مهرجان "شيماء وأسماء" وعقوق الأبناء

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
بقلم دينا شرف الدين
فى نظرة عامة لأحوال المجتمع بغضون أيام قليلة نجد هناك الكثير من المتناقضات التى   اكتظت بها مصر ما بين القيمة والرداءة، الخسة والشهامة، الرحمة والقسوة   .                                              
 
  {أما عن القيمة التى تتفوق عليها الرداءة}.                        
 
فليس هناك أبلغ من هذا المثال الحى بين المتناقضين الذى انتشر بشدة على صفحات الأخبار ووسائل التواصل المختلفة الخاص، بالتحدى السافر الذى أعلنه أحد ظواهر الرداءة التى أصابت المجتمع فى مقتل (الذوق والتذوق).                                                                                                 
 
والذى تجسد فى مطربي المهرجانات و أحد كبار رجال الأعمال الذي نصب نفسه وكيلاً و نصيراً لهم، ومن على شاكلته وبين نقيب المهن الموسيقية المطرب الكبير هانى شاكر.                     
 
والذى ان كنت من محبيه أو غير ذلك فهذا لا يمنع أنه يسكن الجهة الأخرى من جهتى المجتمع والتى باتت شبه مهجورة، إذ أن جهة القيمة والكفاءة والموهبة قد خفت موازينها وثقلت موازين "الأى كلام" والأنصاف وأشباه الموهوبين فى كل المجالات وعلى كل المستويات.                         
 
وما زالت المعركة مستمرة بين المتناقضين، فهل يستطيع نقيب الموسيقيين أن يتغلب على مطربي المهرجانات كأحد أمثلة الوباء الذى اجتاح الذوق العام؟.                                             
 
وإن تمكن من شطب شاكوش و بيكا و كزبرة وحنجرة وأمثالهم من النقابة فهل يتمكن من شطب من هو أشد قسوة وأكثر خطراً منه على المجتمع بأجياله الحالية؟.                                                  
على ما أعتقد أن القيمة والكفاءة دون سطوة بغض النظر عن مصدر وشكل هذه السطوة قد باتت معايير عفا عليها هذا الزمان.                                                               
 
 
و هل يتمكن من منع هؤلاء بمنصات اليوتيوب و التي لن تسمح  بمنع مادة تتخطي نسب مشاهداتها حواجز الملايين ، مثل مهرجان "شيماء"  للأستاذ سوستة والذي بلغت نسبة مشاهدات مهرجانه الميمون ٣،٥ مليون مشاهدة ، و لحق به كنوع من أنواع المنافسة زميله العالمي بمهرجان "أسماء"
 
 
و فين حين تلاحق مصر هؤلاء المفسدين للذوق العام، المشوهين لوعي جيل بأكمله، تفتح لهم الدول الشقيقة أبوابها و تقيم لهم الحفلات و تمنحهم الأوسمة والشهادات .
 
 
و بنهاية الحديث عن تلك المعركة بين المتناقضين، أود أن أوجه رسالة لنقيب المهن الموسيقية و التي تتلخص في :                                                                                                                                             
 
"ضرورة طرح البدائل القيمة واحتضان المواهب التي تستحق والتي تكتظ بها دور الأوبرا المصرية والموسيقي العربية من أصوات رائعة، تلك التي لا تجد حتي شعاع نور يخرج بها من المحدودية للجماهيرية التي تستحق. "                                                                                                    
 
فعلينا أن تطرح العملة الجيدة بمقابل العملة الرديئة، لنفسح المجال لتباين الأذواق و نمنح الأجيال التي أتعسها الحظ فرصة لتطهير أسماعها و أبصارها و أذواقها من هذا الحصار المحكم بكل ما هو ردئ.
 
فضلاً عن ضرورة عودة الحفلات الموسيقية و الغنائية بشكل دوري و مستمر كما كانت هناك حفلات ليالي التليفزيون و أضواء المدينة، لعودة المطربين الذين باتوا ينتظرون مهرجان الموسيقي العربية فقط من العام للعام .
و باتت المنصة الوحيدة للغناء و الموسيقي فقط قاعات و شوادر الأفراح و التي تتساوي في تفضيلها للريتم الراقص و الذي تلعب به دور البطولة أغاني المهرجانات.
 
 
 و"عن القسوة وانقطاع صلات الرحم و الجحود".                                               
 
 "فتتجسد فى تلك القضية التى شغلت الرأى العام الخاصة بالفنان الكبير المشهود له من الجميع بالخلق والدين، و ما تم تداوله عن ابنته التي قابلت الإحسان بالإساءة و التفاني و الكرم بالجحود و النكران ، 
 
، فالجرم هنا يقع على عاتق المجتمع بأسرة وما أصابه فى العقود القليلة الماضية من عوج وانهيار بالتربية والتعليم والأخلاق والذوق والدين والفن والثقافة.                                                                   
 
مما أسفر عن أجيال جديدة لم تحظ بالحد الأدنى من أبجديات التربية والخلق والدين.                  
تلك التى كانت فى زمن ليس ببعيد موانع قوية راسخة تحول دون مثل هذه السلوكيات التى.. تطورت من السطحية والرداءة إلى العنف والبلطجة إلى القتل العمد دون رادع دينى أو أخلاقى.     
 
 
والغريب أن هذه الصفات القاسية لم تكن يوما من خصال المصريين الذين كانت أشهر وأهم صفاتهم الشهامة والمروءة والإنسانية والرحمة والجود، وما بين طرفة عين وانتباهتها تبدلت أحوال الناس وتغيرت صفاتهم الأصيلة وتجرد معظمهم من أخلاقياته وقيمه وتقاليده التى لم تعد تتناسب ومفردات العصر الحديث المتجردة من كافة معانى الإنسانية                                              
 
 
نهاية: 
فلن يكون هناك خلاص للمجتمع إلا بتكاتف كافة مؤسساته الدينية والتعليمية والثقافية إلى جانب التربية بالبيوت لانتشاله من هذا المستنقع العميق الذى غاص به، واستعادة أخلاقياتنا وتقاليدنا وديننا الوسطى المعتدل وسماحتنا المعتادة وأذواقنا الرفيعة التى كان لها أكبر الأثر فى تربية وتهذيب أنفسنا والارتقاء بها                                                                                                       
   
 
   لعل الله يجعل لنا من بعد عسرٍ يسر
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بروكسي يعلن انتقال أحمد طارق سليمان إلى البنك الأهلي رسمياً

محافظ الجيزة يعتمد تنسيق الثانوية العامة بحد أدنى 225 درجة

عيد قوات الدفاع الجوى.. الملحمة الكبرى في حرب أكتوبر كبدت العدو 326 طائرة وأسر 22 طيارا.. الفريق ياسر الطودى: العمليات العسكرية الأخيرة أدت لظهور مراكز ثقل جديدة تحسم نتائج المعارك

خالد إبراهيم يكتب.. زى النهاردة عادل إمام ويسرا يعثران على الذهب فى "جزيرة الشيطان".. 35 عاما على إنتاجه.. مقتبس من الفيلم الأمريكي Wet Gold.. ونادر جلال يقدم "أكشن" جديد وينقل الصراع من البر إلى أعماق البحار

الداخلية تضبط سائقين يسيرون عكس الاتجاه بالطريق الإقليمي.. فيديو


السماء تمطر أموالا.. هليكوبتر تسقط دولارات على "روح" مواطن أمريكى.. فيديو

حكاية 3 ملوك أشقاء في مسلسل مملكة الحرير وانطلاق عرضه الليلة على on

جيش الاحتلال يعلن مقتل رقيب في الكتيبة الهندسية 601 بمعارك شمال غزة

إخلاء سبيل أحمد السقا فى اتهامه بالتعدى على طليقته مها الصغير بكفالة 5 آلاف جنيه

كامل الوزير: إعداد خطة زمنية مضغوطة لإنهاء الطريق الإقليمي بالكامل


حل أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية لطلاب الثانوية العامة.. راجع واحسب درجاتك

تفاصيل أسعار السجائر بعد موافقة مجلس النواب على قانون القيمة المضافة.. زيادة الحدين الأدنى والأقصى لأسعار السجائر 12% لمدة 3 سنوات.. رفع سعر المحلية إلى 48 جنيهاً والمستوردة 69.. والتطبيق 5 نوفمبر 2025

رئيس الوزراء يوجه بإعفاء كامل من المصروفات الدراسية لأسر الـ19 شهيدة بحادث المنوفية

اتحاد الكرة يتمسك بإقامة السوبر فى نوفمبر المقبل

حقن مضادة للشيخوخة ولعب اليوجا.. تعرف على سبب وفاة شيفالي جاريوالا

موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. تعرف على التفاصيل

موعد مباراة بي إس جي ضد إنتر ميامي فى ثمن نهائى كأس العالم للأندية

ترقبوا.. محافظ الجيزة يعتمد اليوم تنسيق الثانوى العام 2025

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية

تداول أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية للثانوية العامة.. والتعليم تحقق

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى