"مريم المرحة" ديوان جديد لـ كريم عبد السلام.. تراجيديا الحياة على الحافة

غلاف الديوان
غلاف الديوان
كتب محمد عبد الرحمن
الشاعر كريم عبد السلام أحد الأصوات الأساسية البارزة فى قصيدة النثر المصرية، ومنذ بداياته الأولى يحفر لنفسه مسارا خاصا داخل القصيدة يبدأ بالجماعة الإنسانية وهمومها ومعاناتها وتطلعاتها وينتهى بفتح المجال أمام الوعى الجمالى بقصيدة النثر المصرية باعتبارها أكبر وأعمق وأشمل من مجرد وصفة نقدية راجت خلال حقبة معينة، تعلى من شأن قصيدة الاعترافات اليومية ومتلازمة الأشياء المتناهية فى الصغر ، القصيدة عند كريم عبد السلام عموما وفى ديوانه "مريم المرحة" خصوصا قصيدة الحافة ، حيث الشاعر معنى بتلك الذات المعذبة ولحظاتها القصوى، التي تجسد تراجيديا الوجود الإنسانى فى جوهره، ومتى يكون الشعر إن لم يكن فى قلب الوجود الإنسانى بأحلامه الشاهقة وانكساراته المعذبة.
 
ديوان "مريم المرحة" المكتوب فى العام 2004، يقع فى نحو تسعين صفحة ويتضمن ست عشرة قصيدة هي "حالة الطقس، الجميلة، فى بحيرة حمراء، جنودى الأعزاء، ملاذ اسمه حديقة، رسول، الطريق، مريم المرحة، لا أرحب من الشوارع، العداء، الطبول، عندما صار الجسم فحما، المرح الخالص، ملائكة، أعطينى الوحش ياليلى، نحن"، وبينما تبدو قصائد الديوان تقارب لقطات مختارة من الواقع الخشن، أشبه بلوحات من السينما الإيطالية، إلا أن التوقف عندها قليلا سرعان ما يكشف أن الإحالات الواقعية ما هي إلا باب لعالم جديد بين العقل والجنون، أو بين الحلم والواقع، عالم فيه من الصوفية وفيه من الرومانسية وفية من الأسى على مصير الإنسان الكثير.
 
 
كتاب مريم المرحة
 
فى قصيدة الطريق يقول كريم عبد السلام: 
"تجده حليقاً ونظيفاً 
 المجذوب تواً،
 عكس هؤلاء الذين توغلوا في الطريق،
حتى لتنخدع فيه عندما يسألك:
كم الساعة ؟
أو يسير إلى جانبك بخطواته المرتبكة
وهيئته المائلة إلى الأمام
من هؤلاء، من كنت أظنه على الحافة، لا يزال
وكنت أُحذّره كل صباح أمام المرآة،
وتخيّلتُ أن باستطاعتي جذبه
للداخل مرة أخرى،
لكن يده أفلتت،
فاتسخت ملابسه تدريجياً
وطالت لحيته
وهاجم التراب مسامه
ثم تقوست أظافره
واختفي في الطريق"
 
أي طريق يوغل فيه كريم عبد السلام خلال ديوان مريم المرحة، أهو طريق الحقيقة أم طريق الوعى المغاير؟ طريق الانجذاب نحو أطياف الرؤى الصوفية بعيدا عن الواقع المملوء بالقبح والعنف أم طريق البحث عن الجنة المفقودة؟ فقدان الصلة بالواقع الذى ندعى معرفته إلى ترتيب جديد لواقع مغاير، يظهر بوضوح فى عديد من قصائد الديوان، جنبا إلى جنب مع لحظات المواجهة الحادة مع انكسار الحلم أو مع الإقرار بالهزيمة أو مع الموت الذى يلوح فى ذروة الحياة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

50 عامًا داخل كشك فى ميدان المديرية ببنى سويف.. عم محمد آخر حراس مهنة الأختام.. يكتب أسماء الناس بالعكس ليحفظ حقوقهم.. ورث المهنة عن جده ووالده وعلمها لابنه.. ويؤكد: أولادى هم ثروتى الحقيقية.. صور

الأهلى يقترب من تجديد عقد الشحات موسما مع خيار التمديد

مواعيد مباريات اليوم.. باريس سان جيرمان مع فلامنجو ومان سيتي ضد برينتفورد

حالة الطقس.. تمركز للسحب الممطرة على شرق البلاد مصحوبة بأمطار غزيرة

أمريكا والمكسيك تتعهدان بتسريع تفكيك المنظمات الإرهابية ومكافحة الفنتانيل


الزمالك ينتظر العروض الرسمية لرحيل ناصر منسى

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

بدء الاقتراع بأول أيام جولة إعادة المرحلة الثانية لانتخابات النواب

انتشار أمنى مكثف لتأمين جولة إعادة المرحلة الثانية من انتخابات النواب

السلامى VS السكتيوى.. نهائى مغربى خارج الخطوط فى نهائى كأس العرب


الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى تحدد شروط صرف منحة وفاة أصحاب المعاش

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

معلومة قانونية.. تعرف على عقوبة دفن جثة بدون تصريح

موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد فلامنجو فى نهائى كأس القارات للأندية

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 17-12-2025 والقنوات الناقلة

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

موعد مباراة منتخب مصر القادمة فى أمم أفريقيا بعد الفوز على نيجيريا

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى