قرأت لك.. "حواضن داعش" كتاب يحذر: الخطر المقبل من أوروبا

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف
ينطلق كتاب "حواضن داعش فى أوروبا" الذى صدر عن مركز المسبار، من فكرة رصد الحركات والجماعات الإسلامية المستقرة فى الدول الغربية، وتحديداً تلك التى ترفض التفاعل والانخراط فى الحضارة الغربية وتؤمن بضرورة أسلمة الغرب ورفع لواء الإسلام فى عواصمه ومدنه كافة، وفى الوقت نفسه لا تمارس العنف.
 
وعلى الرغم من كون الكتاب صدر فى سنة 2014 وأن داعش "ترنح" لكنه لا يزال صالحا للقراءة، فهو كتاب يقع فى سياق الجدل العالمى حول التعامل مع الحركات والجماعات الإسلامية المتطرفة ولكن غير العنيفة. وهو ثانياً يدرس المناخ الفكرى والدينى الذى يلجأ إليه الإسلاميون السياسيون الهاربون من الدول العربية، وهو أيضاً كتاب يتناول الحركات والجماعات التى تُلهم المتطرفين الذين يقررون السفر إلى الدول العربية للجهاد، وهو رابعاً كتاب يتناول الحركات الدينية الغربية التى صارت تصدّر التطرف إلى العالمين العربى والإسلامى بعدما كانت تستورده منهما.
 
حواضن داعش
 
تواجه الدول الغربية معضلة فى التعامل مع الجماعات والحركات المتطرفة التى لا تمارس العنف، فمن جهة يرى بعض صنّاع القرار – وخصوصاً من يعملون فى القطاعات الأمنية – أنَّ العنف الإسلامى هو قمة جبل الجليد فحسب، وأنّه يستمد جذوره من الحركات والجماعات غير المتطرفة، أى – وفق رأيهم – لولا التطرف الإسلامى الرافض للحضارة الغربية لما وجد الإرهاب الإسلامى أو على الأقل لكان حضوره أقل بكثير مما هو الآن، ومن جهة أخرى فإن القوانين والأنظمة الغربية لا تستطيع فرض كثير من القيود على من يحملون أفكاراً متطرفة ما دام أنهم لا يمارسون العنف ولا يحرضون عليه ولا يدعون إلى الكراهية. هذا الجدل الغربى يؤثر فينا بشكل مباشر بسبب تأثير الإرهاب الآتى من الغرب إلينا. ولفهم ذلك الجدل بشكل أعمق فإنه من المفيد البدء بقراءة أبرز الحركات والجماعات التى يدور حولها الجدل. وهذا ما يوفره الكتاب.
 
للكتاب أهميّة ثانية فى ضوء جهود بعض الدول العربية فى مكافحة الإرهاب؛ خصوصاً المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية. إن جهود هذه الدول قد خنقت إلى حد كبير أنشطة الإسلام السياسى والإرهاب الدينى فى بلادها. ولكن الكثير من أتباع الإسلام السياسى هرب والتجأ إلى دول غربية. ومن الطبيعى أن يتأثر أولئك ويؤثروا أيضاً فى المناخ الإسلامى الحركى فى الدول التى لجؤوا إليها. وتالياً فإن الدراسات تقدم لنا خريطة مهمة عن واقع الإسلام السياسى فى الدول الغربية التى ستكون الحاضن للهاربين من الدول العربية.
 
هناك زاوية ثالثة للكتاب؛ وهو أنه يقدم لنا رؤية عن الجماعات التى تُلهم الذين يأتون للقتال فى الدول العربية. لقد تحولت مسألة المقاتلين الأجانب فى سوريا والعراق وليبيا من قضية ثانوية إلى قضية أساسية بسبب الأعداد الكبيرة من المقاتلين الغربيين فى صفوف داعش وجبهة النصرة وغيرهما من الحركات الإرهابية. وبعض الغربيين الإسلاميين صار يوفر لتلك الحركات الدعم التقنى خصوصاً فى وسائل التواصل الاجتماعي. إنّ فهمنا للمقاتلين الأجانب لدينا سيتعمق كثيراً بفهم الجماعات المتطرفة فى مسقط رأسهم الغربي.
 
تنطلق زاوية الكتاب الرابعة من التحوّل الذى حصل فى تصدير الفكر المتطرف والإرهابي. لقد كانت الدول العربية والإسلامية تصدّر التطرف إلى الغرب، ولكن اليوم تغير هذا وصار الغرب – متمثلاً بالإسلام السياسى والمتطرف – هو الذى يصدر لنا الإرهاب والتطرف. ونحن بأمسّ الحاجة لفهم منابع الإرهاب والتطرف القادمين من الغرب بحيث يمكننا مواجهتهما: قانونياً بالتوجه إلى الدول الغربية والضغط عليها لإيجاد تشريعات تمنع نمو مثل هذه الحركات والجماعات – حتى لو لم تمارس العنف؛ وثقافياً بالتوجه إلى المجتمعات المسلمة الغربية وتشجيع نمو الأفكار المعتدلة المناهضة لأشكال التطرف والإقصاء كافة والداعية إلى التعايش مع الإنسانية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ناصر منسي يطلب الرحيل عن الزمالك فى يناير بسبب تجاهله فنياً

6 جواهر تتألق فى كأس عاصمة مصر مع الأهلي والزمالك والمصري

توروب يطلب من جهاز الأهلى تقريراً عن حامل لقب كأس عاصمة مصر

سباق زمني داخل الزمالك لحل أزمة إيقاف القيد قبل الميركاتو الشتوي

المونوريل أول نظام حضرى متكامل فى الشرق الأوسط وأفريقيا.. تفاصيل


9 مواجهات مثيرة تنتظرك فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر.. تعرف عليها

مواعيد قطارات القاهرة – الإسكندرية والعكس اليوم الأحد 14-12-2025

مواعيد مباريات اليوم الأحد 14-12-2025 والقنوات الناقلة

ترامب: أبلغت بإطلاق النار ومكتب التحقيقات الفيدرالى فى موقع الحادث والوضع عصيب

روبوت يختفى تحت جليد القطب الجنوبى 8 أشهر ويعود بمعلومات تثر الذعر.. ما القصة؟


لو أولادك مش على بطاقتك التموينية.. اعرف تضمهم إزاى

توروب: هدفى تطوير أداء لاعبى الأهلى.. وهذا موقفى من عودة معلول

إسلام عيسى: على ماهر أفضل من حلمى طولان ولو كان مدربا للمنتخب لتغيرت النتائج

شاهد أول صور من حفل زفاف التونسية دارين حداد فى دبى

أكاديمية الشرطة تعلن نتائج اختبارات المتقدمين للعام الدراسى.. غدا

المتسابق عبد الله عبد الموجود يحصل على أعلى الدرجات ببرنامج دولة التلاوة

ابن جليلة محمود يكشف لـ اليوم السابع تطورات حالتها بعد دخولها العناية المركزة

كوناتى مدافع ليفربول يكشف مستقبل محمد صلاح بعد مباراة برايتون

بسبب الميراث.. شقيقان يعتديان على شقيقهما ويحاولان هدم غرفته بكفر الشيخ

جماهير ليفربول تغنى لـ محمد صلاح بعد مباراة برايتون.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى