سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 21 فبراير 1946.. الملك فاروق يكشف لسكرتيره كيف تزوجت أمه «نازلى» عرفيا من رئيس ديوانه أحمد حسنين باشا

لم يذرف الملك فاروق دمعة واحدة على رئيس ديوانه أحمد حسنين باشا، الذى لقى مصرعه يوم 19 فبراير عام 1946.. كان همه منصرفا إلى الاستيلاء على كل أوراق «حسنين» ومنها عقد زواجه العرفى مع الملكة نازلى، أم فاروق وزوجة الملك فؤاد الثانية، حسبما يؤكد «كريم ثابت» مستشار الملك فى الجزء الأول من مذكراته «عشر سنوات مع فاروق».. «راجع، ذات يوم، 19 و20 فبراير 2020».
 
كان «ثابت» مرافقا للمك فى الساعات التالية لمصرع «حسنين»، ويكشف فى شهادة مثيرة كيف قضى فاروق هذه الساعات والأيام التى تلتها، مؤكدا أن الملك بدا من بعض الدلائل مرتاحا لرحيل رئيس ديوانه.. يذكر أنه بعد أن أنعم على الفقيد بالنيشان وبعد أن اطلع على بعض الأوراق المرفوعة إليه من الديوان الملكى غادر القصر بسيارته الخاصة ورافقه هو، ولما رأه متجها إلى كوبرى قصر النيل تبادر إلى ذهنه أنه عائد إلى دار الفقيد فى الدقى ليكرر العزاء لأهله ومواساته لهم فى مصابهم، فإذا به يسلك الطريق إلى الهرم ويطلق للسيارة العنان.
 
يعترف «ثابت» أنه كان يظن أنه عرف «فاروق»، وأحاط بأطواره وأحواله، لكن ما حدث منه بعد توغلهم فى طريق الهرم أكد له أنه لا يزال بعيدا عن معرفته وفهمه، بل إنه قد لا يفهمه أبدا، فلماذا تسلل إليه هذا الاعتقاد؟
يذكر «ثابت» أن السيارة ما كادت تقترب من «أوبرج الأهرام» حتى خفف الملك من سرعتها فجأة، ثم أوقفها، ودخلا المكان، ولأن خبر مصرع «حسنين» كان أشيع فى العاصمة، لم يصدق الذين يجلسون فى «الأوبرج» أعينهم وهم يرون الملك فى هذه اللحظات فى مكان عام تعزف فيه الموسيقى ويدور الرقص، بينما رائده ورئيس ديوانه مسجى على فراش الموت.. يتذكر «ثابت»: «على أنغام الموسيقى جلس فاروق يحدثنى عن مأساة أخرى من مآسى القصر، واستهل حديثه بقوله: «لا بد أن هناك مأتما آخر الليلة فى الدقى».. يعلق «ثابت»: «كانت الملكة نازلى منذ خلافها معه «فاروق» تقيم فى الدار التى كانت لوالدها فى حى الدقى».
 
لم يعقب «ثابت» على عبارة الملك، فأضاف: «إننى أتكلم عن الوالدة، ومن حسن الحظ أن كل شىء انتهى الآن».. يؤكد «ثابت» أنه لأول مرة لم يجد كلمة واحدة يقولها منذ بدء معرفته بالملك، وتركه يتكلم، فتكلم طويلا، ومما قاله إن أمه دخلت عليه يوما ومعها حسنين، وقالت له باسمة، إنهما يستأذناه فى عقد زواجهما، فطار عقلى وهجمت على حسنين وصفعته على وجهه بكل قوتى، ثم طردتهما من حجرتى وأنا ألعنها شر لعنة.. يضيف «ثابت» أن فاروق قال له: «فى مرة أخرى لم أستطع تحمل ما يجرى تحت سقف القصر الذى مات فيه والدى، فأصدرت أمرى إلى الخدم بأن يلقوا بفرش حجرة حسنين فى حديقة القصر».. أضاف فاروق: «بعد طلاق حسنين من زوجته الشرعية بعدما ذاقت المر من أمى، كان أول ما عملته اليوم بعد وفاته أن جمعت أوراقه الخصوصية بنفسى خوفا من أن يكون فيها شىء يتصل بهذه الفضيحة، فيقع فى يد غريبة».
 
يعلق «ثابت»: «قيل إنه «فاروق» عثر بين تلك الأوراق على عقد الزواج العرفى بين حسنين ونازلى، ولكنه لم يطلعنى عليه».. يضيف: «أردت أن أسأله: كيف احتفظت به «حسنين» فى قصرك، ولماذا أبقيت عليه، بل أردت أن أسأله أكثر من سؤال واحد، ثم إذا به يطرق من تلقاء نفسه موضوع السؤال الأول من غير أن أسأله إياه فيقول:»ولكنى كنت مضطرا إلى الاحتفاظ بحسنين.. كان يعرف طبيعتى وأخلاقى.. وكان يعرف سياستى وأسرارى.. وكان يعرف دخائلى وشؤونى الخاصة.. وكنت فى البداية محتاجا إليه فى عملى، ثم لم أعد فى حاجة إليه، ولكننى كنت اعتدت العمل معه، وكان يريحنى، فظل فى خدمتى بقوة الاستمرار ولا سيما أنه كان فى عمله مطيعا ومؤدبا».
 
يتذكر «ثابت» أنه بعد انصرافهما من «الأوبرج» وعند كوبرى الجلاء توجه إلى دار حسنين، ليراجع بنفسه نظام الجنازة التى حدثت فى اليوم التالى «20 فبراير، 1946»، وتابعتها الصحف يوم 21 فبراير، مثل هذا اليوم، 1964، ثم خرج من دار حسنين متوجها إلى القصر، وحسب قول ثابت: «نام فاروق فى تلك الليلة وهو يعتقد أن انتهاء علاقة أمه بحسنين تعوضه عما خسر بوفاة رائده ورئيس ديوانه، فإذا نازلى بعد وفاة حسنين تسافر إلى أوروبا، ومن أوروبا إلى أمريكا، وإذا فاروق يقول يوما لنجيب سالم «ناظر الخاصة الملكية» وحسن يوسف «رئيس الديوان الملكى بالنيابة» وكاتب هذه السطور «ثابت»: «لو رأيت أمى الآن لضربتها بالرصاص».   
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

خالد دومة: العهد 3 .. صوت هابيل

خالد دومة: العهد 3 .. صوت هابيل الإثنين، 07 يوليو 2025 03:34 ص

الأكثر قراءة

تطورات جديدة فى موقف لويس دياز من الانتقال إلى برشلونة

الريال يتفوق على سان جيرمان فى تاريخ المواجهات قبل قمة مونديال للأندية

أهداف مباراة الولايات المتحدة ضد المكسيك فى نهائى كأس الكونكاكاف الذهبية

الجزائرى ميلود حمدى يصل اليوم لبدء مهمته مع الإسماعيلى

جيش الاحتلال: رصدنا إطلاق صاروخين من اليمن ونجاح اعتراض أحدهما


منتخب المكسيك بقيادة أجيرى يتوج بالكأس الذهبية بثنائية ضد أمريكا.. فيديو

منظمات تدق ناقوس الخطر فى السودان.. انهيار مرافق الصحة وإغلاق نحو 70% منها.. أطباء بلا حدود: الوصول للرعاية الصحية يكاد يكون مستحيلا.. "أنقذوا الطفولة": الهجمات على المستشفيات تضاعفت 3 مرات بالنصف الأول من 2025

مفاجآت فى قائمة أبرز المرشحين للتتويج بلقب كأس العالم للأندية 2025

مايكل دوجلاس يتحدث عن مخاوفه حول الديمقراطية فى الولايات المتحدة

إعلام عبرى: طائرات سلاح الجو ألقت نحو 20 صاروخا ثقيلا على الحديدة


أحمد حمودة: حسام عبد المجيد لم يقدم شيئا للزمالك وتجديد عبد الله الصفقة الأفضل

سيف زاهر: الأهلى لديه عروض لـ3 لاعبين بمبالغ تتخطى المليار جنيه وإمام هيجدد

محطات مهمة فى مشوار غادة عبد الرازق الفنى

أيمن الشريعي: عبد الناصر محمد عليه فلوس "سُلف" لإنبي لابد من تسويتها

أيمن الشريعى: عبد الناصر محمد رغبته الاستمرار معنا.. وهنلعب بـ11 ناشئا

ضبط سائق نقل ترك الرمال تتناثر من سيارته على الطريق الدائري بالقاهرة.. فيديو

الاتحاد السكندرى يترقب رد الأهلى على طلب استعارة عبد الله ضمن صفقة مروان عطية

المداح.. تعرف على موعد تصوير الجزء السادس من مسلسل حمادة هلال

بدء عزاء المطرب الشعبى أحمد عامر بمسجد الحامدية الشاذلية.. صور

صحتك بالدنيا.. اعرف حقيقة أشهر 10 خرافات عن "السكر".. دراسة تؤكد: ممارسة الرياضة بعد التعافى من السرطان تمنع تكرار المرض.. تحذيرات بريطانية من متحور كورونا الجديد "ستراتوس".. وأعراض "الكوليسترول" لدى الأطفال

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى