سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..28 ديسمبر 1974.. جثمان الفنان فريد الأطرش يصل من بيروت تنفيذا لوصيته بدفنه فى القاهرة بجوار شقيقته «أسمهان»

 الفنان فريد الأطرش
الفنان فريد الأطرش
أوصى الفنان فريد الأطرش أن يدفن فى القاهرة التى جاء إليها وعمره ثمانى سنوات فى أحد أيام شتاء 1923 مع أمه السيدة علياء وشقيقه فؤاد وشقيقته «آمال» التى صارت المطربة الشهيرة «أسمهان»، وذلك هربا من ملاحقة قوات الاحتلال الفرنسى، التى استهدفت اعتقالهم لكسر شوكة «آل الأطرش»، الذين كانوا يقودون حربا شرسة ضد الاحتلال الفرنسى فى الشام، حسبما يذكر الدكتور نبيل حنفى محمود فى كتابه «فريد الأطرش ومجد الفيلم الغنائى»، مضيفا: «لم تكن السيدة علياء تعلم أن وصول صغيرها فريد إلى القاهرة فى ذلك العام، سيكون واحدا من الأحداث المهمة فى تاريخ الغناء المصرى بعد ذلك، وصنع الفتى القادم إلى مصر من قلب الثورة فى جبل العرب، للغناء المصرى والعربى الكثير».
 
توفى فريد الأطرش يوم 26 ديسمبر فى مستشفى «حايك» بضاحية سن الفيل فى بيروت، أثناء العرض الأول لفيلمه الحادى والثلاثين «نغم فى حياتى»، ووفقا لنبيل سيف فى «مجلة الأهرام العربى، 7 سبتمبر 2016».. فإنه بناء على وصيته بدفنه بجوار شقيقته أسمهان بالقاهرة، تقرر نقل جثمانه لمصر.
يذكر «سيف»، أن طائفة الدروز فى لبنان التى ينتمى إليها اعترضت، وحضر منهم 400 شخص بالمدافع الرشاشة، فأقنعهم شقيقه فؤاد بأنها وصية فريد نفسه، وتم تحنيط جسده فى المستشفى بلبنان طبقا لطقوس الدروز.
 
وصل الجثمان يوم 28 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1974، وفقا لجريدة «الأهرام» فى 29 ديسمبر 1974، بعد أن ودعه جمهوره فى لبنان، وانتقل إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادى، وفى اليوم التالى تم نقل الجثمان إلى مسجد عمر مكرم، ولكن الحشود الهائلة وطوفان البشر تسببا فى إلغاء الجنازة، وخرج الجثمان من باب البدروم فى عربة رأسا إلى مدافن البساتين، وسط هتافات هيستيرية: «الله أكبر.. الله أكبر.. مع السلامة يا فريد».
 
كان الرصيد الفنى لفريد الأطرش حتى وفاته هائلا.. نحو 250 أغنية ونشيدا و31 فيلما، وفى أهرام 28 ديسمبر 1947، تحدث كبار الفنانين عنه.. قالت أم كلثوم: «قدم فنا أصيلا طوال حياته والتزم بنغمنا الشرقى ليغزو به وطننا العربى الكبير، إن رأيى فى ألحانه هو رأى الجمهور الذى أحبه وقدره»..وقال الموسيقار محمد عبدالوهاب: «أثرى فريد الغناء العربى ثراء كبيرا فى الأغنية والموسيقى والسينما، لحن الأغانى الطويلة المعتمدة على شرقية اللحن والقوافى المصرية الصحيحة، كما لحن الأغنية الشعبية ليرددها الجمهور فى كل ساحة إلى جانب الأنشودة الخفيفة العصرية، أما الاستعراضات فلم يخل فيلم من أفلامه منها.. تلك الاستعراضات التى نفتقر إليها تقريبا فى جيلنا الحاضر، لقد لحن الفنان الراحل لنفسه ولكثير من المطربين والمطربات، أما كمطرب فكان يتمتع بشخصية مستقلة لم يقلد أحدا، بل تميز صوته وأسلوب أدائه عن الآخرين حتى تمكن من أن يكون على قمة الغناء العربى لأكثر من 40 عاما».
 
وقال كمال الطويل: «الخسارة فيه فادحة، فهو بلا شك من الرواد الأوائل لنغمنا الشرقى المعاصر.. لقد حافظ على طابعه الأصيل لآخر لحظة.. موسيقاه كانت مرحة أما أغانيه خاصة الطويلة فكان الشجن الملىء بها يؤكد أنه برغم صداقاته العديدة كان يشعر بغربة نفسية واحتياج حقيقى للحنان».. وقال الموسيقار أحمد فؤاد حسن: «فقدنا حصنا من حصون الموسيقى العربية، ومدافعا عنها، كما فقد المقربون منه الحب من القلب والصراحة والصدق..كان آخر حفل قابل فيه الجمهور فى 31 أغسطس الماضى شيئا مؤثرا للغاية..كان الحفل فى «بيسين عالية» وهو مسرح مكشوف، وليلتها انهمر المطر ربما لأول مرة فى هذا الوقت من العام، وأصر فريد على الغناء ليمتلئ المسرح على آخره، بعد أن كان البعض قد غادره فعلا بسبب المطر الذى لم يتوقف طوال الحفل الذى قدم فيه أغنيتين جديدتين «زمان يا حب» و«يا حبايبى يا غاليين».. يضيف «حسن»: «طوال 25 عاما لم أشاهد هذا العدد من باقات الورود التى غطت المسرح، وكانت آخر كلماته لى بعد الحفل: «أنا بقى عاوز أموت كده، بين الورود والسماء تبكى».
 
وقال الموسيقار بليغ حمدى: «تميز بالإنتاج الغزيز، والانتشار الكبير فى العالم العربى الذى تتغنى شعوبه بألحانه وأغانيه الشرقية المميزة، فقدنا بوفاته واحدا من ألمع فنانى النغم، نشأنا وكبرنا ونحن نستمع إلى ألحانه، فتعملنا منه بلا شك وتأثرنا بفنه».. وقال الموسيقار محمد الموجى: «كان مدرسة.. بالنسبة لى درست ألحانه وأنا مبتدئ.. أحسست أنه زعيم التمسك بأنغامه الشرقية الأصيلة، ولما عرفته بعد ذلك عن قرب وجدته أرق من ألحانه قريب القلب.. إننا نعزى أنفسنا فيه، فكلنا أسرته وإخوته وأبناؤه.. عاش فريد لنا جميعا ولجمهوره، فكانت له هذه المكانة التى يصعب أن يحتلها غيره». 
 
أسمهان-وفريد2
أسمهان-وفريد

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هل يمتلك سكان الكومباوندات الحق فى تربية كلاب شرسة؟

زى النهارده.. منتخب الشباب يتوج ببرونزية مونديال الأرجنتين أمام باراجواى

رئيس إشبيلية يُغري ياسين بونو بالعودة إلى الليجا

للمرة الثانية..السيطرة على حريق مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تبدأ التبريد.. صور

الاتحاد يضع الرتوش الأخيرة على صفقة تبادلية مع سيراميكا.. بيع مغربى وضم 3 لاعبين


"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

الزمالك يستعد للإعلان عن صفقة يد جديدة

الزمالك يحصل على 15% من قيمة صفقة انتقال ياسين مرعى من فاركو للأهلى

القادسية يعلن ضم الغاني كريستوفر بونسو باه حتى 2029

بعد سنوات تقشف فرانسيس.. البابا لاون يقضى عطلته بقلعة قيمتها مليار يورو


الحوثيون يغرقون سفينة تتعامل مع إسرائيل في البحر الأحمر بخمس صواريخ

الدين مادة أساسية فى جميع المسارات ومادتان تخصص.. مواد 3 ثانوى بالبكالوريا

بسبب توهج وسام أبو علي.. غزو فلسطيني يقترب بقوة من الإيجيبشن ليج

تعرف على نظام الامتحانات بالبكالوريا بعد موافقة البرلمان على تطبيقها

الزمالك يقترب من الإنجولي شيكو بانزا جناح استريا امادورا البرتغالي

وزير التعليم: الطالب يختار أحد 4 مسارات فى البكالوريا و70% النجاح فى الدين

عودة حركة القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس

فات الميعاد الحلقة 18.. دينا تواجه عمر بعد اكتشافها زواجه الثاني

حسن شيخ محمود للرئيس السيسى: "الشعب الصومالى يتطلع لاستقبالكم بحرارة"

وزير التعليم: نظام الثانوية العامة الحالى قاس على الطلاب والأسر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى