100 قصيدة شعر.. أرق على أرق ومثلى يأرق.. المتنبى يعبر عن الإنسان

صورة متخيلة للمتنبى
صورة متخيلة للمتنبى
كتب أحمد إبراهيم الشريف
لقب الشاعر أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفى الكندى الكوفى الذى ولد عام 306 هجرية بمدينة الكوفة العراقية بـ"المتنبى" لأسباب عدة لا مجال للخوض فيها، لكن المتفق عليه أنه شاعر  العربية الأكبر .

أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِى يَأرَقُ
وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ
جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى
عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ
ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ
إِلّا اِنثَنَيتُ وَلى فُؤادٌ شَيِّقُ

تميز المتنبى بقوة ذاكرته، وكان شاعرا لا يشق له غبار، وقد استغل ذلك طوال فترة حياته لوصف ما يدور حوله، وليتكسب منه هجاء ومدحا، وهو الذى سهل له الطريق لبلاط الحكام العرب، فقضى حياته مرتحلا بين بلد وآخر محاولا كسب ود حكامه ليغدقوا عليه بالأموال والعطايا.

جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفى

نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ
وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِى أَنَّني
عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا
أَبَنى أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ
أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ
نَبكى عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا

 

تعلم المتنبى اللغة العربية وأدبها فى الشام، التى هاجر إليها من العراق عندما كان صغيرا، وعمل بالعطارة، ثم بدأ يستغل موهبته الشعرية فى مديح الأمراء، وبدأ فى المغالاة فى مدح سيف الدولة الحمدانى حاكم الشام، فأغدق عليه بالأموال والعطايا، وخرج من الشام بعدما ضربه ابن خالويه أحد أكبر علماء اللغة، بمفتاح فى رأسه بعد دخولهما فى مناظرة فى اللغة، أساء المتنبى إليه فيها.

أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ
حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ
خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا
أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ
وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ
وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ
وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ
وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ

 

توجه المتنبى من الشام إلى مصر فى فترة تولى الحاكم كافور الإخشيدى لها، وأقام بها أربعة سنوات قضاها فى مديحه، ورفعه الأخشيدى إلى مكانة عالية، إلى أنه خشى أن يحلم المتنبى بحكم مصر ويدعى أنه حاكمها كما ادعى النبوة فأخرجه منها.

وَلَقَد بَكَيتُ عَلى الشَبابِ وَلِمَّتي
مُسوَدَّةٌ وَلِماءِ وَجهِى رَونَقُ
حَذَراً عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ
حَتّى لَكِدتُ بِماءِ جَفنِى أَشرَقُ
أَمّا بَنو أَوسِ اِبنِ مَعنِ اِبنِ الرِضا
فَأَعَزُّ مَن تُحدى إِلَيهِ الأَينُقُ
كَبَّرتُ حَولَ دِيارِهِم لَمّا بَدَت
مِنها الشُموسُ وَلَيسَ فيها المَشرِقُ

 

خرج المتنبى من مصر إلى المغرب التى حكمها الفاطميون حينها، ولم يمكث فيها طويلا بعدما دبر له أحد شعرائها ويدعى ابن هانئ مكيدة، فكانت بلاد فارس آخر البلدان التى وطأتها قدمه، قبل مقتله على يد فاتك الأسدى قبل بلوغه العراق.

وَعَجِبتُ مِن أَرضٍ سَحابُ أَكُفِّهِم
مِن فَوقِها وَصُخورُها لا تورِقُ
وَتَفوحُ مِن طيبِ الثَناءِ رَوائِحٌ
لَهُمُ بِكُلِّ مَكانَةٍ تُستَنشَقُ
مِسكِيَّةُ النَفَحاتِ إِلّا أَنَّها
وَحشِيَّةٌ بِسِواهُمُ لا تَعبَقُ
أَمُريدَ مِثلِ مُحَمَّدٍ فى عَصرِنا
لا تَبلُنا بِطِلابِ ما لا يُلحَقُ
لَم يَخلُقِ الرَحمَنُ مِثلَ مُحَمَّدٍ
أَبَداً وَظَنّى أَنَّهُ لا يَخلُقُ
يا ذا الَّذى يَهَبُ الجَزيلَ وَعِندَهُ
أَنّى عَلَيهِ بِأَخذِهِ أَتَصَدَّقُ
أَمطِر عَلَى سَحابَ جودِكَ ثَرَّةً
وَاِنظُر إِلَى بِرَحمَةٍ لا أَغرَقُ
كَذَبَ اِبنُ فاعِلَةٍ يَقولُ بِجَهلِهِ
ماتَ الكِرامُ وَأَنتَ حَى تُرزَقُ

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بيراميدز يفقد 4 نقاط في 3 مباريات في انطلاقة الدوري.. تعادلان وفوز

عدم التئام الكتف يؤجل موعد عودة إمام عاشور للمشاركة في مباريات الأهلي

اليوم.. ويجز يحيي حفلا غنائيا ضخما بمهرجان العلمين الجديدة

القاهرة تدرس غلق شوارع بوسط البلد ومصر الجديدة وتخصيصها للمشاة فقط.. المحافظ: شارع إبراهيم باشا بالكوربة الأبرز وإنشاء اتحاد شاغلى الشوارع للحفاظ على العقارات التراثية.. و"الخديوية" تشهد تكرار نماذج شارع الألفى

ملف التجديد يهدد مستقبل أحمد حمدي مع الزمالك


هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

متبقى 3 أيام.. أحمد عيد وزينة يقتربان من انتهاء تصوير الشيطان شاطر

اعترافات تشكيل عصابى بتهمة سرقة الهواتف المحمولة بمدينه نصر

تهم تواجه التيك توكر بطة ضياء.. أبرزها هدم القيم الأسرية (انفوجراف)

أحمد ربيع يقترب من الظهور الأول أمام فاركو


"إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها".. موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد مصر

ترامب: سأعرف المزيد عن فرص السلام فى أوكرانيا خلال أسبوعين

مواعيد قطارات القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس اليوم الجمعة 22-8-2025

عمر مرموش.. موعد مباراة مانشستر سيتي ضد توتنهام في الدوري الإنجليزي

اعرف الحد الأدنى للقبول بمدارس الثانوى العام فى القاهرة بعد تخفيضه مرتين

القديس حبيب جرجس رائد النهضة التعليمية ومؤسس نهج "مدارس الأحد".. نموذج فريد لخادم كرّس حياته للتعليم والإصلاح الروحى.. ودور محورى فى نشر التعليم الكنسى.. وراعى كنيسة إنجيلية: نحن أول من أدخلنا الفكرة بمصر 1893

أحمد سامي يدرس استمرار صبحي سليمان على حساب جنش في حراسة عرين الاتحاد

غدا أخر فرصة للتقديم.. فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

علي الحجار يغنى "تجيش نعيش" و"فى هويد الليل" بمهرجان القلعة

الزمالك يتقدم على موردن سبورت 2-1 بعد مرور 60 دقيقة.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى