أحمد إبراهيم الشريف يكتب: "حاكم.. جنون ابن الهيثم" أحدث إبداعات يوسف زيدان.. الرواية تناقش حال مصر فى العصر الفاطمى.. وتجيب عن سؤال: لماذا كانت تصرفات الحاكم بأمر الله "غريبة".. وتقدم صورة حية للحسن ابن الهيثم

حاكم.. "جنون ابن الهيثم"
حاكم.. "جنون ابن الهيثم"
يملك الدكتور يوسف زيدان مشروعا تنويريا واضحا، هذا أمر لا خلاف عليه، ويأخذ هذا المشروع أشكالا متعددة، منها الكتابة الفكرية، والإبداع الروائى والقصصى، وتحقيق كتب التراث، والمشاركة فى الندوات الثقافية والبرامج التليفزيونية، وحتى الجلسات الفكرية الخاصة التى تجمعه بتلاميذه، ولا أستبعد البوستات على مواقع التواصل الاجتماعى، هذا التنوع "مفيد" فى تكوين صورة مكتملة لأفكار يوسف زيدان، والتى كانت آخر حلقاتها روايته "حاكم.. جنون ابن الهيثم" الصادرة عن دار نشر بوك فاليو.
 
أول ما يصلك من الرواية أن التاريخ المصرى حافل بأحداث كبرى وحكايات جمة، تشكل فى مجملها حلقات حضارية علينا فهمها ومعرفتها، ومن أهم الحلقات تلك المتعلقة بـ عصر الدولة الفاطمية، لقد جاء الفاطميون إلى مصر، ومن الواضح أنهم أحبوها، فقد كان قادتهم يعرفون مكانتها ودورها، وعلى الرغم من كون الرواية ترصد حياة الحاكم بأمر الله، لكنه تحيط بمن قبله وبعده، وتخرج من إطار القصور إلى الحوارى والشوارع، وتتوقف أمام الظروف السياسية والاقتصادية لمصر فى ذلك العهد.
 
 رواية حاكم
 
تنتمى رواية "حاكم" إلى ما يمكن أن نطلق عليه رواية الإطار، إن صح التعبير، فلدينا حكايتان، الأولى قصة راضى وأمنية، وهى قصة معاصرة تدور فى زمننا الراهن، بدأت فجأة وانتهت فجأة أيضا، وذلك لأنها ليست مقصودة فى حد ذاتها، فهى وسيلة من خلالها نصل إلى المتن الحقيقى للرواية.
 
الحكاية الثانية، قصة "مطيع السهمى" حفيد عمرو بن العاص، فاتح مصر، حيث يقدم لنا راضى "مخطوطة" عثر عليها فى بيتهم القديم فى صعيد مصر، وهى مخطوطة غير "مبيضة" لذا بها تعليقات وأحوال مفيدة فى فن الرواية بشكل كبير، يتجاوز مجرد الحكاية.
 
يوسف زيدان
 
ترصد المخطوطة حياة "مطيع" وتتقاطع مع "منصور" بن العزيز بالله الفاطمى، منذ كانا طفلين يدرسان معا، ثم يكبران فيصبح أحدهما مهتما بالكتب والزراعة ويصبح الثانى حاكم مصر القوى الذى تضرب به الأمثال، وترصد التحولات والتغيرات التى أصابت الشخصيتين، بل إنها ترصد التحولات والتغيرات التى أصابت مصر كلها فى تلك الفترة.
 
بالطبع سوف تستوقفك شخصيتان مهمتان فى الروية، الأولى هى الحاكم، والشخصية الثانية هى ابن الهيثم، أما الحاكم فتظل طوال الرواية تحاول فهم تصرفاته، إنه ليس ظالما بل عادل جدا، ولكنه حاد مثل شفرة قاطعة، ووراء كل تصرفاته الغريبة يوجد سبب، لكن عقولنا تقول إن هذا السبب لا يتناسب والعقاب، هذا من وجهة نظرنا، أما وجهة نطر الحاكم، الباحثة عن الكمال والشاعرة بالخطر، فإن السبب التافه يكفى لوضع قانون قاطع.
 
مسجد الحاكم بأمر الله
 
 وطالما ذكرنا الحاكم حتما تأتى "ست الملك" سيدة قوية كما نتخيلها، تملك عقلا قادرا على الإدارة، وتملك حنكة وحكمة تليق بسياسية مخضرمة، استطاعت أن تحمى عرشا وسط عواصف محيطة.
 
أما الشخصية الثانية فهو الحسن ابن الهيثم، وعلى الرغم من ظهورها المتأخر فى الرواية، لكنه ظهور يليق بنجم، فهو يضيء كل الصفحات يزينها بفكره ومنطقه وعلمه، وبعدما ننتهى من الرواية نشعر به متجسدا يقرأ فى متون الكتب أو يراقب من فوق سطح بيت قديم حال السماء ويقلب عينيه فيها.
 
صورة تعبيرية للحسن ابن الهيثم
 
امتلك الحسن ابن الهيثم رحلة غنية بدأت من العراق وانتهت فى مصر، ادعى فيها الجنون مرتين، ولم يخذله هذا الادعاء أبدا بل أنقذه، لقد حاول أن يبنى سدا على نهر النيل يحفظ مصر، ولكنه لم يستطع، وخشية من الحاكم ادعى الجنون، وبالطبع فإن الحاكم قد فهم "اللعبة" لكنه جاراها، اعترافا بفضل ابن الهيثم، ولأن العالم الكبير قد التزم بالشروط الصعبة، فلم يغادر بيته حتى رحيل "الحاكم"، هذا الرحيل غير المحسوم، حتى أن "يوسف زيدان" قدم الآراء المتعددة التى قيلت فى هذا الشأن، ولم ينتصر لأى منها.
 
لقد استطاع يوسف زيدان أن يبث حيوية فى الشخصيات، وأن يمنحها قدرة حقيقية على الفعل، كما أن المخطوطة التى لجأ إليها بوصفها "فنا روائيا" كانت قادرة على وضع مصداقية على كل التفاصيل الواردة فى متنها.
 
أما عن الأفكار التنويرية التى قصدها "يوسف زيدان" من الرواية، فقد كانت مبثوثة فى الحوارات، وخلف الحكايات، وحتى فى اختيار الحسن ابن الهيثم بطلا للرواية.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد مباريات السبت 17-5-2025 والقنوات الناقلة

موعد مباراة الأهلي والبنك اليوم السبت فى دوري nile والقناة الناقلة

بايرن ميونخ ضيفا على هوفنهايم في الجولة الأخيرة بالدوري الألماني

إعلام عبرى: حدث أمنى صعب شمال قطاع غزة

جورج وسوف: أنا بخير وصحتى منيحة.. خفوا إشاعات عنى أرجوكم (فيديو)


حالات إغماء بين جماهير الإسماعيلى حزنا على اقتراب الدراويش من الهبوط

رويترز نقلا عن إن بي سي نيوز: إدارة ترامب تعمل على خطة لنقل مليون فلسطيني لليبيا

عمرو أدهم: الرابطة استحدثت بندا يحصن قراراتها وسلبت الأندية حق الطعن عليها

برانكو بطل العالم رئيسا لبعثة البرازيل فى بطولة خوفو الدولية للشباب

جدول ترتيب "مجموعة الهبوط" فى الدورى المصرى.. الجونة يتصدر


العالم هذا المساء.. حاملة الطائرات الأمريكية هارى ترومان فى طريقها لمغادرة الشرق الأوسط.. أكثر من 10 غارات إسرائيلية تستهدف 3 موانئ باليمن.. وروسيا وأوكرانيا يعلنان الاتفاق على تبادل 2000 آسير.. فيديو وصور

الخارجية الأمريكية: رفع العقوبات عن سوريا لمنع تحولها إلى دولة فاشلة

أول تعليق من محمد الشافعى بعد توليه منصب المعد البدنى لفريق الزمالك

مصيف بلطيم يستعد لاستقبال 3 ملايين مصيف للاستمتاع بصفاء المياه والرسم على الرمال.. إنشاء 2 أكوا بارك وإضافة 6 كافيرات جديدة.. تطوير الميادين والبوابات وتدعيم خطوط الإنارة واستكمال المشايات.. صور

أسرة العندليب تظهر جواب بخط يد حبيبة عبد الحليم تكشف حقيقة زواجه منها

النيابة العامة: «سفاح المعمورة» قتل موكله بعد خطفه وزوجته خشية افتضاح أمره

فيلم سيكو سيكو يحقق 171 ونصف مليون جنيه إيرادات

اهتمام زملكاوي بضم هادي رياض بعد تأخر الأهلي فى حسم الصفقة

الأهلي يبحث مصير ميشيل يانكون بعد التعاقد مع ريفيرو لتدريب الفريق

الطقس غدا.. ذروة الموجة شديدة الحرارة والعظمى بالقاهرة 40 وأسوان 47 درجة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى