الفرق بين الإعلامى والوزير.. شاسع وخطير!

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
بقلم دندراوى الهوارى

(1)

فى سورة طه، قال نبي الله موسى عليه السلام سائلا رب العباد: "وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي، هَارُونَ أَخِى، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً، وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً، إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً".كما قال المولى عز وجل فى سورة الفرقان: "ولَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا". القرآن هنا، يوضح أن الوزير، يتمحور دوره حول الإعانة والمساعدة والمُآزرة من أجل تحقيق أهداف عليا وسامية للشعوب والأوطان.

(2)

تعريف الوزير في العرف السياسى، هو عضو في حكومة دولة ما، يقودها رئيس الوزارة، يحمل حقيبة وزارية متخصصة كانت أو في منصب وزير دولة. وتعريف الوزير سياسيا، فإن كلمة "وزير" اشتُقت من كلمة "وِزر" وهي تعني الحمل الثقيل والمرهق والشاق، ورأي أخر يقول أنها مأخوذة من الوَزَر أى الملجأ، وقيل أيضا نها مشتقة من الأزْر، وهو الظهر "السند". وفى التعريفين القرآنى والسياسى، لمصطلح الوزير يتبين أهمية المعنى، والدور الذى يلعبه الوزير.

"3"

الوزير، لا يعبر عن رأيه الشخصى طالما يجلس على مقعد الوزارة، وإنما كل كلمة وتصريح يحمل توجه الحكومة التي هو عضوا فيها، ومن ثم فإن على الوزير أن يتمتع بكياسة وفطنة سياسية، ولا ينجر وراء استفزاز، فيبدى رأيا يتسبب في وقوع أزمة، سواء داخلية أو خارجية. والكياسة والفطنة مهارة خاصة، بعيدا عن مسميات من عينة وزير سياسى، أو تكنوقراط، فكم من وزير سياسى أدلى بتصريحات تسببت في أزمات كبيرة، فأكثر من مرة وقفت دولا على حواف أزمات كبيرة نتيجة زلات بعض الوزراء، وهو ما يستغرق وقتاً وجهداً من الحكومة بكاملها لتجاوز آثار تلك الأزمات.

تأسيسا على ذلك فإن منصب الوزير، يمتاز بحساسية كبيرة، وتحتاج لمن يحمل الحقيبة الوزارية أن يتمتع بكياسة وفطنة وذكاء وقدرة على الفرز وتقدير الموقف، وأن يمتاز بضبط المصطلحات، وأن يحمل في حقيبته ترمومتر لقياس درجة سخونة المشهدين الداخلى والخارجى، فلا يساعد في رفع درجة السخونة إلى الغليان بتصريحات صادمة.

"4"

أما الإعلامى، فلابد أن يتمتع بقريحة يقظة، قادرة أيضا على التقييم، ويساهم في عملية التنوير، بما يخدم المصلحة العامة، ومن قبلها الحفاظ على أمن وأمان واستقرار البلاد وتماسك نسيج المجتمع. ويتبقى أمرا جوهريا أن الإعلامى ورغم مشاركته في المسؤولية عن كل ما يبديه من أراء، إلا أنه في النهاية لا يعبر إلا عن وجهة نظره فقط، لا تعكس توجه حكومة بلاده.

وفقا لهذه المعايير، يتضح أن الفارق بين الإعلامى والوزير أو المسؤول، كبير وجلى، الوزير تصريحاته تعبر عن وجهة نظر حكومة بلاده، بينما الإعلامى تعبر عن وجهة نظره فقط، وفى كل الأحوال، لابد للجميع أن يكونوا على قدر المسؤولية، والقدرة على الفرز وتقدير الموقف تفاديا لوقوع أزمات تؤثر بالسلب داخليا وخارجيا.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

العمل: طفرة في طلب العمالة المصرية بالخارج وإجراءات حماية من الشركات الوهمية

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

حسام الحسينى عن انفصاله: الطلاق حصل من 2020 واليوم انتهينا من إجراءاته الرسمية

مانشستر يونايتد ضد بورنموث.. الشياطين تتقدم 2-1 في الشوط الأول بالدوري الإنجليزي

هل يخطف بيراميدز حامد حمدان من الأهلى؟


الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

كيف تنضم لمنظومة التأمين الصحى الشامل؟.. هيئة الرعاية الصحية تجيب

دخل علينا غرفة النوم.. تفاصيل اقتحام أتوبيس مدارس شقة سكنية فى بدر.. صور

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

مشاجرة بين 4 ممرضات داخل مستشفى بسبب الحضور والانصراف


حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

شرط وحيد من الأهلى للموافقة على رحيل مصطفى شوبير للاحتراف الخارجى فى يناير

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

الإدارية العليا تحيل 4 طعون على نتائج 19 دائرة ملغاة في انتخابات النواب للنقض

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

الإعلانات تنجح في إنهاء ملف بقاء ديانج مع الأهلي

الأهلي يترقب وصول يوسف بلعمري للقاهرة لإجراء الكشف الطبي

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى