بعد أن يقوم العدو أولًا بمقاتلة المسلمين؛ وقد ذيل سبحانه وتعالى الآية بقوله: {وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْـمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190] أي قاتلوا الذين يباشرون قتالكم، ولا تعتدوا في قتل النساء والصبيان والرهبان ومن لم يرفع عليكم السلاح، ويفهم من الآية كذلك أنه تعالى لا يُحبُّ المعتدين، وبهذا تظهر رحمته تعالى بكل البشر. 
 
ومما يجب التنبيه إليه أنَّ حالة الدفاع عن الدين أو الدولة إنما يشمل مقاتلة أي معتد، سواء كان من غير المسلمين أم كان من المسلمين؛ بمعنى أنه إذا اقتضت الحرب اعتبارات تتعلق بسلامة الدولة وأمنها؛ فلا بد من الدفاع حتى لو كان من نقاتله منتميًا إلى الإسلام.
 
فقد حارب علي بن أبي طالب طائفة منتمية إلى أهل الإسلام وهم الخوارج؛ وذلك حين بدأوا بسفك الدماء المحرمة، فقد ذكرت الروايات أنهم بعد خروجهم على علي بن أبي طالب وتكفيرهم له ولمعاوية بن أبي سفيان وللحكمين أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص، وقاموا بعمليات اغتيال لكثير من الناس كان على رأسهم عبد الله بن خباب بن الأرتّ، فقد ضربوا عنقه، ثم دعوا بسرية له حبلى فبقروا بطنها، وقد أثار ما فعلوه الرعب بين الناس.
 
السبب الثاني: الدفاع عن المستضعفين:
 
هذا هو السبب الثاني من أسباب الحرب في الإسلام، وهؤلاء المستضعفين هم الذين ذكرهم الله تعالى بقوله: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [النساء: 75]؛ فمن الأسباب الموجبة للقتال بتخليص المستضعفين ورفع العذاب والمعاناة التي يعيشون فيها، وعلى سبيل المثال، ففي أثناء فتح مصر على يد عمرو بن العاص حدثت مواجهات بين جيش المسلمين وبين الجيش الروماني الذي كان حاكما لمصر، وكان أهل مصر يدينون بالمسيحية، ومع أن الرومان كانوا يدينون بنفس الديانة، إلا أنهم كانوا على مذهب آخر؛ ولذلك فقد كان الرومان يضطهدون المصريين المخالفين لهم في المذهب، ولقد كانت تلك الاضطهادات معلومة لدى العرب عن الطريق التجار الذين كانوا يفدون إلى مصر، ولذلك وقف المصريون بجوار الفاتحين المسلمين لأجل تخليصهم من ذلك الاضطهاد والعذاب.
وبالفعل تم إعادة الأمن والاستقرار إلى مصر، وتخلص شعبها من ذلك المغتصب الذي جثم على صدره عقودًا من الزمن، وقد ساوى عمرو بن العاص بين أهل مصر، وحكم بينهم على هدي من القرآن والسنة، وأعاد "البابا بنيامين"، والذي اضطر إلى العيش في الصحراء زهاء 13 سنة هاربًا من بطش البيزنطيين.
 
السبب الثالث: حالة نكث العهود والتعاون مع الأعداء
 
وهذا السبب لا يقل أهمية عن سابقيه؛ فلقد أنزل الله تعالى آيات تتلى في شأن بعض الناكثين في قوله تعالى: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} [التوبة: 12]، فحينما دخل رسول الله عليه الصلاة والسلام المدينة عقد معاهدات مع طوائف: (قينقاع، والنضير وقريظة)، أما بنو قينقاع فبعد توقيع المعاهدة معهم لم يتوقفوا عن إحداث الشقاق وإثارة المشكلات بين صفوف المسلمين، بل كانوا مصدر توجيه للمنافقين، وتأييد للمشركين. 
 
وأما بنو النضير فقد تعاونوا مع المشركين ضد المسلمين، حتى وصل بهم الأمر إلى محاولة اغتياله عليه الصلاة والسلام، وقد فعل بنو قريظة مثل إخوانهم السابقين، وذلك في غزوة الأحزاب عندما حاصرت قريش وحلفاؤها المدينة قاموا بالغدر في المسلمين وتحالفوا مع المشركين.
وعلى ذلك فهذه هذه الأسباب الموجبة للحرب في الإسلام، وأما الحرب لمجرد الحرب، أو لمجرد السطو والاعتداء وأخذ الأموال والاستيلاء على الأراضي فهي محرمة في الإسلام.  
 
ومن المهم التذكير أن الحرب في الإسلام ليس لها سبب ديني، ولقد ظهر ذلك في الأسباب التي ذكرت، ويمكن ردُّها في النهاية إلى الحرب الدفاعية، أما الحروب الدينية فليس لها وجود منذ وجود الإسلام.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فوز مرشح أقصى اليمين خوسيه أنطونيو كاست بانتخابات الرئاسة فى تشيلى

كأس العرب 2025.. موعد مباراة المغرب والإمارات والقنوات الناقلة

محمد صلاح يدعم منتخب مصر قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا 2025 فى المغرب.. فيديو

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

علاء نبيل: هانى أبو ريدة صاحب قرار اختيار حلمى طولان ولم يتم إبلاغى برحيلى


وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

تقرير مغربى: بلعمرى فى الأهلى مقابل 500 ألف دولار

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

ارتفاع عدد ضحايا هجوم احتفال الحانوكا اليهودي في أستراليا إلى 16 قتيلا


7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

انتشال جثمانى طالبة وسائق فى حادث غرق سيارة بالإسكندرية

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى