الفارق بين السقا وعامل كشك الكوبانية فى كتاب "تراث مصرى"

مهنة السقا
مهنة السقا
كتب أحمد إبراهيم الشريف
بعدما جاءت شركات المياه فى عهد الخديو إسماعيل، وتراجعت مهنة السقا، وراح المصريون يرصدون الفارق بين السقا وبين عامل الكوبانية، كما كان يطلق عليها، وهو الفارق الذى رصده كتاب "تراث مصرى " لـ أيمن عثمان، بتناوله مهنة السقا.
 

يقول الكتاب:

روى عن عامل الحنفية الجالس فى كشك المياه، والمسيطر على عملية البيع أنه ينطبق عليه مثل ذلك التركى "الأنزوح" الذى وضع أمامه عددًا من "القلل" المملوءة بالماء، وكلما أقبل عليه شارب أمره بأن يشرب من "قلة" معينة لكى يشعر نفسه والآخرون بأنه سيد مطاع، فاختلفت أخلاقيات المهنة والطائفة.

السقا الذى كان ينتمى إلى الطائفة يقدم فى خدمته السيدة الحامل والمسنة عن غيرهما، وعامل الكشك يقدم سيدة على سيدة أخرى وسقاء شخص قبل شخص آخر على حسب المزاج.
 
السقا كان يراعى حرمة النساء ودائم النظر فى الأرض إذا تعامل معهن، وعامل الكشك الذى ينتمى إلى الكوبانية كان قاضى غرام لكثرة حكيه مع النسوة، السقا كان يقدر ظروف زبائنه الاقتصادية، وعامل الكشك كان يساعد الشركة فى استنزاف الأهالى لهذا كانت أجرته اليومية من الكوبانية 16 قرشًا وهو مبلغ كبير فى تلك الفترة.
 
فى مطلع أربعينيات القرن الماضى فكرت وزارة الصحة أن تضع يدها على هذه الحنفيات العمومية لتقديم المياه مجانًا للفقراء بعد أن استنزفتهم الشركة بأسعارها، ولكن الشركة الأجنبية رفضت، واحتمت بالامتيازات الأجنبية، فاشترت الوزارة من الشركة 140 حنفية عمومية من أصل 300 حنفية مملوكة للشركة وموزعة فى جميع أنحاء القاهرة، تركت الوزارة 21 منها يستغلها السقاؤون ليتعيشوا منها، ووهبت البقية للأهالى مجانًا، وعندما ضرب وباء الكوليرا ضربته الشديدة فى أرجاء القاهرة عام 1947 قررت الوزارة شراء باقى الحنفيات من الشركة الأجنبية، واستردت الحنفيات التى يستفيد منها السقاؤون لتعميم المياه النقية فى جميع الأحياء إنقاذًا لسكانها من الوباء الأصفر، فحاول السقاؤون أن يحتجوا ويتظاهروا ويعتصموا بشكل فئوي، ولكن الوزارة لم تسمع لهم، وأخضعت كل الحنفيات العمومية للكشف الصحى الدوري.
 
واختفى السقا نهائيًا من الشارع المصري، وماتت مهنته، وحفظها التراث بحكاياته وصوره.
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اليوم.. نظر دعوى طليق الفنانة جورى بكر لرؤية طفله منها

ترتيب مجموعة البطولة قبل مباريات الجولة الأخيرة فى دوري نايل

3 مناطق أمريكية فى مرمى الطوفان.. خبراء يحذرون من الـ ميجا تسونامى

قرارات النيابة فى واقعة سرقة فيلا نوال الدجوى.. تعرف عليها

حالة الطقس المتوقعة اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025 فى مصر


الحوثيون: قررنا فرض حظر بحري على ميناء حيفا الإسرائيلي

فحص الخلافات العائلية ورفع البصمات.. مواصلة التحريات لكشف ملابسات سرقة نوال الدجوى

الأرصاد تحذر: شبورة ورياح مثيرة للرمال والأتربة على هذه المناطق غدًا

فرص عمل للصيادلة بمرتبات تصل لـ9400 جنيه.. تفاصيل

لأول مرة.. هنا جودة تصعد لدور الـ32 ببطولة العالم لكبار تنس الطاولة


جيش الاحتلال يعلن إدخال 5 شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة

رسميًا.. المجلس الأعلى للإعلام يتلقى شكوى الزمالك ضد إعلان "اتصالات"

الموساد يكشف عن 2500 وثيقة وصورة وممتلكات للجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين

ورود وأناشيد وفرحة.. استقبال مهيب لحجاج القرعة في المدينة المنورة.. صور

غدا.. رئيس الوزراء يفتتح مصنع شركة "إس أى وايرنج سيستمز إيجيبت "

مقترح الرابطة يمنح قبلة الحياة لـ3 أجانب فى الأهلي قبل مونديال الأندية

بعد أن فقد وعيه.. طائرة تقل 200 راكب تسافر من ألمانيا لإسبانيا بدون طيار

تعيين رئيسة النقل بـ"إيجماك" يثير غضب المستثمرين لمخالفته قانون الكهرباء بالفصل عن القابضة.. اختيار عضو "جهاز المرفق" ورئيس التفتيش التجارى بمجالس الإدارات يشكك في قانونيتها.. والوزير يوجه بمراجعة القرارات

مصطفى القصبي يكتب: مصطفى شعبان قصة حافلة من مدرسة الكبار لقمة النجومية

الإسماعيلى يتدرب على ركلات الترجيح وتامر مصطفى يحذر قبل لقاء كأس عاصمة مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى