الرؤية الشرعية للهلال قضية تجاوزها الزمن

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

لا أعرف السبب وراء انزعاج دار الإفتاء المصرية من الأخبار الخاصة بإعلان بدايات الشهور العربية من جانب معهد الفلك أو هيئة المساحة المصرية، التابعة لوزارة الرى، فالمعهد مسئول فنياً عن الحسابات الفلكية، وما يرتبط بها من ظواهر مختلفة مثل الكسوف والخسوف، واستطلاع الأهلة، وكذلك هيئة المساحة التي تملك المراصد والأجهزة التي تتم بها عمليات الاستطلاع، وتحدد لنا مواقيت الصلاة.

أتصور أن دار الإفتاء ترى القضية فى زاويتين الأولى، أن أى إعلان لبدايات الشهور العربية اعتداء على حقها واختصاصاتها، خاصة أن الصورة الذهنية لدى الناس عن هذا العمل ارتبطت منذ سنوات طويلة بالدار، خاصة فى رمضان والعيدين الفطر والأضحى، والسبب الثانى أن دار الإفتاء مازالت ترى أن الرؤية الفعلية للهلال هى سند الإثبات فى بدايات الشهور مع أن هذا المعتقد تجاوزه الزمن، فمن غير الممكن أننا مازلنا فى العام 2021 ونعتمد على الرؤية البصرية أو من خلال الأجهزة المكبرة التقليدية، فالعلم بات قادراً على التنبؤ بكل الظواهر الفلكية والجوية بدقة متناهية، ويجب أن تتطور الفتوى، ويتطور الفهم لقضية رؤية الهلال بما يتواكب مع معطيات العصر.

ارتباط دار الإفتاء بفكرة رؤية الهلال واستطلاع الشهور العربية يجب أن تخضع للتطوير، وعلينا أن نترك الموضوع للعلماء المتخصصين في الفلك والمساحة والقياسات الجغرافية والفنية، فكما تحارب الدار غير المختصين في أمور الفتوى من الظهور على الفضائيات أو التصريح للصحف، عليها أن تترك استطلاع الشهور لمن يعرفونها ويحددونها، وتتخلى عن اللجان والأئمة والأعداد الكبيرة التى تخرج مع الراصدين دون فائدة، مع الإبقاء على فكرة إعلان المفتى رسمياً لبدايات الشهور العربية، من خلال مؤتمر صحفى، ولكن وفقاً للحسابات الفلكية الصحيحة، دون إدخال فكرة الرؤية الشرعية في الموضوع، التي قد تختلف من شخص لآخر، وتتفاوت في التقدير، وتفتح باباً للخلاف، خاصة مع ارتفاع نسب التلوث في الجو، والضباب الذى يعيق الرؤية في فصل الشتاء.

أتمنى أن يجتهد علماء دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف لوضع تفسيرات وفهوم عصرية لحديث النبى صلى الله عليه وسلم حول تحرى الهلال، والوضع في الاعتبار التطور العملى الكبير الذى نشهده الآن، خاصة فى علم الفلك وغزو الفضاء، لذلك أتمنى أن يتم اعتماد الرؤية الفلكية للهلال كمرجع لبدايات الشهور العربية، وأنا على ثقة أن دار الإفتاء ومن على رأسها يعرفون ويقدرون جيداً قيمة العلم، وينفتحون دائماً على كل تجديد وتطوير ينفع الناس.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قرار مهم لوزير التربية والتعليم بعد قليل

صحتك بالدنيا.. نصائح لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة للحماية من الموجة الحارة.. دراسة تكشف أسباب تمتع بعض المسنين بذاكرة خارقة.. مكملات غذائية تتفاعل مع أدويتك.. وأطعمة تجنبها وأخرى تناولها أثناء علاج السرطان

رغم جاهزية اللاعب .. إمام عاشور خارج مباراة الأهلى وفاركو

مودرن سبورت يتقدم على الاتحاد بثنائية نظيفة في الشوط الأول.. فيديو

الرئيس السيسى يصدّق على تعديل بعض أحكام قانون التعليم


فضيحة جديدة.. إعلامية من باراجواي تكشف المستور عن كاسياس

كريم محمود عبد العزيز ينشر صورة مع زوجته ويتغزل فيها: بحبك

سموتريتش: نتنياهو يدعم ثورة الاستيطان بالضفة الغربية

أرقام لا تفوتك في مشوار ناشئي اليد ببطولة العالم قبل لقاء إسبانيا اليوم

مات والده فى حادث منذ 3 أعوام ولحق به الابن اليوم بنفس الطريقة.. تفاصيل


ضبط شخص خطف طفله للانتقام من طليقته

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

مصابة بحادث طريق الواحات أمام النيابة: الشباب طلبوا منا النزول من السيارة

اعترافات طلاب مطاردة فتيات الواحات: لاحقناهما وحاولنا إيقاف السيارة

اعترفات المتهمين بملاحقة فتاتين الواحات: طاردناهما بسيارة منظومة نقل خاصة

النيابة تطالب بتفريغ الكاميرات فى واقعة مطاردة 3 شباب سيارة فتيات بطريق الواحات

الرئيس السيسى يوجه بالمضى قدماً فى إعداد الموقع العالمى لإذاعة القرآن الكريم

قبل قمة ألاسكا الجمعة.. نيويورك تايمز: ترامب يتبنى لهجة مختلفة تجاه بوتين

تعرف على طرق الوقاية من حوادث السيارات اثناء السير على المحاور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى