اقرأ مع زكى نجيب محمود.. "قصة نفس" ما يقوله الفيلسوف عن باطن الإنسان

قصة نفس
قصة نفس
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نواصل إلقاء الضوء على كتب المفكر المصرى الكبير زكى نجيب محمود "1905-1993" أحد أبرز المفكرين العرب فى القرن العشرين، ونتوقف مع كتابه "قصة نفس".
 

يقول زكى نجيب محمود في مقدمة الكتاب: 

صدرت "قصة نفس" فى طبعتها الأولى سنة 1965، وكان الكاتب قد بناها على مبدأ فنى ارتآه لنفسه إذ ذاك، وهو أن يروى قصة تلك النفس من الباطن لا من الظاهر، بمعنى أن يكون محور الاهتمام بالخلجات الداخلية قبل أن يكون بالأحداث الخارجية، فتلك الأحداث الخارجية على مرأًى من الناس ومسمع، وأمَّا التأثُّرات الداخلية التى استثارتها تلك الأحداث فى دخيلة النفس، فتحتاج إلى بصيرةٍ نافذةٍ إلى العمق.

لكن لمَّا كان جزءٌ كبير من خلجات النفس فى استجابتها للظروف والعوامل المحيطة بها، هو مما يودُّ صاحب تلك النفس أن يُخفيه عن الناس؛ فقد اضطر الكاتب إلى اللجوء إلى الرمز؛ فلا الأشخاص يَذْكرهم على حقائقهم وأسمائهم، ولا الأحداث نفسها يصوِّرها دائمًا كما وقعت بالفعل.
 
غير أنَّه - أعنى الكاتب - كان كلما أحس أنَّ الرمز قد تكثَّف حتى كاد يفقد شفافيته ودلالته، تعمَّد أن يُلقى فى سياق الحديث اسمًا ما أو حادثةً معيَّنة بحقيقتها التاريخية الصحيحة، بُغيةَ أن يشدَّ القارئ من عالم الوهم إلى دنيا الواقع.
 
قصه نفس
 
وبعد أن صدرت "قصة نفس" وأصبحت فى أيدى القراء، وتحوَّل كاتبها نفسه إلى قارئ لها، بل إلى قارئ ناقد، لقيتْ إعجابًا من جمهور القراء؛ ربما لما كان فيها من تفرُّد فى البناء والصياغة؛ إلا كاتبها، فقد لمح فيها أوجُه نقصٍ، حين طالَعها بعين الناقد؛ إذ خُيِّلَ إليه أن الوحدة الفنية فيها لا تخلو من تفكُّك، كما خُيِّلَ إليه كذلك أن انتقالها من خفاء الرموز إلى صراحة العلانية، كثيرًا ما جاء انتقالًا مفاجئًا يُحدِث ما يُشبِه الصدمة عند القارئ، ذلك فضلًا عن استرسال القصة فى ذكر جوانب من تلك النفس لم يكن ينبغى لها أن تجاوز محابسها لتصبح طليقةً فى الهواء أمام الأبصار.
 
من أجل هذا، تردَّد الكاتب فى أن يُعيد طبع الكتاب، برغم إلحاح الأصدقاء؛ حتى إذا ما أوشكت عشرون عامًا أن تنقضى على نشر الطبعة الأولى، وهى فترة لم يكن الكاتب عندما روى قصة تلك النفس أول مرة، يتصور أنها بقيت أمامها لتحياها ولتمتلئ خلالها بخبرات جديدة وخلجات وارتعاشات.
 
وطُلب من الكاتب أن يقدِّم كتابه للنشر فى طبعةٍ ثانية، صادف الطلب - هذه المرة - هوًى عنده، إلا أنه همَّ بما يوشك أن يكون تأليفًا جديدًا؛ فقد حُذفت من الطبعة الأولى فصول، وأُضيفت إليها فصول، وأُدخلت على ما بقى من فصولها تعديلاتٌ كثيرة؛ أملًا فى أن تجيء صورتها الجديدة خلوًا مما بدا لكاتبها أنه عيوب شاهت بها صورتها الأولى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إصدار عملة تذكارية ذهبية وفضية بمناسبة 150 عاما على إنشاء هيئة قضايا الدولة

أزمة هجومية تضرب سيراميكا قبل مواجهة الأهلى فى كأس عاصمة مصر

قرار حكومى بالعفو عن باقى مدة العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة

تأييد حبس الفنان محمد رمضان عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص

مجلس الوزراء يهنىء الرئيس بمنحه أرفع وسام من الفاو


انتهاء نظر استئناف محمد رمضان على حبسه عامين وتغيبه عن الحضور

أبرد مناطق الجمهورية.. سانت كاترين تسجل درجات حرارة غير مسبوقة

بعد مصرع نيفين مندور.. حوادث مأساوية أنهت حياة فنانين بعيدا عن الكاميرا

شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت

صور أثار حريق شقة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية


ليفربول يبلغ وكيل محمد صلاح موقفه من رحيل الملك المصرى

الزمالك يكشف تطورات شكوى زيزو فى اتحاد الكرة

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار خلال الساعات المقبلة

نيفين مندور.. عاشت حياة مليئة بالأزمات ورحلت فى نهاية مأساوية

الأهلي مهتم بضم محمد توريه لتدعيم هجومه في يناير

مواعيد مباريات اليوم.. باريس سان جيرمان مع فلامنجو ومان سيتي ضد برينتفورد

جار نيفين مندور يكشف تفاصيل مصرعها فى حريق منزلها بالإسكندرية

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى