الفن والعنف فى مسرحية أفراح القبة

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
كتب أحمد إبراهيم الشريف
للمغامرة أشكال مختلفة ومتنوعة، أصعبها من وجهة نظرى، عندما تقرر أن تقدم عملًا فنيًّا سبق تقديمه ونجح، حينها ستصبح فى مقارنة أردت هذا أم لم ترد، ولكن إن استطعت أن تنجح فإن ذلك سيكون شهادة كبرى وتفوقا مضاعفا، فكرت فى ذلك عندما قررت أن أذهب لمشاهدة مسرحية "أفراح القبة"، التى تقدمها فرقة مسرح الشباب على المسرح العائم بالمنيل.
 
فى طريقى للعرض كنت أفكر، ما الذى يدفع فرقة مسرحية لتقديم معالجة لنص حقق نجاحا كبيرا فى الدراما؟ فالعمل تم تقديمه فى عمل تليفزيونى 2016، عن رواية الكاتب الكبير نجيب محفوظ، لكن ما سمعته عن العرض كان مشجعًا، وعلى الرغم من أننى لم أكن أتوقع الكثير، لكننى اندهشت فعلا.
 
كان العمل جادا، بمعنى أن كل المشتركين فيه لم يأتوا ليقدموا وجبة خفيفة أو عرضا والسلام، لقد كان كل شىء فى سياقه، الجميع يحترم الخشبة التى يقف عليها، ويحترم الجمهور الذى يجلس أمامه، ويحترم نفسه كممثل، وقبل الممثل كان كاتب المعالجة والمخرج والفنيون، على قدر المسئولية، فالجميع سعى لتقديم أفضل ما لديهم، كان هذا هو الانطباع الأول الذى صاحبنى طوال مشاهدتى العمل الفنى.
أما الانطباع الثانى فكان متعلقا بالمعالجة نفسها، بالقدرة على تقديم عمل درامى صعب بيسر فنى، فالشخصيات جميعها مركبة، لا توجد شخصية سهلة، فالظاهر يختلف عن الباطن، والزمن له دوره المهم والفاعل فى الأحداث، ومع ذلك استطاعت المعالجة فى نحو ساعتين عرض أن تحيط بكل هذه العوالم، وأن تأخذنا من كواليس المسرح إلى كواليس الحياة نفسها.
 
انتبهت جيدا لإيقاع العمل المسرحى، كان سريعا بما يتناسب مع المسرح الحديث، ويدل على أن هناك ما يقال بالحركة، فحركة الممثلين كانت منتظمة، وملامحهم دالة، وكلماتهم مؤثرة بما يليق بحوار نص مسرحى، تفكر فى معناه وتتأثر به وتظل تفكر فيه، كل ذلك منح الممثلين فرصة ليثبتوا أنهم مبدعون فعلا، وأن المسرح المصرى لا تنفد مواهبه.
 
"الحياة مسرح كبير، ولكننى لست ممثلا تلك هى المعضلة" هذه الجملة التى تكررت على لسان شخصية "طارق رمضان" هى الكلمة الأساسية التى تعلق فى أذهاننا، بعد نهاية العمل، فالجميع سواء شخصيات فى المسرحية أو حتى الجمهور، لم يختاروا دورهم فى الحياة، لقد فرضت عليهم، فرضتها الظروف الحياتية، لا أحد فى مكانه، ولا شخص اختار نهايته، نعم قد نختار البداية، ولكن الأمور ستعصف بنا، ستأخذنا فى طريق بعيد فنسقط فى العنف ومزيد من العنف مع الذات ومع الآخر.
 
لقد استطاع العرض المسرحى أن يحكى لنا عن العنف ولكن الممثلين لم يقفوا ليصرخوا فى وجوهنا ويحذرونا بالتلويح بقبضاتهم، بل كان الفن غالبا على كل شىء حتى النهاية.
 
وإن كان لابد من قول ملحوظة على العرض فإن بعض الممثلين الكبار فى أدائهم فعلا كانوا متأثرين بأداء الممثلين الذين أدوا الشخصيات نفسها فى المسلسل الدرامى، وأريد أن أقول لهم إنهم لا يحتاجون ذلك، إنهم فنانون كبار بالفعل.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تأجيل محاكمة 73 متهما فى قضية خلية التجمع لجلسة 24 فبراير

انتهاء نظر استئناف محمد رمضان على حبسه عامين وتغيبه عن الحضور

مصر تدين بأشد العبارات مصادقة إسرائيل على إقامة 19 مستوطنة جديدة بالضفة

هل ينتظم بنتايج فى تدريبات الزمالك بعد كأس العرب؟.. مصدر يجيب

نجل ملياردير هندى يهدى ميسى ساعة من فئة المليون.. اعرف سعرها


شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت

فريق النيابة يعاين حريق شقة الفنانة نيفين مندور بعد وفاتها بالإسكندرية

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار خلال الساعات المقبلة

نيابة المنتزه تحقق فى مصرع الفنانة نيفين مندور داخل شقتها بالإسكندرية

مجموعة مصر في أمم أفريقيا.. الفراعنة يبدأون مشوارهم أمام زيمبابوي


نيفين مندور.. عاشت حياة مليئة بالأزمات ورحلت فى نهاية مأساوية

150قناة عالمية تذيع مباريات كأس أمم أفريقيا 2025

مصطفى أبو سريع يعلن انفصاله عن زوجته ويعلق: كانت حق الأم المثالية لأولادي

الأهلي مهتم بضم محمد توريه لتدعيم هجومه في يناير

مواعيد مباريات اليوم.. باريس سان جيرمان مع فلامنجو ومان سيتي ضد برينتفورد

حالة الطقس.. تمركز للسحب الممطرة على شرق البلاد مصحوبة بأمطار غزيرة

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى تحدد شروط صرف منحة وفاة أصحاب المعاش

اليوم.. استئناف محمد رمضان على حكم حبسه عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى