أبو البنات حريف اختراعات.. "عم سلامة" يبتكر ماكينة لصناعة "الجريد" وبناته الخمس يعاونوه فى مهنته الشاقة.. ويؤكدن: نتشرف بمهنة والدنا ومساعدته لم تمنعنا من الدراسة.. والأب يتمنى استكمال دراستهم وسترهن

عم سلامة
عم سلامة
الشرقية- فتحية الديب

صناعة الأقفاص من جريد النخل، تعد من الحرف الصعبة والخشنة التى لا يقدر عليها سوى من لديهم القوة لكونها تتطلب مجهودا ومشقة، وكادت تنقرض بسبب متاعبها الصحية وقلة العائد المادى الذى تدره وهجرة معظم العاملين بها إلى مهن وحرف يدوية أخرى، ومنافسة البلاستيك لها، إلا أن العم "سلامة عبد الرحيم" ابن محافظة الشرقية، تحدى انقراض المهنة بعيون بناته بعد ضعف نظره وماكينة صنعها تساعده فى تصنيع الأقفاص من الجريد بسهولة، "اليوم السابع" التقى بها داخل ورشته من الخيش والجريد بعزبة عبس التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية.

الجريد قبل التقطيع
الجريد قبل التقطيع

يقول العم "سلامة عبد الرحيم إبراهيم" 48 عاما أحد صناع الأقفاص بمحافظة الشرقية، إنه يعمل بالمهنة منذ أكثر من 30 عاما تعلمها فى صباه من أحد الصنايعية، ثم استقل بمفرده وأصبح لديه ورشته الخاصة، بجوار مسكنه يصنع فيها أقفاص الجريد بأنواعها، ومع مرور الوقت نجح فى ابتكار ماكينة تسهل عمله، حيث كان يجد صعوبة فى عملية تركيب أعواد الجريد، فصنع ماكينة تسهل له الخطوات، حيث كان تصنيع قفص الفاكهة يستغرق معه ساعتين يدويا، أصبح يستغرق 10 دقائق، وتطلب الأمر إلى البحث عن أيدى عاملة لمساعدته، فرفض الذكور من الشباب بقريته العمل معه فى تصنيع الجريد لكونها مهنة شاقة وبدائية، فعلم بناته الخمسة ونجليه وأصبحوا جميعا عيونه التى يرى بها بعد أن ضعف نظره من المهنة فى صباه، متابعا كلما أطلب من أى شاب يعمل معى يقول لى: "أشتغل فى الجريد عيب عليك".

العم سلامة داخل ورشته
العم سلامة داخل ورشته

سرد العم "سلامة" الموقف الذى دفعه لتعليم بناته المهنة قائلا: بعد ما ربنا ألهمنى بتصنيع أول ماكينة تساعد فى عملية تصنيع الأقفاص بأنواعها من الجريد، منذ 10 سنوات بتكلفة 10 آلاف جنيه، اقترضتهم من أحد البنوك، ووضعت الرسومات واستعنت بحداد وخرائط فى عملية التصنيع، أصبحت أصنع الأقفاص والكراسى من الجريد بسهولة، وزاد الطلب على المنتج، وبحثت فى العزبة عن صبيان للعمل معى، لكنهم رفضوا جميعا، فقررت الإستعانة ببناتى فى البداية، حيث رزقنى الله بسبعة أبناء خمسة بنات وولدين، وهم أكبرهم "زينب" 24 سنة ماجستير لغة عربية "ودنيا" 21 سنة الفرقة الثانية كلية حقوق جامعة الزقازيق، وأميرة 20 سنة الفرقة الثانية بكلية الشريعة "وأحلام" 19 سنة بالفرقة الأولى كلية لغة عربية "طه" أولى ثانوى، و "أمل" بالصف السادس الابتدائى و"يوسف" بالصف الثالث الإبتدائي، وعلمت البنات أولا، وأصبح جميعهم يعمل معى فى ورشتى، واكتفيت بهم، و"زينب" تزوجت منذ عام، وتواصل دراستها فى مرحلة الدكتوراه.

العم سلامة عبدالرحيم
العم سلامة عبدالرحيم

"أكسب قليل أبيع كثير" شعار العم سلامة فى الربح، حيث يشترى الجريدة الواحدة بـ80 قرشا أو جنيه حسب سعر السوق، ويقوم بمساعدة بناته بالعمل فى مراحل مختلفة من التصنيع، بتصنيع أكثر من شكل من الجريد، من أقفاص الخضروات والفاكهة وأقفاص الدواجن وغيات الحمام، وأقفاص أفران العيش، والكراسى الخاصة بالمقاهى، وغيرها من الأشكال، حيث يقوم بدوره بتقطيع الجريد وتنظيفه من السعف، وبعدها تتولى البنات عملية التخريم والتركيب بسهولة من خلال مراحل تسهلها الماكينة التى صنعها العم "سلامة" ويطمح فى توفير الدعم المادى له لعمل 3 ماكينات أخرى تكون بمثابة خط إنتاج لتصنيع المنتجات من الجريد لأن السوق يتقبل هذا المنتج وسوف يساعد فى توفير الأيدى العاملة لكن ينقصه الدعم المادي.

الدراجة البخارية التى يوزع عليها العم سلامة المنتج
الدراجة البخارية التى يوزع عليها العم سلامة المنتج

يبدأ العم "سلامة" يومه مع ضوء الفجر، فى عملية تقطيع الجريد وتنضيفه، لحين استيقاظ بناته من النوم فى الثامنة صباحا لمساعدته حتى نهاية اليوم فى إتمام الطلبيات المكلف بها، وبعدها يتوجه بدراجته البخارية التى تتحدى مع الزمن من شكلها القديم، فى توزيع المنتج على الزبائن ويحصل على الربح المادى البسيط الذى ينفق منه على تعليم أولاده فى الجامعات.

كراسى صنعها العم سلامة وبناته
كراسى صنعها العم سلامة وبناته

"مبسوطين بمهنة أبونا ودى شرف" أعربت بنات العم "سلامة" عن سعادتهم بالعمل بجوار ولادهم فى مهنته ومساعدتهم له مؤكدين أنهن يحرصن على تنظيم أوقاتهن فى العمل ومذاكرة دروسهن، وأن مهنة والدهم شرف ما بعده شرف لكونه يسعى على تربيتهم وتعليمهم بالعمل الحلال.

"أمنيتى فى الحياة يكملوا دراستهم ويستروا فى بيوت ولاد الحلال" بفطرته البسيطة انحصرت أمنيات العم "سلامة" فى تعليم ابناءه وسترتهم فى بيوت الأزواج، وبعدها سوف يتبرع بالماكينة لوجه الله.

 
ورشة العم سلامة من الخارج
ورشة العم سلامة من الخارج
 
أحلام الفرقة الأولى كلية لغة عربية
أحلام الفرقة الأولى كلية لغة عربية

 

العم سلامة وبناته
العم سلامة وبناته

 

العم سلامة ويوسف اصغر ابنائه مع بناته
العم سلامة ويوسف اصغر ابنائه مع بناته

 

امل الابنة الصغرى
امل الابنة الصغرى

 

أميرة الفرقة الثانية كلية شريعة
أميرة الفرقة الثانية كلية شريعة

 

بنات العم سلامة
بنات العم سلامة

 

دنيا الفرقة الثانية كلية حقوق الزقازيق
دنيا الفرقة الثانية كلية حقوق الزقازيق

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المتحدة تعلن الشراكة مع تيك توك لنقل الافتتاح التاريخى للمتحف المصرى الكبير

مصطفى العش يدخل حسابات ريبيرو للمشاركة أساسيا أمام المحلة

معاناة أولياء الأمور.. المدارس تجبر الأسر على اختيار البكالوريا لأبنائهم على حساب الثانوية العامة.. وتؤكد: توجيهات من الوزارة بتسجيل الطلاب على النظام الجديد.. والوزارة: البكالوريا اختيارية ومجانية بنص القانون

محمود سعد: وضع أنغام الصحى صعب وفقدت الكثير من وزنها (فيديو)

السكة الحديد تطلق غدا خدمة جديدة للركاب لتوفير راحتهم.. صور


ريتشارليسون يتوج بجائزة أفضل لاعب فى الجولة الأولى من البريميرليج

مياه الجيزة: جار إصلاح كسر خط طرد محطة صرف الطالبية وإنهاؤه خلال 6 ساعات

"اليوم السابع" مرحلة جديدة من التألق المهني والشباب الدائم.. أرقام غير مسبوقة تتجاوز 1.4 مليار مشاهدة خلال عام.. منصات سوشيال ميديا تتخطى 12.7 مليار في 6 أشهر وأرشيف إلكتروني يتصدر محركات البحث بـ 7 ملايين خبر

متحدث جيش الاحتلال: بدأنا المرحلة الثانية من عملية "مركبات جدعون"

تنسيق الشهادات المعادلة 2025.. خطوات تسجيل الطالب بياناته ورغباته


حكاية دين بقيمة 100 ألف جنيه رفض صديق الفنان عمر طلعت زكريا سدادها

"الصفدى" يؤكد دعم الأردن لمصر وقطر وأمريكا لوقف فورى ودائم لإطلاق النار فى غزة

مصدر مقرب من أنغام يكشف آخر مستجدات حالتها الصحية

اللى منى مزعلنى.. المتهمون بسرقة شقة المطرب أحمد شيبة أقاربه

الأهلى يكتسح القادسية 5-1 ويتأهل للقاء النصر فى نهائى السوبر السعودى

قبلة محمد صلاح وأليسيا ليست الأولى بين نجم ونجمة الدورى الإنجليزى.. فيديو

الرئيس الفرنسى يعرب عن تقديره الكبير لمساعى مصر الرامية إلى وقف الحرب بغزة

أدان هجوم نتنياهو الأخرق ضد ألبانيز.. مجلس يهود أستراليا يدعو لإنهاء التصعيد

301 مليون شكراً لقراء "اليوم السابع".. ثقة غالية ووعد بصحافة متجددة

حقيقة تفاوض الأهلي مع محمد عبد المنعم لضمه في يناير

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى