خدمة تطفيش العملاء

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

الحقيقة لم تعد خدمة للعملاء بقدر ما هى وسيلة لتعذيب العملاء أو تعطيل العملاء، أو تطفيش العملاء، أو قل ما شئت، فما دامت الخدمات لا تستند إلى رأى الجمهور، ولا تستمع إلى صوته، ولا تستطلع احتياجاته، فإنها أبداً لن تكون خدمة عملاء، وهذا حال قطاع كبير من الشركات والمؤسسات والبنوك فى مصر.

الظروف التى مر بها العالم مع فيروس كورونا، ومانتج عن ذلك من اتجاه نحو الاستثمار فى التجارة الإلكترونية، وهذا دعم بصورة مباشرة فكرة التعامل مع موظفي خدمة العملاء، إلا أن واقع الأمر يكشف تراجع هذه الخدمة بصورة ملحوظة خلال الفترة الماضية، خاصة في قطاع البنوك، فقد بات الوصول إلى الموظف المسئول عن الخدمة أشبه بالوصول إلى الفانوس السحرى، فمعدلات الانتظار على الهاتف لن تقل عن 10 دقائق في أحسن الظروف، وعمليات الإحالة من خدمة لأخرى حتى تحصل على ما تريد ستجعلك تندم أشد الندم على إقبالك وسعيك نحو خوض التجربة.

في السابق كانت خدمة العملاء في البنوك يتم اللجوء إليها بالضغط على رقم "صفر"، لكن بعض البنوك تنبهت إلى هذه القضية وألغت هذه الخدمة، واستبدلت موظف خدمة العملاء بالرد الآلى من خلال كمبيوتر يضع لك مجموعة خيارات وعليك الضغط عليها، إلا أنها لا تشمل الخدمة التى تبحث عنها غالباً، خاصة أنك أحياناً قد تحتاج إلى التحدث مع عنصر بشرى يستطيع أن يتفهم ويدرك ما تأمل الوصول إليه.

بعض البنوك جعلت الوصول إلى خدمة العملاء يرتبط فقط بالإبلاغ عن البطاقات المفقودة أو المسروقة، وإذا حاول العميل الوصول إلى هذه الخدمة حتى يجد من يتحدث معه ويعرض شكوته سيجد الرد الصادم من الموظف المسئول:" هذه الخدمة تخص فقط البطاقات المفقودة أو المسروقة، ولن أستطيع التعامل فى أى مجال آخر"، وهذا بالطبع يجعل العميل يغلق الهاتف أو يتوجه إلى مقر البنك أو يفكر فى حلول خارج الصندوق كأن يحول حسابه لبنك آخر أكثر اهتماماً بخدمة العملاء، ويسعى لخلق تعاملات راقية مع زبائنه.

المشكلة الإضافية فى استراتيجية خدمة العملاء أن بعض الموظفين باتوا أكثر حدة وعصبية، ولا أعلم السبب، وخلال المكالمة قد يصل أحدهم إلى حد إغلاق الهاتف فى وجهك، مستخدما عبارة "شرفتنى يافندم"، وهى البديل اللائق لـ "اقفل الخط"..

أداء الموظفين أكثر ما يهدد أى منظومة عمل في العالم، فلا يمكن أن ترى حريقاً مشتعلاً ولا تحاول الإطفاء تحت دعوى أنه خارج ورديتك أو في أوقات فراغك، وهذا ما يحدث فعلياً في منظومة خدمات العملاء، فالبعض يتصور أنها جزر منعزلة، وكل يعمل في نطاق اختصاصه فقط، وهذا يقتل فكرة روح الفريق والعمل الجماعي والنظرة الإبداعية، وعلى المؤسسات المختلفة أن تتيح صلاحيات وتضع حلولاً في يد مسئولى خدمة العملاء، دون أن تحولهم لمجرد موظفين لا حول لهم ولا قوة ولا يجيدون سوى حفظ مجموعة من العبارات المكررة أثناء الرد على الهاتف.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

جيل يكره الورق

جيل يكره الورق الأربعاء، 24 فبراير 2021 11:31 ص

حياة كريمة وحلم تطوير الريف المصرى

حياة كريمة وحلم تطوير الريف المصرى الثلاثاء، 23 فبراير 2021 11:17 ص

البيتكوين والثراء الوهمى

البيتكوين والثراء الوهمى الإثنين، 22 فبراير 2021 11:26 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المحجور عليه أبرزهم.. تعرف على الفئات الممنوعة من التصويت في الانتخابات

خلاف دبلوماسى يدق بين أمريكا والبرازيل بسبب ترامب.. غضب بعد تهديده بفرض 50% تعريفات بسبب محاكمة بولسونارو.. خبراء: تدخل سافر وخطوة تدفع المحافظين للالتفاف حول لولا وانتقاد الرسوم الجمركية.. وسيلفا يتوعد

اعترافات خادمة سرقت مشغولات ذهبية من داخل فيلا بمدينة 6 أكتوبر

جلسة منتظرة بين محمد يوسف وأبو على قبل بدء فترة إعداد الأهلي

التشكيل المتوقع لقمة تشيلسي ضد باريس سان جيرمان فى نهائى مونديال الأندية


رودلفو لا رانجو: الزمالك اشترط الكشف الطبى على شيكو بانزا قبل التوقيع معه

ثلاثة صراعات فردية حاسمة فى نهائى كأس العالم للأندية 2025

إنفانتينو: نجاح هائل لكأس العالم للأندية وإيرادات تتخطى 2 مليار دولار

انتهت المراجعة وتنتظر اعتماد الوزير.. نتيجة الدبلومات الفنية على اليوم السابع

رعب فى كاليفورنيا بعد تسجيل 40 هزة أرضية متتالية ومخاوف من حدوث زلزال كبير


فاضل 220 يوم.. موعد شهر رمضان المبارك 2026 وأول أيامه

وظائف جديدة في شركة كهرباء بمرتبات تصل إلى 13 ألف جنيه.. تفاصيل

نتيجة الثانوية الأزهرية 2025.. اعرف موعد إعلانها

حرس الحدود يبدأ معسكره بالقاهرة غدًا ويخوض 3 مباريات ودية

هبوط أرضى بميدان التجنيد بالحلمية ومحافظة القاهرة تكشف الأسباب

الداخلية تضبط المتهم بالاستيلاء على مبلغ مالى بالإكراه من سائق

محافظ القاهرة يتفقد سنترال رمسيس لمتابعة أعمال الترميم.. صور

المصري يبدأ المرحلة الثالثة من الإعداد للموسم الجديد غداً

وزارة التعليم تنفى إرجاء تطبيق 20% على الحضور لطلبة ثالثة إعدادى لعام 2027

لقب مونديال الأندية فرصة ذهبية لإنعاش ميركاتو باريس سان جيرمان

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى