"عراب" الإرهاب.. كيف تحاول قطر تقديم فروض "الولاء والطاعة" لإدارة بايدن عبر طهران؟ الإمارة تسعى للوساطة بين أمريكا وإيران لـ"شرعنة" الاتفاق المحتمل.. وتتجاهل تركيا لعدم وضوح الرؤية الأمريكية تجاه أنقرة

أمير قطر تميم بن حمد
أمير قطر تميم بن حمد
بيشوى رمزى

البحث عن دور إقليمى.. يبقى الحلم الأكبر الذى يداعب خيال إمارة قطر، منذ عقود طويلة من الزمن، هو ما يفسر السياسات التي اعتمدوها، عبر ضخ المليارات، لتأسيس منابر إعلامية تدعم الأفكار التي يروجونها، ناهيك عما قدمته لدعم الميليشيات الإرهابية، في العديد من دول المنطقة، ساهمت في تقوية شوكتهم، وهو ما بلغ ذروته إبان ما يسمى بـ"الربيع العربى"، حيث تبنت قطر خطا واضحا يقوم في الأساس على دعم الجماعات المتطرفة، في إطار خطة أكبر لتقسيم منطقة الشرق الأوسط، مقابل الحصول على ولاء قادة الإرهاب، عند وصولهم للسلطة، وهو الأمر الذى من شأنه تعويض "النقص" الناجم عن غياب المؤهلات، على غرار المساحة والموقع الجغرافى، التي يمكنها أن تضعها في عداد القيادات الإقليمية، عبر تدشين "أذرع"، سواء إعلاميا او عسكريا، موالية لها في العديد من دول المنطقة، عند تمكنهم من السيطرة على مقاليد الأمور.

السياسات القطرية قامت في جوهرها، على عدة مسارات متوازية، أولها الحصول على الدعم الأمريكي، خاصة خلال عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، من خلال العمل كـ"ترس" في آلة التقسيم، التي دشنتها واشنطن، حيث يبقى تقسيم دول المنطقة العربية، وسيلة للتغلب على عقدة "المساحة" الجغرافية التي تعانيها الإمارة الصغيرة، بينما يتجسد المسار الأخر في التحالف مع القوى غير العربية، والتي تسعى للقيام بدور القيادة الإقليمية على حساب القوى الرئيسية في الشرق الأوسط، وعلى رأسها إيران وتركيا، والتي تحمل نفس الأهداف الأمريكية القطرية تجاه الدول العربية، للوصول إلى المزيد من النفوذ، ليشكل ثلاثتهم تحالفا، يقوم على دعم التهديدات التي من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة.

الدوران في فلك واشنطن.. أمريكا بوصلة قطر في علاقاتها الإقليمية

إلا أن العلاقة بين قطر وكلا من تركيا وإيران، ربما تباينت بحسب كل المعطيات الدولية المتاحة، والتي تحكمها التغيرات الكبيرة التي شهدتها السياسات الأمريكية، بدءً من إدارة أوباما، وحتى انطلاق حقبة بايدن، حيث توطدت العلاقة القطرية مع تركيا مع بداية حقبة أوباما، بينما تدرجت مع إيران إلى أن وصلت إلى ذروتها، مع إبرام الاتفاق النووي بين طهران والقوى الدولية الكبرى، في يوليو 2015، ولكنها تراجعت معها بعد ذلك في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، مع عودة العلاقات الأمريكية الإيرانية إلى المربع الأول، جراء الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، والعودة إلى زمن العقوبات، في حين بقت العلاقة مع تركيا متأرجحة بين الدعم تارة، والتجاهل تارة أخرى، تبعا لـ"الهوى" الأمريكي المتقلب تجاه أنقرة، وهو ما يبدو في دعم الدوحة لأنقرة بـ15 مليار دولار، في محاولة لإنقاذ اقتصادها المترنح، بينما تجاهلتها في فترات التوتر مع واشنطن، مما دفع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى التلميح، في أكثر من مناسبة، عن التخلي القطرى عن نظام، رغم الدعم التركى لأمير قطر تميم بن حمد إبان المقاطعة العربية.

تميم وخامنئى
تميم وخامنئى

 

ومع انطلاق حقبة الرئيس جو بايدن، والتي تزامنت مع المصالحة الخليجية، تبقى تحركات الإمارة الخليجية مرهونة إلى حد كبيرة بالرؤى الأمريكية، وهو ما يبدو في الإعلان مؤخرا حول استعداد الدوحة للقيام بدور الوسيط بين طهران وواشنطن، فى إطار رغبة الإدارة الأمريكية الجديد في العودة إلى الاتفاق النووي، باعتباره جزءً من الإرث، والذى ساهم فيه بايدن عندما كان نائبا للرئيس، وبالتالي يسعى إلى استعادته في المرحلة المقبلة، بعدما نجح ترامب في تقويضه، عبر الانسحاب منه أولا في مايو 2018، ثم بعد ذلك من خلال سياسة فرض العقوبات، والتي ساهمت بصورة كبيرة في الحد من الأنشطة التخريبية التي قامت بها طهران.

"محلل" الإرهاب.. مبادرة الدوحة لـ"شرعنة" التقارب الأمريكي الإيرانى

المبادرة القطرية للوساطة بين واشنطن وطهران، تمثل امتدادا لمحاولات الدوحة لاسترضاء واشنطن، في المرحلة الحالية، بينما تبقى المواقف القطرية تجاه تركيا فاترة، في ظل عدم وضوح موقف أمريكا في عهد بايدن، والذى ربما تبقى خطواته للتقارب مع أنقرة محدودة بسبب المواقف الأوروبية المتشككة في النوايا التركية، في ظل سياسة الابتزاز التي يمارسها أردوغان، عبر تصدير أزمة اللاجئين تارة، بالإضافة إلى دعم الميليشيات الإرهابية، والتي تجاوزت في تهديداتها النطاق الإقليمى في الشرق الأوسط، إلى الغرب الأوروبى، وهو ما تترجمه العمليات المتواترة، التي هزت العديد من عواصم القارة العجوز في الآونة الأخيرة.

قطر تتجاهل تركيا فى انتظار الموقف الأمريكى
قطر تتجاهل تركيا فى انتظار الموقف الأمريكى

 

ولعل المبادرة القطرية، بالقيام بدور الوساطة بين طهران وواشنطن، تعد بمثابة "المحلل" لخطوة التقارب الأمريكي لإيران، حيث تعول عليها واشنطن بدرجة كبيرة، من أجل الحصول على المباركة الخليجية في المرحلة المقبلة، للخطوة، خاصة وان الولايات المتحدة ربما تدرك انها لا يمكنها عقد الاتفاق مع طهران، دون مباركة الجوار الإقليمى لطهران، وبالتالي فتحاول قطر تقديم فروض الولاء والطاعة لواشنطن في المرحلة الحالية عبر القيام بهذا الدور، وهو الدور نفسه الذى سبق وأن قامت به عدة مرات، أبرزها في اتفاق أوباما مع طهران قبل ما يقرب من 6 سنوات.

انتهاكات مستمرة.. الإمارة تواصل تهديد الجوار

وهنا يثور التساؤل حول ما إذا كانت الخطوة القطرية، تمثل انتهاكا جديدا للالتزامات التي قطعتها الدوحة على نفسها، قبل أسابيع قليلة، خلال قمة "العلا" التي استضافتها السعودية، والتي قامت على أساسها، المصالحة الخليجية بعد سنوات من المقاطعة، والتي قامت في الأساس على الالتزام بعدم تهديد أمن دول الجوار، خاصة مع تمادى الميليشيات الموالية لطهران، في اليمن، في انتهاكاتها ضد السعودية، عبر إطلاق الطائرات المسيرة التي تستهدف المدنيين.

قطر تستضيف قادة طالبان
قطر تستضيف قادة طالبان

 

الموقف القطرى الداعم لطهران، ربما ليس جديدا على الدوحة، والتي لعبت دور "عراب" الإرهاب في العديد من دول العالم، بدءً من ليبيا، مرورا باليمن ولبنان، وحتى أفغانستان، حيث قادت العديد من المبادرات التي من شأنها حصول الجماعات الإرهابية على "اعتراف" دولى، عبر إشراكهم على "موائد" التفاوض مع الحكومات والقوى الكبرى، على غرار استضافتها للعديد من المؤتمرات التي جمعت بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، والتي تصنفها العديد من دول العالم، باعتبارها جماعة إرهابية.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأمم المتحدة: قرار إسرائيل بناء مستوطنة جديدة بالقدس الشرقية خطوة غير قانونية

يانيك فيريرا للاعبي الزمالك: لا أحد يضمن مركزه في التشكيل الأساسي

عاملناهم بسذاجة.. رئيس تحرير نيوزويك: حان الوقت لحظر الإخوان فى أمريكا

تيك توكر جديدة فى قبضة الأمن لنشرها فيديوهات منافية للآداب العامة

إصابات فى إطلاق نار بالقرب من مسجد بمدينة أوريبرو السويدية


أسباب تأخر ظهور أنسو فاتي وبوجبا مع موناكو

يورتشيتش يقود بيراميدز من المدرجات أمام المصري بعد طرده في مباراة الإسماعيلي

منتخب الناشئين يخوض وديتين أمام السعودية استعدادا لكأس الخليج

سقوط مسيرة إسرائيلية على سطح مستشفى في بنت جبيل جنوب لبنان

محمد صلاح بعلم مصر في فيديو الإعلان عن عودة الدوري الإنجليزي


عبد الله مجدي يجري أشعة اليوم لمعرفة حجم الإصابة ومدة غيابه عن سيراميكا

مطاردة "رانج روفر" طائشة على كوبرى أكتوبر.. لحظات إثارة وبطولة رجال المرور

قرار جديد من النيابة بشأن المتهم بإصابة 4أشخاص وإتلاف 3سيارات بكوبرى أكتوبر

صحة الكويت: 160 حالة إصابة بتسمم كحولى وارتفاع الوفيات إلى 23 حالة

البريد أبرزها.. 3 طرق لتلقى طلبات حجز وحدات بديلة لمستأجرى الإيجار القديم

أخيرا.. موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة وانخفاض الدرجات

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

15 يوما على الاستفادة بتقسيط مخالفات المرور بدون فوائد حتى نهاية أغسطس

24 عاما على أصحاب ولا بيزنس.. إضافة الانتفاضة الفلسطينية بعد التأثر بالحلم العربى

تعرف على قائمة أغنيات فيلم الرومانسية Materialists

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى