"الفهلوة" 2 .. والسوشيال ميديا

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب
مازال الحديث متواصل عن "الفهلوة في زمن السوشيال ميديا" حيث تحدثنا في مقال سابق عن خطورة انتشار هذه الظاهرة، وخاصة في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعى وسيطرة العالم الافتراضى على حياتنا اليومية، لدرجة وصلت إلى أننا أصبح الكثير لايزال يصدق كل ما يقال وما ينشر وما يكتب على صفحات ومنصات السوشيال ميديا دون تمحيص أو تدقيق، فكانت النتيجة سيولة فكرية جارفة، وظهرت شخصيات مزيفة أصبحت تحتل مكان الكفاءات وأهل الخبرة والمهنة من خلال قدرتهم على جذب المتابعين وإجادة جمع اللايكات وإثارة الجدل.
 
ومكمن الخطورة، أن ظاهرة الفهلوة أصبحت طريقا سهلا لصعود درجات السُلم الاجتماعى، فوجدنا أشخاصا لا مهنة لهم ولا ثقافة لديهم وأصبحوا رموزا بدوائرهم الاجتماعية، فها هو يلقب نفسه بالصحفى وهذا يسمى نفسه الإعلامى وذاك محكم عرفى، لنصل في النهاية إلى أن أصحاب الفهلوة يتفوقون على أهل العلم والثقة، ويصل بهم الأمر إلى التبجح بعمل كارنيهات وهويات شخصية تؤكد كذبهم ونصبهم وانتحالهم والعجيب أنهم يجدون من يصدقونهم ويسمعون إليهم ويتابعون صفحاتهم.
 
وفى ظل الثقافة العشوائية السائدة على صفحات أصحاب الفهلوة، تزداد ظاهرة التبجح لديهم يوما بعد يوم، لتصل شخصيتهم للانتفاخ والتكبر والتحذلق، والتظاهر بالمعرفة والعلم، ودائما ما تبحث تلك الشخصية الفهلوية عن الأوساط الأمية، والحكايات المثيرة، متخذة عدة أساليب مختلفة للإقناع والترويج لما يقولون واصفين أنفسهم بالنخبويين، والعجيب أن تجد منهم من يدعى أن مثله الأعلى طه حسين وهو لم يقرأ له كتابا واحدا فيكفيه أنه شاهد مسلسل الأيام، وأخر ينتصر لعباس العقاد وكل ما يعرفه عنه أنه لم يتلق تعليما عاليا وكثير يقولون أنهم صحفيون وإذا سألتهم عن أركان الخبر يعجزون عن الرد.
 
فيكفى هؤلاء أنهم يأتون بكلمة من هنا وجملة من هناك ومعلومة عابرة وصفحة عليها آلاف المتابعين، وقتها لا مكان للشهادات أو الدراسة، فهم بذلك يحق لهم التحليل والتعقيب والتوجيه وامتهان مهن لم يتعلموا يوما أبجدياتها، لكن بكثرة اللايكات وتحقيق شهرة على مواقع التواصل، لينصبوا أنفسهم محللين ومفسرين ونخبويين وصحفيين ومثقفين وإعلامين.. الخ.  
 
وأخيرا، علينا أن نعلم أن "الفهلوية" دائما ما يستخدمون الحيلة للحصول على أي شيء أو تبرير أي شىء، فالأهم لديهم انتزاع إعجاب الآخرين أو قبولهم حتى لو كان ما يقدمونه أمرا مغشوشا أو مزيفا أو مضللا، وهنا تأتى الخطورة الأكبر لأنه حينما يمارس الفهلوي مهاراته ونشاطاته في الفضاء العام سنجد مجموعات من "الفهلوية" سواء باسم السياسة أو باسم المال أو باستخدام الصحافة والإعلام أو باستخدام منصات التعليم والثقافة، وسنجد كثيرين يتحولون إلى متلونين ومنزوعى القيم والخلاق، وسيقع الكثير ضحية لهؤلاء المرتزقة أصحاب الخدع والخداع.. فاحذروا هؤلاء يرحمنا ويرحمكم الله
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تقرير يفضح تمويلات الإخوان المشبوهة خلف ستار الاقتصاد الحلال

كل ما تريد معرفته عن المغربي يوسف بلعمري أول صفقات الأهلي الشتوية

الأهلى يعلن التنازل عن مقاضاة مصطفى يونس

فيفا: محمد صلاح هيمن على الدوري الإنجليزي

الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة


أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

غياب عادل إمام عن جنازة شقيقته بمسجد الشرطة وحضور أحمد السعدنى

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

اجتماع مرتقب بين وكيل محمد صلاح وإدارة ليفربول


باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

نجل إلهان عمر يدفع ثمن خلافات ترامب مع والدته.. ماذا حدث؟

الزمالك: لن نمانع رحيل عدي الدباغ فى انتقالات يناير

الأهلى مع الجزيرة والزمالك مع الاتحاد اليوم فى دورى سوبر السلة رجال

الأهلي يوافق على انتقال شكري وبيكهام وكمال لصفوف سيراميكا في يناير

4 يناير بدء امتحان نصف العام فى المواد غير المضافة و10 للمواد للأساسية

الأهلى يدرس غلق ملف تمديد تعاقد أليو ديانج.. اعرف التفاصيل

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

اليوم الحكم على مدرس متهم بهتك عرض طالبة فى الطالبية

مواعيد مباريات الجولة الثانية في كأس عاصمة مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى