أولياء الأمور وطباعة الملازم المدرسية

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

رغم التحول إلى نظام التعلم الإلكترونى والتفاعل من خلال التطبيقات والبرامج التي تتيح التواصل مع الطلاب في المدارس، واعتماد الأجيال الجديدة على التابليت كبديل عن الكتاب المدرسى، وإلغاء طباعة الكتب في العديد من السنوات الدراسية، إلا أن المدارس مازالت تعتمد على الورق بصورة أساسية، وتحديداً الخاصة منها، وبين فترة وأخرى تطلب من أولياء الأمور طباعة "بوكليت" لكل مادة، يزيد عن مئة صفحة فى ظاهرة غريبة وتدعو للتساؤل.

بالأمس القريب أرسلت المدرسة عبر تطبيق الواتس آب تطلب طباعة مجموعة من الملازم الخاصة بالمواد الدراسية، وهى عبارة عن 3 كتيبات لمواد اللغة العربية، اللغة الإنجليزية، والرياضيات، وتزيد صفحاتها جميعاً عن 300 ورقة، وسعرها يصل إلى 120 جنيه تقريباً، تباع في مكتبة مجاورة للمدرسة، وعلى ولى الأمر أن يتخير طباعة هذه الملازم بنفسه أو الشراء من المكتبة!!

بالطبع يتم وضع هذه الملازم أو "البوكليت" كما يطلقون عليه في شنطة المدرسة يومياً، التي تحولت إلى حمل ثقيل على ظهر الطالب، بعدما تجاوز وزنها حدود المسموح، فهى مكدسة بالأوراق إلى جانب الكتب المدرسية، ثم مستلزمات التلميذ واللانش بوكس وخلافه، حتى صار كل تلميذ يحتاج يومياً إلى بودى جارد يتحرك بجواره، يتولى مسئولية " الشنطة" التي تحولت إلى هم ثقيل.

في بداية العام الدراسى أخبرتنا المدرسة بضرورة شراء تابليت لابنتنا وهى بالمناسبة في الصف الثانى الابتدائى، حتى تتمكن من خلاله مراجعة دروسها ومتابعة التعليم أون لاين بصورة ملائمة، إلا أن التابليت تحول لمجرد وسيلة نتلقى من خلالها "الواجب المدرسى" الموجود في البوكليت المطبوع، وكأن الموضوع حلقة مفرغة ندور فيها باستمرار دون أن نصل إلى هدف أو نتيجة محددة.

لا أتصور أن الطالب في السنوات الأولى من مرحلة رياض الأطفال، حتى الرابع الابتدائى يحتاج إلى كل هذا الحشو، وكل تلك الأوراق بهذه الصورة المعقدة، بل فقط يحتاج إلى تعلم القراءة والكتابة بشكل سليم في اللغات التي يدرسها سواء العربية أو الإنجليزية والفرنسية أو الألمانية في المدارس التي تدرس اللغة الألمانية، بالإضافة إلى ممارسة الأنشطة المختلفة وتعلم المهارات الخاصة بالعلميات الحسابية البسيطة، مثل الجمع والطرح، على أن يتعلم فلسفة هذه العمليات وفائدتها في الحياة دون أن تصور له باعتبارها أرقام ومعادلات رمزية، بدلا من كل الحشو الزائف الذى كنا نعانى منه فى الأنظمة التعليمية القديمة.

بالطبع المدارس سوف تتجه إلى التكنولوجيا والتعلم الإلكترونى لا محالة، إلا أن هذا التحول يجب أن يتم بسرعة أكبر من التي نتحرك عليها في الوقت الراهن، لذلك يجب أن نستعد لتجاوز الورق وطباعة الملازم، وتحميل الطالب مالا يطيق، حتى نصل بالنظام التعليمى إلى تطور حقيقى في الشكل والمضمون، وعلى المدارس الحكومية والخاصة، أن تسعى جاهدة نحو هذا التحول وتدرب المعلمين والمختصين، باعتبارهم مسئولين بصورة مباشرة عن تطوير هذه المنظومة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الأحد 21-12-2025

إخلاء سبيل إبراهيم سعيد بعد مشاجرته مع طليقته

الاستعانة بلودر لرفع آثار حادث سقوط سيارة نقل من أعلى الدائري بمنطقة ترسا.. صور

قبل صرف معاشات يناير.. التأمينات الاجتماعية تتيح تعديل جهة صرف المعاش

موعد مباراة الزمالك القادمة أمام سموحة فى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة


ننشر صور حريق سيارة تريلا امتد لعقار سكنى عقب سقوطها من أعلى دائرى المريوطية

موعد مباراة الأهلى وغزل المحلة فى الجولة الثالثة بكأس عاصمة مصر

تعرف على مخطط تطوير الطريق الدولى الساحلى بطول 800 كم

مبابي: احتفلت على طريقة كريستيانو رونالدو بعد معادلة رقمه

حالة الطقس اليوم الأحد 21 ديسمبر.. انخفاض جديد بالحرارة وأجواء شديدة البرودة


عرض قطرى لـ جراديشار واللاعب يشترط راتب الأهلى للموافقة على الرحيل

ألفيركا البرتغالى يطلب شراء الستة شهور المتبقية فى عقد كوكا مع الأهلى

وزير الشباب ومحافظ بورسعيد يقدمان واجب العزاء لأسرة السباح يوسف محمد بمنزله

دار الإفتاء توضح أفضل أوقات صيام التطوع.. وحكم صيام الاثنين والخميس

معاقبة سيدة بتغريمها 120 ألف جنيه بتهمة إرسال صورها لشاب بقنا

تعرف على موعد أذان فجر أول أيام شهر رمضان المبارك

بيان مشترك أمريكى مصرى قطرى تركى حول اتفاق غزة.. اعرف التفاصيل

ما حكم الدعاء فى أول ليلة من شهر رجب؟.. اعرف رد دار الإفتاء

النيابة تبدأ التحقيق فى واقعة حرق شقيق ناصر البرنس لنفسه أمام مطعم الشيخ زايد

محمد صلاح العزب يكشف كواليس زيارة سمية الألفى لفيلم ابنها سفاح التجمع

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى