الصالون الثقافى.. وصناعة الوعى

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

مؤكد أن صناعة الوعى أصبحت ضرورة حتمية في ظل التحديات التي تواجهها المجتمعات، وخاصة عندما تستهدف الأوطان أو تنتشر ظواهر سلبية من شأنها تعكير الصفو العام أو ضرب الثوابت الأخلاقية والوطنية في مقتل، أو بث الخوف من المستقبل، وما أكثر هذه الظواهر في ظل هيمنة عالم السوشيال ميديا وتأثيرها على الشباب، لتحقيق أهداف خبيثة من شأنها نشر الشائعات والتعصب والتطرف في المجتمعات.

ليأتى البحث عن منابر الوعى الحقيقية لمواجهة ومناهضة هذه الظواهر، ضرورة مهمة للتصدى لكل الأفكار الضالة والشاذة، والقيام بحركة تنويرية وتوعوية في ظل عالم الحداثة وسيطرت المنصات الرقمية، وأعتقد أن أهم هذه المنابر هي الصالونات الثقافية، وخاصة أنه كان لهذا المنبر الثقافي دور كبير في نشر الفكر التنويرى، ومصدر إشعاع فكري من أجل صناعة الوعى، وقيمة هذا المنبر أنه لا يستهين بأى فكر إنسانى مادام يهدف للسمو بالثقافة ويستهدف تعزيز الوعى في المجتمع، ونموذجا على ذلك الحفاوة والإيجابية التى رأيتها عقب فعاليات الصالون الثقافي لمدرسة الشهيد عصام الدين بمدينة الفشن ببنى سويف، والذى يعد سابقة هي الأولى من نوعها بالمحافظة، كونه حدث في مدرسة ثانوية، وبحضور نخبوى كبير من المدينة، إضافة إلى الحرص ومطالبة الكثير بالتكرار والدعم بعد تقديم جرعة ثقافية تهدف إلى تعزيز الوعى والتنوير، ليؤكد الحضور عظمة هذا المنبر من أجل مناقشة أمور المجتمع بنوع معين من الرقى الفكرى، وإحداث حركة ثقافية..

ونحن نتحدث عن قضية الوعى وضرورة تعزيز الرؤى الثقافية، علينا أن نعلم جميعا، أن العبرة ليس بكل من أنشأ صالونا ثقافيا، لكن بمن أثراه بالفكر والثقافة، فهو منبر فكري تعليمي لاكتشاف وصقل المواهب وتبادل الفكر والخبرات، وأن يتحلى القائمون على هذه الصالونات الثقافية، أن يضعوا في الاعتبار أن فكرة الإنشاء قائمة من أجل خدمة الصالح العام، وأن لا يكون الدافع هو الوجاهة الاجتماعية، حتى لا تتحول إلى ملتقيات هلامية لا تطرح رأيا ولا تطور وضعا، بل سيكون وقتها يكون التسابق للبروز وللشو الإعلامى، غير أن الكارثة أنه لو تحولت الفكرة إلى هذا ستنضم قطعا إلى قائمة الأمراض التي تصيب المجتمع الآن، والتي تعد قطعًا جرائم في حق النفس والإنسانية، وأمراض تنهش فى جسد المجتمع وروحه معا.

فعملية بناء الوعى يا سادة ضرورة حتمية، تبدأ بالمعرفة والإدراك التام والتثقيف الشامل والإحاطة بكافة التحديات المعاصرة، وما أقصده هنا، هو الوعى في إطاره الشامل المتكامل لا الاقتصار على الوعى الدينى أو السياسى فحسب، إنما يمتد إلى مفهوم أوسع وأشمل لكل الجوانب الحياتية، وأن غياب الوعى قطعا يتسبب في انتشار أمراض مجتمعية نهايتها شهادة وفاة للمجتمع نفسه، لذا كما ذكرنا في مقال سابق حول الوعى، "لا يوجد وعى حقيقى دون السعي الدؤوب للعلم والتعلم والإخلاص للوطن، والتحلى بالصدق والأمانة ومراعاة القيم والكرامة، والبعد عن الفساد والإفساد والتخريب، وإعلاء المصلحة العامة على الخاصة، والمشاركة في البناء والتعمير، وتحمل المسئولية والشراكة الاجتماعية، فحال تحلى الأمم والشعوب بهذه الصفات، كان التقدم حليفا والرخاء مؤكدا..

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شوبير: أحمد عبد القادر لم يشارك فى تدريبات الأهلي الجماعية

انتشال جثة شاب تعرض للغرق فى نهر النيل بإمبابة

مواعيد مباريات اليوم.. فولهام مع مانشستر يونايتد وأوفييدو ضد ريال مدريد

لافروف يؤكد لسفير مصر دعم جهود القاهرة لوقف إطلاق النار في غزة

تشييع جثمان بهاء الخطيب في البدرشين ودفنه بمقابر ميت رهينة


وسام أبو علي يسجل ظهوره الأول في الدوري الأمريكي ويربك معلق المباراة بهدف.. فيديو

مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس اليوم الأحد

الصين والهند تتقاربان على وقع تغيرات ترامب الجيوسياسية.. جارديان: زيارة كبير دبلوماسى الصين إلى الهند بداية لاستئناف العلاقات التجارية والرحلات وحل النزاع الحدودى.. واستعدادات لأول زيارة لمودى لبكين منذ 2018

المشروع القومى للصرف الصحى المتكامل لخدمة 200 ألف مواطن ينتقل لخطوة جديدة لدعم قرى الأقصر.. حملات توعية لأهالى العديسات بأهمية المشروع مستقبلا.. وشركة المياه تقدم سلسلة تدريبات متنوعة لشباب وفتيات قرية أصفون

إبراهيم نور الدين يطالب بتكريم رموز التحكيم المصرى مثل الغندور وعبد الفتاح


لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى