وكيل الأزهر : نرفض نظرية صراع الحضارات وندعو لإقامة سلام حقيقى

الدكتور محمد الضوينى وكيل الأزهر الشريف
الدكتور محمد الضوينى وكيل الأزهر الشريف
كتب على عبد الرحمن
قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف،إن اختيار المجلس الأعلى للشئون الإسلامية "حوار الأديان والثقافات" ليكون عنوان مؤتمره الدولي الحادي والثلاثين هو أمر موفق يأتي انطلاقا من الحاجة الملحة لما يحمله هذا العنوان من مضامين، وما يفرضه من تطبيقات، خاصة في ظل ما يعانيه العالم اليوم من أزمات خانقة أصابت كثيرا من الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم. 
 
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولى " حوار الأديان والثقافات"، الذى يعقده المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بمشاركة أكثر من 35 دولة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، ويناقش أكثر من (30) بحثًا ، ويهدف إلى ترسيخ لغة الحوار بين الثقافات والأديان.
 
وفي بداية كلمته بالمؤتمر، رحب الدكتور محمد الضويني، بضيوف مصر، أرض السلام، الذين حضروا للمشاركة في هذا المؤتمر المهم الذي يعقد برعاية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والذي يأتي في إطار دعوته للحوار الهادف الذي تتضافر فيه جهود الجميع لإعلاء قيم التعايش والتسامح، ومد جسور التفاهم والإخاء، والتصدي لخطاب الكراهية، ونشر قيم العدل والمساواة من أجل تحقيق السلام والاستقرار، ناقلا تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وتمنياته الصادقة بأن يخرج هذا اللقاء الطيب بتوصيات جادة تعمل على توطين مبادئ الحوار البناء، وحماية الفكر والثقافات من محاولات الاختطاف أو التشويه من قبل أفكار مغلوطة ومشروعات منحرفة.
 
وأوضح الدكتور الضويني، أن عالمنا العربي والإسلامي قد تعرض خلال السنوات الماضية لفتن كفيلة بتدمير خطط التنمية، وتقويض مسارات التقدم، ومن أكبر الفتن أن صانعي القلاقل استغلوا ضعف الفهم لدى البعض فراحوا يبثون في نفوسهم الكراهية والتعصب الذي يعمي عن رؤية الآخر فضلا عن قبول رأيه، مؤكدا أن الحضارة الإسلامية قد مثلت أرقى حالات التسامح الإيجابي، والتعايش المشترك بين الأفراد والشعوب والأمم على تنوعها في كثير من مجالات الحياة ، مشيرا الى أن سيدنا عمرو بن العاص ، لما دخل مصر وجد الرومان قد هدموا الكنائس ونفوا قساوستها، فعمل على إعادتهم إلى مناصبهم وعمارة ما دمر من كنائسهم، موضحا أن هذه الحضارة الإسلامية بأصولها وتطبيقاتها ما تزال أنوارها مشرقة، وما تزال قادرة على جمع الناس تحت لواء «المواطنة» التي نطقت بها عمليا نصوص القرآن والسنة، والتي تضمن أن يكون التنوع وجها من وجوه ثراء الحياة، وليس عائقا عن التواصل الفعال.
 
وبين وكيل الأزهر أن التعدد والتنوع –أيا كان مجاله- لا يعد مشكلة، ولا ينبغي أن يكون ما دامت المشتركات الإنسانية باقية بين الناس، وستظل هذه المشتركات حبيسة الأدمغة والكتب ما لم تعمل المجتمعات –أفرادا ومؤسسات وحكومات- على إيجاد حالة من الحوار الإيجابي الفعال المنتج، موضحا أن التنوع له غاية أعلنها الله في قوله: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} [الحجرات: 13]، فغاية التنوع التعارف، والتعارف يقتضي حوارا يجمع ولا يفرق، ويبني ولا يهدم.
 
وأكد الضويني ، أن الأزهر يرفض نظرية صراع الحضارات، ويدعو إلى إقامة سلام حقيقي بين بني الإنسان، ويتصدى لاستغلال الدين كأداة لإشعال الفتن بين أبناء الوطن الواحد؛ موضحا أن الأزهر يتواصل ويتعاون مع المؤسسات كافة؛ لتبادل الرؤى والأفكار حول ترسيخ قيم التعايش المشترك، ونبذ العنف، ومواجهة التطرف، وإرساء دعائم المواطنة، وتبني حوار حقيقي يستثمر التعددية الفكرية والتنوع الثقافي، ويعترف بالهويات والخصوصيات، ويحترم الرموز والمقدسات. 
 
وأوضح الضوينى ، أن الأزهر الشريف حقق عبر كياناته المختلفة، وأدواته المتعددة نجاحات كبيرة داخل مصر وخارجها في سبيل ترسيخ هذه القيم الإنسانية فأقام حوارات دينية حضارية، كان لها نتائج ملموسة على الصعيدين الوطني والعالمي، ويأتي في مقدمة هذه الكيانات الأزهرية مركز الحوار بين الأديان الذي استطاع أن يعيد الحوار بين الشرق والغرب كحلقة وصل فعالة، وكذلك «بيت العائلة» الذي برز نموذجا مصريا فريدا في التعايش والتلاقي بين أبناء الوطن،  وأن الهوية المصرية محفوظة بترابط أطياف المصريين إلى يوم الدين. 
 
وبين الدكتور الضويني، أن الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر عقد مؤتمرات متعددة بمشاركة عدد من القيادات الدينية والمفكرين والسياسيين من أنحاء العالم، توجت تلك الجهود الأزهرية بـ «وثيقة الأخوة الإنسانية» بالتعاون مع الفاتيكان، التي يقدمها الأزهر هدية للعالم كله تأكيدا لرسالة الحب والخير والسلام التي تترجمها علومه، وتنبئ عنها مناهجه.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

18 عاما على فيلم خليج نعمة لـ غادة عادل وأحمد فهمى

البنك الأهلى يختتم استعداداته لمواجهة مودرن سبورت فى كأس عاصمة مصر

موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد فلامنجو فى نهائى كأس القارات للأندية

تصعيد أمريكى خطير ضد فنزويلا.. ترامب يعلن حصار كراكاس


موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

محمد عبد الله مطلوب فى الدوري البرتغالي.. واللاعب يحيل العروض للأهلي

نجلاء بدر تتعرض لتسمم حاد وتعلق: أسوأ حاجة حصلت فى حياتى

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية


منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

حالة الطقس غدا.. الأرصاد تحذر من شبورة كثيفة وتكشف خرائط الأمطار المتوقعة

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

4 معلومات عن خطة الحكومة لحوكمة الدين الخارجى وتنظيم الاقتراض

التأمين الصحى الشامل.. خطوات الاشتراك ومزايا الرعاية الطبية المتكاملة للأسرة

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

مقتل شخصين فى إطلاق نار استهدف فريق تطعيم ضد مرض شلل الأطفال بباكستان

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى