اللغة العربية فى يومها العالمى.. حديث ذو شجون

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم أحمد التايب
الثامن عشر من ديسمبر من كل عام هو اليوم العالمي للغة العربية ذلك اليوم الذي قررت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة، إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل المقررة في الجمعية العامة ولجانها الرئيسية، والحديث عن أهمية اللغة العربية وضرورة الحفاظ عليها، أمر بمثابة مسئولية مجتمعية تقع على عاتق الجميع "مؤسسات وأفراد" بل دول وحكومات لما للغة من دور مهم في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته، بل نزيد فى القول، إن الحفاظ عليها واجب للحفاظ على هويتنا العربية والإسلامية، لأنها ببساطة أداةَ التواصل والتعبير عن هويتنا وحضارتنا العريقة.
 
والملفت تزايد التحديات هذه الأيام بشأن إهمال اللغة العربية وما تفعله السوشيال ميديا ووسائل الحداثة من أفاعيل، رغم أن العالم كله يعلم ويعترف أن اللغة العربيَّة تعدُّ من أوفر اللغات من حيث المعاني والمواد على مستوى العالم، وهي بذلك تكون أوفى بالتعبير عن دقائق الحاجات الإنسانية، مما يعزز مكانتها وتفوقها وسط لغات العالم أجمع.
 
وأعتقد أن أشد التحديات وأخطرها، وهو أمر محزن، أن من يتحمل مسئولية هذا الإهمال هم أبناء اللغة العربية أنفسهم بعد أن هجرها البعض منهم، وأصبح البعض يتفاخر بالتحدث باللغات الأجنبية، من غير أن يدرك ما يقترفه من جرم، معتقدا أن التحدث بلغة أجنبية مقياس للرقى والتحضر، إضافة إلى أن كثيرًا من أبنائها أيضا يحرص على أن يتعلم الأبناء اللغة الأجنبية بل وتكون وسيلة التحدث الرئيسية فيما بينهم سواء فى البيت أو فى المدرسة أو خارجها، وهذه الظاهرة للأمانة آخذة فى الاتساع، رغم ما تنطوى عليه من مخاطر كبرى تهدد لغة الضاد.
 
والخطر أن الكل يعلم أن اللغة هي الرابطة الرئيسية التي تربط بين أبناء الوطن الواحد، وكذلك دورها الحيوى فى حفظ التراث، ودورها أيضا فى ربط الحاضر بالماضى، إلا أن هناك حالة تشبه التعمد من قبل البعض لإهمال اللغة العربية، وخاصة في وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية، متناسين أن الحفاظ على اللغة هو حفاظ على الهوية، وإن الأمم المتقدمة التي تعتز بكيانها تجدها حقا تعتز بلغاتها، ولا ترضى بغيرها بديلاً، والأمثلة على ذلك كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.
 
والمهم هنا ونحن نطالب بالحفاظ على اللغة العربية، علينا أيضا أن نعلم أن تعلم اللغة الأجنبية والتمكن منها، أمر لا خلاف حول أهميته، فتعلم اللغات الأجنبية أمر ضرورى لمواكبة الحضارة، وتعلمها ضرورة حتمية لمواكبة الثورة التقنية الحديثة التى تقود العالم، إلا أن ذلك يجب أن يتم فى إطار مناسب وبالطريقة التربوية الصحيحة، ولا يكون أبدا على حساب اللغة الأم.
 
وعلينا دائما نتذكر ما قاله الأديب الكبير، مصطفى صادق الرافعى، "ما ذلّت لغة شعبٍ إلاّ ذلّ، ولا انحطّت إلاّ كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ، فوظيفة اللغة لا تقتصر على التواصل فحسب، بل هي الأداة التي يفكر بها الإنسان والوعاء الذي يحفظ تراثه، وأن قوَّة اللُّغة تُعبِّر عن تماسك المجتمع النَّاطق بها، فقد شرف الله الأمة كلها بأن جعلها لغة كتابه العزيز، ، حيث قال جل شأنه "إنَّا أنْزَلْناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُم تَعْقِلُونَ}.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انتهاء نظر استئناف محمد رمضان على حبسه عامين وتغيبه عن الحضور

السلامى فى رسالة نارية للمغرب: الأردن يملك مقومات التتويج بلقب كأس العرب

هل ينتظم بنتايج فى تدريبات الزمالك بعد كأس العرب؟.. مصدر يجيب

أبرد مناطق الجمهورية.. سانت كاترين تسجل درجات حرارة غير مسبوقة

الأهلى يناقش استعارة لاعب سيراميكا فى يناير ضمن صفقة عمر كمال


نجل ملياردير هندى يهدى ميسى ساعة من فئة المليون.. اعرف سعرها

«سد الجمهوريين ينهار».. رسالة من حليفة انقلبت عدو لترامب

شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت

الأهلى يتلقى عروضا سلوفينية وروسية لرحيل جراديشار

ليفربول يبلغ وكيل محمد صلاح موقفه من رحيل الملك المصرى


حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار خلال الساعات المقبلة

نيفين مندور.. عاشت حياة مليئة بالأزمات ورحلت فى نهاية مأساوية

150قناة عالمية تذيع مباريات كأس أمم أفريقيا 2025

مصطفى أبو سريع يعلن انفصاله عن زوجته ويعلق: كانت حق الأم المثالية لأولادي

الأهلي مهتم بضم محمد توريه لتدعيم هجومه في يناير

بعد مصرع الفنانة نيفين مندور.. خطوات لتجنب حرائق الشقق السكنية.. تعرف عليها

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

فنيون وعمال وبائعون.. تعرف على 747 فرصة عمل جديدة فى الجيزة

تفاصيل رقم قياسى للأهلى فى مونديال الأندية أبهر رئيس فيفا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى