"كابوس" الأرمن يزعج أردوغان مجددا.. ضغوط برلمانية فى هولندا للاعتراف رسميا بالمذبحة العثمانية.. الخطوة تزيد فجوة الخلاف بين أنقرة وأوروبا الغربية.. والرئيس التركى يخسر دعم واشنطن فى مواجهة الحشد الأوروبى

أردوغان
أردوغان
بيشوى رمزى

مازال الجدل قائما حول قضية إبادة الأرمن على يد الأتراك، قبل أكثر من مائة عام، وذلك بعد مطالب رفعها برلمانيون هولنديون، لتصنيف الحادث باعتباره جريمة "إبادة جماعية"، في الوقت الذى تتزايد فيه فجوة الخلاف بين دول أنقرة وقطاع كبير من دول الاتحاد الأوروبى، على خلفية العديد من القضايا وعلى رأسها دعم الميليشيات الإرهابية، بالإضافة إلى تصدير أزمة اللاجئين.

مطالب النواب الهولنديين، في حقيقتها، ليست وليدة اللحظة، حيث صوت المشرعون الهولنديون في مجلس النواب بأغلبية ساحقة للاعتراف بوصفها إبادة جماعية ارتكبتها القوا العثمانية عام 1915، لكن القرار لم يصبح السياسة الرسمية للبلاد، في الوقت الذى يواجه فيه أردوغان حالة من التضييق الدولى، في ظل فشله الذريع في استقطاب أيا من القوى الدولية، إثر خلافات عميقة، سواء مع الولايات المتحدة أو روسيا.

وتعتبر "مذابح الأرمن"، واحدة من الجرائم التى ارتكبتها الدولة العثمانية، ودأبت القيادة السياسية التركية على التنصل منها، لأهداف معينة تريد تحقيقها، مثل الانضمام للاتحاد الأوروبى.

وتعود أحداث الإبادة التي واجهت الأرمن إلى عهد الدولة العثمانية، وتحديدا في عام 1915، في عهد السلطان عبدالحميد الثانى، حيث تجاوزت أعداد الضحايا المليون ونصف إنسان، تحت ذريعة موالتهم لروسيا، واتهامهم بإثارة القلاقل، بينما لم تكتفى إسطنبول في وحشيتها بهذا الحد، بل امتدت إلى تهجير 600 ألف أرمنى بطرق بدائية للغاية، لتبعدهم عن الحدود الروسية وتقطع عليهم الدعم المقدم لهم من هذه الجهة، ما أدى إلى وفاة العشرات، بالإضافة إلى إصدار قانون "التهجير"، الذى قضى بالهجرة القسرية لجميع الأرمن من الأراضى التركية نحو سوريا.

وتعد المطالب الهولندية بمثابة ضغط جديد على كاهل أردوغان، في ضوء توتر العلاقة مع أوروبا الغربية، بسبب أطماع أنقرة في غاز المتوسط من جانب، بالإضافة إلى تصدير اللاجئين للقارة العجوز، للضغط على دولها للرضوخ إلى المطالب التركية من جانب أخر، بالإضافة إلى الدعم الذى يقدمة النظام التركى الحاكم إلى المتطرفين، ليس فقط في الشرق الأوسط، وإنما امتد إلى دول الغرب الأوروبى، وهو ما بدا واضحا في الهجمات الأخيرة التي شهدتها عدة مدن أوروبية.

بينما تفتقد أنقرة الحماية الأمريكية بصورة كبيرة، في الفترة الحالية، إثر قيامها بشراء منظومة الصواريخ الروسية "إس 300"، بالإضافة إلى محاولات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لاسترضاء الحلفاء في أوروبا الغربية، وهو ما يغلق الباب أمام أي محاولة تركية للانفتاح على واشنطن، والحصول على دعمها في المرحلة المقبلة.

ويشكل الاتحاد الأوروبى ورقة ضغط على تركيا للاعتراف بالمذابح التى ارتكبتها، إذ تعترف 12 دولة به بتلك الوقائع، إلى جانب عدد كبير من المجالس التشريعية بالبلدان الأوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا، بالإضافة للكونجرس الأمريكى.

وتعد قضية إبادة الأرمن أحد أهم المعوقات التي تواجه المساعى التركية للالتحاق بالاتحاد الأوروبى، وهو الهدف الذى يمثل أولوية كبيرة لأردوغان منذ بداية حقبته في 2003، إلا أنه يتحول تدريجيا إلى سراب، مع زيادة الخلافات بينه وبين دول أوروبا، بسبب العديد من القضايا.

وكان البرلمان الهولندي قد انضم ركب المعترفين بالقضية، إذ وافق البرلمان الهولندي، في 2018، على مذكرة تعتبر مذبحة الأرمن التى ارتكبتها القوات العثمانية عام 1915 "إبادة جماعية"، مما أضاف المزيد من التوتر في العلاقة بين البلدين آنذاك، حيث جاء قرار أمستردام بعد شهور من قرار أخر بمنع وزير تركى من تنظيم حملة انتخابية للجالية التركية على الأراضى الهولندية، مما أثار غضب أردوغان بصورة كبيرة في تلك الفترة.

 

 

 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الدعوات الرسمية للملوك والرؤساء لحضور افتتاح المتحف المصرى الكبير خلال 24 ساعة

أغلى من الصفقات.. أمير قطر يهدى ترامب قلما فاخرا من طراز مونت بلانك (صورة)

إحالة أوراق متهم ادعى النبوة وقتل مدرسا إلى المفتى

وزارة الرياضة: وصول الرياضيين من ليببا خلال ساعات إلى مطار القاهرة

موعد مباراة منتخب الشباب والمغرب في نصف نهائي أمم أفريقيا تحت 20 سنة


ليفربول ينافس مانشستر سيتي على ضم فلوريان فيرتز

حسام البدرى يشكر الرئيس السيسي بعد تدخله لعودته من ليبيا

"لا أعداء دائمين".. ترامب يقدم غصن زيتون إلى إيران ويكتب نهاية 46 عاما من عقوبات سوريا فى أول أيام زيارته للخليج.. واشنطن بوست: إشارة تحول بسياسة واشنطن الخارجية فى الشرق الأوسط.. وغضب نتنياهو يزداد بعد تجاهله

جدل هدية قطر لترامب مستمر.. الطائرة قيمتها 100 ضعف هدايا رئاسة أمريكا منذ 2001

وزارة الصحة: انتهاء تنفيذ 20 مستشفى بـ11 محافظة بنهاية العام المالى الجارى


هيئة الأرصاد تكشف حقيقة تعرض مصر لـ العاصفة شيماء

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

وزارة التعليم: إضافة 20% من درجات العربى والتاريخ بالثانوية الدولية للمجموع

اليونان تصدر تحذيرا من احتمال حدوث تسونامى عقب الزلزال

مجلس الوزراء: رسوم عبور السفن المارة بـ "قناة السويس" تُحصل بالعملات الأجنبية

استعدادًا لموسم الحج.. رفع كسوة الكعبة "صور"

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

مواعيد مباريات اليوم.. الريال ضد مايوركا وميلان أمام بولونيا بنهائي كأس إيطاليا

موعد مباراة الزمالك القادمة أمام بتروجت فى الدورى والقناة الناقلة

اشتباكات مسلحة وفوضى أمنية فى ليبيا.. فرار أخطر السجناء من سجون طرابلس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى