مئوية معلم السينما المصرية .. صور نادرة من منزل وحياة الفنان محمد رضا

محمد رضا

كتبت زينب عبداللاه

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2021 02:00 م

100 عام مرت على ميلاد معلم السينما المصرية الفنان الكبير محمد رضا الذى ولد فى 21 ديسمبر من عام 1921 ، ليكون أحد أشهر نجوم الكوميديا فى مصر وأشهرمن قام بدور المعلم فى السينما المصرية، ويترك تراثاً فنياً راسخاً فى وجدان الملايين الذين عشقوا فنه وحفظوا إيفيهاته وطريقته المميزة.

الفنان محمد رضا الذى توقع له الكاتب الصحفى الكبير محمود السعدنى أن يكون أخر ممثل قادر على تجسيد شخصية المعلم وابن البلد ، فالمعلم رضا استطاع أن أن يسكن قلوب الملايين، بعد أن منحته شخصية «المعلم» الخلود الفنى، ومنحها هو مزيدا من البقاء بعد أن كادت تنقرض، وهو ما توقعه الكاتب الساخر محمود السعدنى فى كتابه المضحكون، حيث قال: "لن يظهر بعد محمد رضا ممثل آخر فى دور ابن البلد".

فالفنان محمد رضا استطاع ان يجعل الناس تحفظ مشاهده وإيفيهاته ويرددونها ويقلدون طريقته فى الكلام التى ابتدعها فى العديد من أدواره، وبمجرد أن يذكر اسمه تشعر وكأنك تسمعه وهو يتحدث إلى «الخوجة» فى فيلم « المدير الفنى»: «بذمتك انت خوجة انت.. بقى الأرض اللى احنا واقفين عليها بتلف حول نفسها، يعنى افتح محل السمك بتاعى فى السبتية الصبح ألاقيه فى مصر عتيقة».

لا تكف عن الضحك وأنت تتذكر كلمات وإيفيهات جنجل أبوشفطورة حرامى الغسيل «اللى بيقص الكلا» فى فيلم 30 يوم فى السجن، وهو يتحدث بطريقته التى يحفظها ويقلدها الجميع، حين يقول لفريد شوقى: «يييه إيدك حاجة وردينارى خالص، أنا كنت فاكرك تنفع فى كوبانية الصوابع الذهبية «جوندن فنج»، وعندما يدخل إلى «الأفندى المباحث المجتماعى».

محمد رضا (1)

محمد رضا (2)

تتذكر المعلم كرشة فى زقاق المدق، وعماشة فى الأدغال، وحنفى الونش، ورضا بوند، وأدواره فى عشرات المسرحيات والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية، وعبارته الشهيرة التى حفظها ورددها الجميع، وساهمت فى نجاح الحملة القومية للقضاء على البلهارسيا: «طول ما ندى ضهرنا للترعة عمر البلهارسيا فى جتتنا ما ترعى».

وكان اليوم السابع أجرى حواراً من منزل الفنان الراحل الكبير محمد رضا تحدث خلاله ابنه أحمد وكشف العديد من أسرار حياة والده ، كما انفردنا بنشر العديد من الصور النادرة للفنان الكبير فى شبابه وصباه ومع أسرته ومن أعماله الفنية ، كذلك لمقتنياته وملابسه واكسسوارته التى كان يستخدمها فى تجسيد شخصياته، والتى نعرضها فى التقرير التالى.

وولد الفنان الكبير محمد رضا فى قرية الحمرة محافظة أسيوط التى انتقل إليها والده بحكم عمله كموظف فى السكة الحديد، وهو أخ بين شقيقين، واسمه محمد رضا، وهو اسم مركب واسم والده أحمد عباس، ولم يغير اسمه، فأصبح هذا الاسم اسمه الفنى، ثم انتقل والده إلى السويس، فأقامت الأسرة هناك فترة طويلة.

تخرج الفنان محمد رضا من دبلوم الهندسة التطبيقية العليا عام 1938 وقضى بالسويس فترة طويلة من حياته، وبعد تخرجه عمل فى شركة شل للبترول، وارتبط وتزوج وأنجب ابنته الكبرى أميمة هناك، بعدما تعرف على فتاة أثناء دراسته بالقاهرة وتزوجها واصطحبها لتقيم معه بالسويس.

محمد رضا (3)

وظهرت الميول الفنية للفنان محمد رضا فى المرحلة الابتدائية، حيث كون فريق تمثيل بالمدرسة، ورغم أنه كان مهندساً ومستقرا فى وظيفته، إلا أن الرغبة الفنية تمكنت منه فغير مسار حياته، وفى أواخر الثلاثينيات نظمت مجلة «دنيا الفن» مسابقة لاختيار وجوه جديدة، وتقدم لها مع عدد كبير جدا من المتسابقين، وكان المخرج صلاح أبوسيف أحد أعضاء لجنة التحكيم المكونة من عمالقة الفن، وبعد التصفيات حصل على المركز الثانى فى المسابقة، ومن هنا ندهته نداهة الفن فترك الهندسة وسعر ليجد فرصة فى التمثيل، وكان يحلم بأن يكون أحد جانات السينما، حيث كان يتمتع بوسامة ورشاقة كبيرة فى شبابه، ولكن عانده الحظ فى البداية، حتى بدأ يقوم بأدوار بسيطة فى بعض الأفلام والمسرحيات ، إلى أن اختاره المخرج كمال ياسين ليقوم بدور المعلم كرشة فى مسرحية زقاق المدق ، ليتغير مسار الفنان الكبير وبدلاً من أن يصبح أحد جانات السينما أصبح أشهر معلم فى السينما المصرية.