جيل يكره الورق

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

لا أحد يستطيع أن يعطل مسيرة التطور والتقدم في مجالات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، واقتصاد المعرفة، والثورة الكبيرة التى يشهدها العالم، بداية من أجهزة الموبايل الموجودة في أيدينا والساعات الذكية التى لم تعد علاقتنا بها مجرد معرفة الوقت، وامتدت إلى معدلات الحركة وخطوات المشى، وضربات القلب، ونسبة الأكسجين، وعدد ساعات النوم وغيرها، ثم الصناعات العملاقة التى يتحكم فيها "الروبوت"، والتجارة الممتدة في كل دول العالم عبر التطبيقات الذكية، دون أن تمتلك متاجر أو محال أو مقرات، وشركات النقل الذكية التي ليس لديها سيارة واحدة، ورأس مالها مجرد "ابليكشن"، ومع ذلك باتت أرباحها أضعاف من ينتجون السيارات، بما يؤكد أن التطور المذهل في هذه المجالات لن يتوقف لسببين أساسيين الأول، سهولة التعامل مع التكنولوجيا، والثانى قدرتها غير المحدودة على الابتكار ومخاطبة احتياجات البشر بصورة مباشرة.

التطور العلمى سيتجاوز الروتين والقيود البيروقراطية، ويكتسح تقاليد الموظفين والروتين الذى ورثه المجتمع أبا عن جد، والأوراق الكثيرة والعديدة التي يتم اعتمادها دون أن نعرف أهميتها أو جدواها، فهذا الجيل الذى نشأ وتطور مع الألفية الثالثة لا يجيد التعامل مع الإجراءات الإدارية ولا يعرف ثقافة الطابور، و"فوت علينا بكرة"، بل اعتاد أن ينهى كل شيء من جهاز الموبايل، ويعيش على التطبيقات بداية من الألعاب حتى سداد ديون البنوك وفواتير الكهرباء والمياه والغاز.

كل الروتين الذى ورثناه كرهاً على مدار سنوات طويلة يجب أن يتوقف فالأجيال التي تربت على الهواتف الذكية، والأجهزة المتطورة لن تتعامل مطلقاً مع موظف "الشباك"، ولن تعرف فكرة الدمغة وطوابع البريد، ومدام سعدية، والحاج مصطفى، والزحام والتكدس والمشاهد التي اعتدنا عليها في سنوات سابقة، لذلك علينا أن ندرس احتياجات هذا الجيل الجديد ونطور معه الأجيال القديمة، التي سرعان ما تستجيب للتحول التكنولوجي، الذى دائما ما يقدم مستوى خدمة أفضل للمواطن.

بالفعل التكنولوجيا لها مساوئ عديدة، فقد قللت مساحات التواصل الاجتماعى بين الناس، وجعلت المجتمع أكثر أنانية، وأقل عاطفة، وأكثر سعياً نحو الذاتية والتطلع والطموح الزائد، إلا أن فوائدها لا تُنكر فى توفير الوقت والجهد والمال، وتنظيم العمل، وزيادة مستويات الرفاهية وجودة الحياة.

على الحكومة أن تنطلق من فكرة أن التحول نحو التكنولوجيا قادم لا محالة، فلن يمنعه الروتين، ولن تعيقه المحاولات البائسة من جاب التقليديين، وأتصور أن العاصمة الإدارية الجديدة وكل ما بها من بنية فنية وتكنولوجية ستكون أساس لمستقبل التطور التكنولوجى فى مصر، على مستوى تقديم الخدمات أو التعامل مع الجمهور، لذلك يجب أن يكون انتقال الوزارات والهيئات إلى هذه العاصمة ليس مجرد مكاتب أو موظفين، بل يجب أن يكون للعقول اللامعة والعناصر القادرة على التطوير، وإبقاء كل ما هو تقليدى أو روتيني في مواقعه القديمة، فالإدارة في مصر "عدوى" وتنتقل بالإيحاء أحياناً، والموظف الفاشل يمكنه أن يصيب حوله عشرات  المجتهدين، لذلك علينا أن ندرك هذه الفكرة مبكراً حتى نخدم أجيال المستقبل التي تكره الورق.

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة منتخب الشباب والمغرب في نصف نهائي أمم أفريقيا تحت 20 سنة

حسام البدرى يشكر الرئيس السيسي بعد تدخله لعودته من ليبيا

مصرع 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين فى حريق هائل بمخزن خردة بالدقهلية

جدل هدية قطر لترامب مستمر.. الطائرة قيمتها 100 ضعف هدايا رئاسة أمريكا منذ 2001

مصر تتعرض لزلزال بقوة 6.3 ريختر.. البحوث الفلكية: مركزه جزيرة كريت النشطة زلزاليا بالبحر المتوسط.. عمقه ساهم فى شعور سكان الدلتا به.. والزلازل العميقة أقل ضررًا على سطح الأرض.. وتوابعه ضعيفة وغير مؤثرة


لاستيعاب الكثافة المرورية.. مجلس الوزراء يوافق على طلب لمحافظة الجيزة

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

أبو الغيط يعرب عن قلقه إزاء الاشتباكات المسلحة فى طرابلس

اليونان تصدر تحذيرا من احتمال حدوث تسونامى عقب الزلزال

دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة


مواعيد مباريات الأهلي القادمة في مرحلة حسم الدوري

قائمة الأفضل في الدوري المصري.. إمام عاشور يتصدر وزيزو الغائب الحاضر

مواعيد امتحانات الفصل الدراسى الثانى 2025 لطلاب الجيزة

قصر ترامب الطائر.. "NBC": أعمال تحويل طائرة قطر لرئاسية تكلف أمريكا مليار دولار

تامر حسنى يتضرر من الممثلة القانونية لشركة دعاية لإقامتها دعوى ضده

مصر تدعو المواطنين المتواجدين فى ليبيا بتوخى أقصى درجات الحيطة

انطلاق أعمال القمة الخليجية الأمريكية الخامسة بمشاركة ترامب وقادة دول الخليج

البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بزلزال البحر المتوسط

مواعيد مباريات اليوم.. الريال ضد مايوركا وميلان أمام بولونيا بنهائي كأس إيطاليا

اشتباكات مسلحة وفوضى أمنية فى ليبيا.. فرار أخطر السجناء من سجون طرابلس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى