د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: لا تُشوه أحبابك

داليا مجدي عبد الغني
داليا مجدي عبد الغني

هناك سُؤال يطرح نفسه على مُخيلتي دائمًا، وهو لماذا عندما تنهار أي علاقة بين البشر، يسعى كل طرف في تلك العلاقة إلى تشويه الطرف الآخر، والنيل منه، وكأنه تجرد من كل ميزاته وأصبح كائنًا مُشوهًا مجردًا تمامًا من الإنسانية؟

سأسرد عليكم الآن جزء من مُذكرات شاه إيران "محمد رضا بهلوي"، أثناء حديثه عن "الأميرة فوزية"، وجمالها ورقتها وثقافتها، فقد قال:

"كانت "فوزية" مُؤنسة ومرحة، وكانت ذات ثقافة مصقولة، تُتقن الفرنسية، والإيطالية، والإسبانية، والبرتغالية والإنجليزية، والألمانية، واليونانية، والروسية، والتركية بطلاقة، بينما أنا وأشقائي لا نُتقن غير الفارسية، والإنجليزية، والفرنسية".

بعد عشر شُهور فقط من زواجنا، استطاعت "فوزية" تعلم اللغة الفارسية، إلا أنها كانت تتكلمها بلكنة فرنسية مُحببة للغاية، وكانت "فوزية" فاتنة الجمال، ولو أراد "بوتشيللي" أن يرسم لوحة لــ"فينوس" مرة أخرى، لن يجد أجمل من ملامحها، فقد كانت صاحبة عينين يتحالف فيهما اللونان الأخضر والأزرق بشكل خيالي، كما كانت تمتلك وجه على شكل قلب بملامح رقيقة ومُريحة.

عندما جاءت "فوزية" من (القاهرة) إلى (طهران) كانت كمن انتقل من (باريس) إلى قرية صغيرة نائية، حيث كانت (القاهرة) مدينة عالمية ذات مباهج كثيرة مُتنوعة الحركة والثقافة، بينما كانت (طهران) بالمُقارنة بـ(القاهرة) مدينة منسية.

"فوزية" جاءت وحملت معها رياح التغيير، فنساء البلاط الشاهنشاهي أصابهن الذهول من جمال الوافدة المصرية وأناقتها، وأحدثت "فوزية" حالة بينهن من التنافس الخفي لمُواكبة موضتها من أزياء وعُطور ومُجوهرات، لكي يكونوا في جمالها وأناقتها، ولكن كل مُحاولاتهن باءت بالفشل".

وبالمناسبة، تلك الكلمات كتبها شاه إيران، بعد سنوات من طلاقه من الأميرة "فوزية"، ابنة الملك "فؤاد" وشقيقة الملك "فاروق".

وهكذا، لابد أن تكون العلاقات بين البشر، بمعنى أن نذكر ميزات من حولنا، حتى لو انتهت علاقتنا بهم، فالإنسان لن يتجرد من كل مُميزاته لمجرد أنه فشل في إحدى علاقاته، والأهم أنه لو كان قد ترك في الطرف الآخر أثرًا إيجابيًا، فلابد للأخير أن يعترف بذلك، ويظل يذكره على الدوام، لا أن يُحاول تشويهه، وأكبر دليل على أن ذلك الأمر واقعي وموجود على ساحة الحياة، تلك الكلمات الرنانة التي ذكرها شاه إيران عن زوجته السابقة "الأميرة فوزية"، فهو ظل يذكر محاسنها، ولم يُنكرها أو يتنكر لها، فتلك هي الموضوعية المطلوبة في كل المشاعر الإنسانية.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد قطارات "القاهرة - أسوان" و"الإسكندرية - أسوان" الجمعة 23-5-2025

اتحاد الكرة يحسم مصير الموسم المقبل من دورى المحترفين في اجتماعه القادم

تعرف على المستندات المطلوبة من مرشحى المجالس النيابية وفقا للتعديلات

تفاصيل إحالة المتهمة بسرقة ذهب من داخل شقة بالمعادى للمحاكمة

هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة كريت اليونانية (بؤرة الزلازل)


أسرع قطارات السكة الحديد.. مواعيد وأسعار قطار تالجو الجمعة 23-5-2025

موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 فى مدن ومحافظات الجمهورية

5 مدربين تألقوا بشكل ملحوظ في دورى المحترفين .. تعرف عليهم

لو مسافر فى العيد.. اليوم آخر فرصة لحجز تذاكر القطارات

الأولى فى التاريخ.. أون سبورت أول قناة ناقل "لايف" لحفل رابطة كتاب كرة القدم الإنجليزية


محمد رمضان يعلن تسديد 35 مليون جنيه بحكم قضائي.. اعرف التفاصيل

موجة حارة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الجمعة 23 مايو 2025 فى مصر

أخبار الرياضة المصرية اليوم الخميس 22 – 5 – 2025

الكرملين يسلم كييف قائمة بأسماء 1000 سجين يريد عودتهم من أوكرانيا

مسيّرة أوكرانية تستهدف سيارة مسئول روسى كبير.. اعرف التفاصيل

قتلى وجرحى فى حادث تحطم طائرة بولاية كاليفورنيا الأمريكية

رئيس البعثة الطبية للحج: استقرار حالة جميع الحجاج المصريين.. محمد مصطفى: انتظام تشغيل العيادات بمكة والمدينة وتوافر الفحص والكشف وصرف الأدوية مجانا.. ويؤكد: نظام خاص لعمليات الإسعاف لتقليل الوقت بحالات الطوارئ

البنك المركزى يقرر خفض أسعار الفائدة بنسبة 1% على الإيداع والإقراض

من هو إلياس رودريجيز منفذ الهجوم على سفارة إسرائيل فى واشنطن؟

تفاصيل استشهاد الشقيق الأكبر ليحيى السنوار فى غارة إسرائيلية على غزة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى