دعاة الحروب يرسمون اللوحات.. هتلر وتشرشل وبوش الابن الأبرز

إحدى لوحات هتلر

كتب محمد عبد الرحمن

الأربعاء، 03 فبراير 2021 02:21 م

لا أحد يعرف ما الذى قد يجمع الحرب بالفن، الدماء بالإبداع، أن يكون داخلك مبدع ومستبد فى الوقت نفسه، لكن بالنظر فى التاريخ، فالعديد من المستبدين أحبوا الفن التشكيلى، وتركوا لوحات فنية، جانبا إلى جانب مع إرثهم الدموى والخراب الاستعمارى الكبير الذى تركوه فى العالم.

هتلر كان فنان تشكيلى قبل أن يصبح الزعيم النازى المعروف، لكنه لم يكن صاحب الهواية الوحيد من بين زعماء العالم، فقط جرب تشرشل الرسم، وجرب صدام كتابة القصة، والقذافى وقبله ماو تسى تونغ الشعر، وجرب ريغان التمثيل فى هوليوود، والتاريخ ملئ بتلك النماذج.. ومن أبرزها:

هتلر

وتاريخ هتلر مع الفن التشكيلى طويل حيث تقدم إلى أكاديمية فيينا للفنون الجميلة، لكنه رفض مرتين، كما ورد أنه قال لسفير بريطانيا لدى ألمانيا النازية، نيفيل هندرسون، إنه لم يكن سياسيا ويريد إنهاء حياته كفنان عند حل القضية البولندية.

لوحة هتلر المعروضة فى إيطاليا

وترك هتلر قرابة 2000 لوحة، خمسة منها بيعت بقيمة 80 ألف يورو، فى حين بلغت قيمة لوحات أخرى 5000 يورو فقط، ومن أكثر اللوحات التى شهدت اهتماما عالميا بشرائها لوحة "السجل المدنى ودار البلدية القديمة فى ميوينخ" التى رسمها رسمها هتلر ما بين 1905 و1920، وقد تصل قيمتها إلى 50 ألف يورو.

لوحة من رسم هتلر

تشرشل

رسم وينستون تشرشل الذى عُرف عنه الشغف بالرسم، اللوحة فى دارة عائلية بتشارتويل فى ثلاثينيات القرن العشرين، وأنتج تشرشل أكثر من 500 عمل فني، العديد منها فى تشارتويل، وظل يمارس هوايته بشكل جيد حتى مرحلة الثمانينات من عمره، بحسب "BBC".

إحدى لوحات تشرشل

وجد تشرشل ضالته فى الفن، اعتبره وسيلة للتخلص من الاكتئاب الذى صاحبه فى حياته، جاءت كلمات ويليام ريس-موج، الصحفى الأمريكي، كالآتي: "كانت حياته الخاصة معاناة من الاكتئاب (الكلب الأسود)، لكن إذا نظرنا فى لوحاته وحياته الهادئة، لا نجد أى علامة تدل على الاكتئاب"، تعلم تشرشل الرسم من صديقه بول ميز الذى قابله خلال الحرب العالمية الأولى، وكان لبول تأثير كبير على رسومات تشرشل، وأصبح منذ ذلك الحين رفيق مشواره الفني، غلبت على لوحات تشرشل طابع الطبيعة، وكان كثيرًا ما يرسمها خلال عطلاته فى جنوب فرنسا، أو مصر، أو المغرب، اتخذ تشرشل من "تشارلز مورين" اسما مستعارا له.

لوحة لتشرشل

واصل تشرشل رسم لوحاته خلال سنوات عمره، ورسم المئات منها؛ بعضها يعرض فى منزله "تشاتول" والأخرى أعمال خاصة. كانت معظم اللوحات مشاهد طبيعية من الزيت، لكنه رسم أيضًا العديد من المشاهد الداخلية، والأشخاص. وفى عام 1925، اختار كل من لورد دوفن، وكينيث كلارك، وأوزوالد بيرلى لوحته عن شروق الشمس فى فصل الشتاء كأفضل لوحة فى مسابقة للفنانين الهواة المجهولين.

بوش الابن

بعد سنوات طويلة من انتهاء حرب العراق، يعكف الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الابن بعيدا عن السياسة وقريبا من الفن، كى يكتشف أنه رسام، ينظم معارض تشكيلية فى مواضيع مختلفة، يتناولها بوش الابن، أبرزها تلك التى تتحدث عن جنود امريكان فى افغانستان والعراق، وتأتى هواية الرئيس الامريكى الاسبق كمحاولة للهروب من الملل الذى أصابه، بعد سنوات عصيبة من حكم الولايات المتحدة.

جانب من لوحات جورج بوش

وفى 2013 نشرت سلسلة من الرسائل الإلكترونية الخاصة بعائلة بوش، وبين الموجودات صور عن لوحات ذاتية لجورج بوش؛ الأولى تحت الدوش، والثانية وهو يتأمل أصابعه فى الحمام، وكان يفضل أن يمارس هوايته المجهولة فى مزرعته فى تكساس، فبعدما خرج من البيت الأبيض، بدأ يتملكه الملل، وبحسب نصائح أحد أصدقائه، يقرأ كتاب ونستون تشرشل "الرسم، وسيلة تمضية وقتي"، وما انتهى من الكتاب، حتى أحس بأنه ملكهم، "إذا كان هذا الرجل يستطيع أن يرسم، فأنا كذلك".

وعلى منصة أوديتوريوم مركز جورج بوش الرئاسى فى دالاس، وأمام قاعة مكتظة، يقدم أساتذته الثلاثة، وفنانين محليين، جاؤوا يناقشون إنجازاته الفنية، كان هناك نورفليت عام 2012، تتصل به صديقة مشتركة وتقول له: "غيل، عندى تلميذ لك، لكن يحتاج إلى دروس خصوصية وعندما نطقت باسم هذا التلميذ، انعقد لساني".