اقرأ مع زكى نجيب محمود.. "قصة الفلسفة اليونانية" كيف بدأت الفلسفة؟

قصة الفلسفة اليونانية
قصة الفلسفة اليونانية
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نواصل إلقاء الضوء على كتب المفكر المصرى الكبير زكى نجيب محمود (1905 -1993) الذى يعد أحد أبرز المثقفين العرب فى القرن العشرين ونتوقف اليوم مع كتابه "قصة الفلسفة اليونانية" الذى صدر عام 1935.

ويقول زكى نجيب محمود فى مقدمة الكتاب:

لم يكد يظهر الإنسان على وجه الأرض، حتى دأب يسعى ويلح فى السعى كلما ألحت عليه غريزة حب البقاء، ولم تكن الحياة حين ألقت به سخية كريمة، فلم تبسط يدها فى العطاء بحيث تمنحه من قوى الفكر ما يحصل به ضرورات العيش ويرد به عادية الطبيعة فى سهولة ويسر، بل كانت مقترة مسرفة فى التقتير، اكتفت من ذلك بالحد الأدنى الذى يحتمه مجرد البقاء، فجاء الإنسان وكل بضاعته من التفكير شعاع خافت ضئيل، يعينه على جمع القوت، وتحصيل الضرورى من أسباب الحياة.

زكى نجيب محمود
زكى نجيب محمود
 
ولكن الزمان الذى يغير كل شيء، قد أخذ بيد الإنسان فأخرجه قليلًا قليلًا من تلك الحياة التى كانت تقنع بدفع الخطر، وما زال به حتى شحذ مواهبه، ووسع من نطاق إدراكه، فمرن على القيام بأعباء الحياة، ولم يعد يصدر فى ذلك عن شعور ووعى يستنفدان كل ما يملك من قوة ومجهود، ثم لا يبقى له من دهره شيء، بل أصبح كثيرٌ من شئون العيش عادة آلية يديرها اللاشعور، وبذلك استطاع أن يظفر بشيء من الفراغ الفينة بعد الفينة، ينعم به بعد جهد العيش الجهيد، فأخذ يحلم بهذا الكون الذى يحيط به، والذى يبعث فى النفس اللذة والخوف فى آن واحد، ولكن ماذا عساه أن يقول عن ظواهر الكون لكى يُرضى خياله الساذج الغرير سوى أساطير ينسجها له الخيال فيرويها، لتكون له عقيدة وأدبًا وعلمًا وما شئت من فنون الإنتاج، وهكذا كانت "الميثولوجيا" أول الأمر، ثم يمضى الزمن ويمعن فى مُضِيِّه، فيدفع معه فى تياره الجارف هذا الإنسان، فإذا الخيال تضيق دائرته وتضيق، وإذا العقل يتسع ويتسع، ثم إذا بالإنسان قد هانت عليه أعباء الحياة، وخف عنه العذاب الذى كانت تسلطه عليه الضرورات ليدأب فى جمع القوت ودرء الخطر، واستقبل عهدًا جديدًا رأى فيه اللذة والفراغ بجانب عناء العمل، وانتقل من حياة تملؤها الضرورات القاسية، إلى حياة يمازجها شيء من ترف الفكر وإبداع الفن، وإذ ذاك تغير موقفه، فلم يعد عبدًا يذله قانون الحياة وكفى، عليه أن يستمع لأمره فيطيع، بل أخذ يساهم فى تعديل قانون الحياة، وأخذ يفكر فى خلق السموات والأرض، ويُسائل نفسه: لماذا كان هذا هكذا ولم يكن غيره؟ وكيف نشأ ذلك كذلك؟ فبدأت بذلك الفلسفة.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواقف بطولية لسفراء الكرة المصرية فى أوروبا.. مصطفى محمد وعبد المنعم يرفضان دعم المثلية فى فرنسا.. صلاح يتبرع لدعم غزة.. النني وسام مرسي يتحديان حملات الترهيب.. وكوكا يكشف زيف الإعلام الغربي دعماً لفلسطين

الزمالك ينتظم فى معسكر الإسماعيلية استعداداً لمواجهة بتروجت ونهائي الكأس

الأهلي يقرر استمرار النحاس مديرا فنيا أمام فاركو رغم الاتفاق مع ريفيرو

المتحدة للرياضة تنظم وتذيع مباراة الأهلي وباتشوكا حصريًا على أون سبورت

رابطة الأندية تُحصن قراراتها فى أزمة القمة تحسبا للجوء للمحكمة الرياضية


حفيد عبد الحليم حافظ: العندليب لو اتجوز هينكر الجواز ليه؟! .. شيء مش عقلانى

إخماد حريق اشتعل داخل مطعم فى النزهة

ضبط قضية غسل أموال بقيمة 21 مليون جنيه

انقطاع الكهرباء فى ولايتى البحر الأحمر ونهر النيل بالسودان

السيطرة على حريق اشتعل بمحل زيوت سيارات في روض الفرج


"صفقة" ريفيرو المُرتقبة تمنع عودة أليو ديانج للأهلي فى الصيف

معلومات الوزراء: مصر أكبر منتج للتمور على مستوى العالم بإنتاج 1.87 مليون طن

مواعيد مباريات اليوم.. أرسنال مع نيوكاسل يونايتد وروما أمام ميلان

نهائي دوري أبطال أفريقيا 2025.. موعد مباراة بيراميدز وصن داونز المرتقبة

قبل الحكم عليه.. التفاصيل الكاملة لأزمة صالح جمعة مع طليقته فى ساحات القضاء

الطقس اليوم.. استمرار الموجة شديدة الحرارة جنوبا وانخفاض تدريجى بهذه المناطق

سعد الصغير يعود لساحات القضاء من جديد.. اعرف التفاصيل

موعد مباراة الأهلي القادمة أمام فاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

نور الشربينى تتوج ببطولة العالم للاسكواش للمرة الثامنة فى تاريخها

الحضرى والصقر ونجوم الرياضة والإعلام في حفل زفاف كريمة أحمد سليمان.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى