عناد البدرى أم تمرد الننى؟!

صابر حسين
صابر حسين
بقلم: صابر حسين

قوة المنتخب تكمن فى الروح الحماسية للاعبيه، تلك التى تظهر فى الأوقات الصعبة فتتخطى الصعاب وتقهر الخصوم، مهما كانت قوتهم، وهو ما ظهر جلياً فى فترة حسن شحاتة التاريخية والجيل الذهبى الذى توج بثلاث بطولات أفريقية على التوالى جعلت الفراعنة متربعاً على عرش القارة، لذا أيقن الجميع أن أولى خطوات استعادة أمجاد الفراعنة تبدأ من داخل غرف الملابس.

تداولت أنباء فى الساعات الماضية حول أسباب عدم مشاركة محمد الننى فى مباراة المنتخب الأخيرة أمام كينيا، والتى انتهت بالتعادل بهدف لكلا المنتخبين وتأهل الفراعنة رسمياً إلى أمم أفريقيا بالكاميرون، وادعت تلك التقارير التى تداولتها المواقع والقنوات الفضائية "تمرد" لاعب أرسنال ضد مدربه ورفضه إجراء عمليات الإحماء والمشاركة فى المباراة، بداعى أحقيته بالمشاركة من البداية أو تأخر إشراكه، الأمر الذى لا يليق بلاعب محترف فى الدورى الإنجليزى، فضلاً عن كونه أحد قادة المنتخب الوطنى.

بداية لا أدافع عن الننى، ولو صحت تلك التقارير برفضه المشاركة فى المباراة لتوجب توقيع عقوبة باستبعاده من صفوف المنتخب لعدم تكرار تلك الواقعة من أحد زملائه مرة أخرى، لأن احترام قرارات المدرب مقدسة وتنفيذ تعليماته داخل الملعب واجب على الجميع، مهما كان حجمه أو نجوميته أو النادى الذى يلعب فى صفوفه، ولكن هل يوضح البدرى الأسباب الحقيقية لعدم إشراك الننى، وما إذا كانت فنية أم لأسباب أخرى، وإن صحت تلك تقارير تمرده أو رفضه المشاركة لماذا لم يتخذ المنتخب قراراً بمعاقبته بدلاً من ضمه لقائمة مباراة جزر القمر؟!.

يؤكد العديد من الصحفيين المتابعين لملف المنتخب والذين يرافقون بعثات المنتخب، سواء فى الرحلات الخارجية أو المعسكرات المغلقة، أن محمد النني لاعب خلوق غير مثير للأزمات، ويحظى بحب واحترام الجميع داخل غرف الملابس، كما لم نشهد خلال السنوات الماضية افتعاله أى أزمات، سواء مع أحد زملائه أو مدربيه فى المعسكرات أو حتى في المباريات، لذا فإن واقعة مباراة كينيا تبدو غريبة الأمر الذى يثير استغراب الجميع، خاصة إذا كان المدرب هو حسام البدرى المعروف بقوة شخصيته وعناده الشديد، وهو ما ظهر فى إصراره بالإبقاء على حمدى فتحى داخل الملعب رغم خشونة تدخلات لاعبى كينيا وتعرضه لأكثر من ضربة انتهت إحداها بكسر فى ذراعة وغيابه عن الملاعب شهرين، بالإضافة لإصرار البدرى الغريب على اصطحاب أيمن أشرف "المصاب" فى الركبة مع المنتخب لرحلة كينيا، قبل عودته للأهلى بعد العودة للقاهرة لاستكمال العلاج بالنادى الأهلى، وتجاهل ضم رمضان صبحى بداعى الإصابة فى حين ظهر لاعب بيراميدز فى رحلة تسوق بدبى.

وعندما حاول البدرى تفسير أسباب عدم إشراك الننى أمام كينيا ساق مبررات غريبة وبعيدة عن الواقع، أكد مدرب المنتخب الوطنى، إن الننى شارك فى مران وحيد قبل السفر إلى كينيا، قائلا: "هناك معايير أخرى فنية أنظر لها"، متناسياً أن الننى حضر بصحبة تريزيجيه من إنجلترا على نفس الطائرة، فى حين شارك نجم أستون فيلا فى المباراة ولم يشارك نجم أرسنال، فضلاً عن أحمد حجازى الذى انضم للمنتخب فى كينيا قادماً من السعودية مباشرة، وذلك على الرغم من عودة الننى للمشاركة الأساسية مع فريقه الإنجليزى وتقديمه مستويات متميزة مع "الجانرز" وآخرها إحرازه هدفاً عالمياً أمام أولمبياكوس اليوناني فى فوز فريقه بثلاثية في الدورى الأوروبى، وتحول إلى حديث صحف إنجلترا.

إذن.. لماذا قرر البدرى الاستعانة بالننى فى حين أنه لا يحتاجه أو يمتلك البدائل الأخرى، وهل يمتلك البدرى حقاً بديلاً يستحق اللعب بدلاً من الننى؟، أما السؤال الأهم فهو إن صحت واقعة تمرد الننى في مباراة كينيا لماذا لم يقرر المنتخب معاقبته بدلاً من انضمامه لقائمة المنتخب أمام جزر القمر، وإن لم تحدث فيجب تفسير الاستبدال الغريب بإشراك عمر جابر فى منتصف الملعب بعد إصابة حمدى فتحى، خاصة أنه ليس مركزه الأساسي ولم يستطع تقديم إضافة أو تغيير نتيجة المباراة، ومتى يوضح البدرى تلك المعايير التى أشار إليها، وما إذا كانت فنية أم معايير أخرى لها علاقة مثلاً بـ"شارة" المنتخب، وهل اجتمع البدرى بكبار الفريق للتشاور فى منحها لحجازى أم لا.. جهاز المنتخب أصبح مطالباً بالإجابة على العديد من التساؤلات التى تشغل بال الجماهير الداعمة لمنتخب بلادها والطامحة لاستعادة أمجاده للفوز بأمم أفريقيا.

البدرى يجب أن يخلع عباءة الأهلى، لأنه مازال يتعامل على أنه مدرب الأهلى وليس مدرباً لمنتخب مصر، الأمر الذى يحتم عليه أن يكون أكثر ذكاءً فى التعامل مع اللاعبين والتركيز على الجانب النفسى لصناعة توليفة داخل وخارج غرف الملابس، يجب أن يدرس مدرب المنتخب طريقة تعامل كلوب مثلاً مع لاعبى ليفربول وكيف يستطيع التقرب لجميع اللاعبين لإخراج أقصى ما لديهم بالملعب، وكيف يتعامل بيب جوارديولا مع نجوم مان سيتى، فى الفوز والهزيمة، وكيف يحتوى غضب هؤلاء النجوم لكسب ثقتهم من جديد واستعادة تألقهم، لأنهم يعون جيداً أن قوة الفريق تكمن فى استقراره، واستقراره لا يتحقق إلا من خلال غرف الملابس.

 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

"تغيير العتبة"

"تغيير العتبة" الثلاثاء، 09 مارس 2021 07:00 ص

حد فاكر أحمد الشناوى؟!

حد فاكر أحمد الشناوى؟! الإثنين، 22 فبراير 2021 04:00 م

صلاح ومانى فى الأهلى

صلاح ومانى فى الأهلى الأحد، 14 فبراير 2021 12:19 م

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المصريون في ألمانيا يوجهون رسالة دعم للبعثات الدبلوماسية من أمام سفارتنا ببرلين.. فيديو

محامي شيرين يطالب وزير الثقافة ونقابة الموسيقيين بإنقاذها بعد أنباء عودتها لحسام حبيب

هل سلمت الفصائل الفلسطينية فى لبنان سلاحها للجيش؟.. تعرف على التفاصيل

موعد مباراة الزمالك القادمة فى الدوري أمام فاركو والقناة الناقلة

التحريات: تاجر مخدرات وراء قتل طفل والتخلص من جثته فى منطقة كرداسة


خلال بث مباشر.. سقوط تاجر المخدرات حازم العركى بقنا وبحوزته 50 كجم شابو بقيمة 30 مليون جنيه وذهب وأموال وسلاح وذخيرة.. ادعى فى لايف إعلانه التبرع بـ10 ملايين للأعمال الخيرية والغارمات.. والغرض كسب التعاطف

ألفينا ومصطفى شلبي يدعمان "تشكيل الجولة" بالدوري المصري في غياب الأهلي

تعرف على شروط الترشح لمجالس الأندية بعد تعديل قانون الرياضة

حقيقة "الثقب الأسود" فى الهرم.. مصدر بـ"محافظة الجيزة" يكشف تفاصيل جديدة

زى النهارده.. الزمالك يتوج بلقب الدورى المصري للمرة الرابعة عشر فى تاريخه


الزمالك يزاحم المصري بالقمة.. اعرف ترتيب دوري نايل بعد نهاية الجولة الثالثة

الحزن لا يفارق محمد الشناوى فى مران الأهلي.. صور

كوكا يغيب عن افتتاح الدوري السعودي لأسباب غير فنية.. تعرف عليها

تنسيق الشهادات المعادلة.. 95% حدا أدنى لإبداء رغبة الالتحاق بكليات الطب

برشلونة واثق من تسجيل جميع لاعبيه قبل 30 أغسطس

أجواء شديدة الحرارة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس وتحذر من الرطوبة

بيراميدز يفقد 4 نقاط في 3 مباريات في انطلاقة الدوري.. تعادلان وفوز

القاهرة تدرس غلق شوارع بوسط البلد ومصر الجديدة وتخصيصها للمشاة فقط.. المحافظ: شارع إبراهيم باشا بالكوربة الأبرز وإنشاء اتحاد شاغلى الشوارع للحفاظ على العقارات التراثية.. و"الخديوية" تشهد تكرار نماذج شارع الألفى

لايبزيج فى ضيافة بايرن ميونخ فى افتتاح الدوري الألماني الليلة

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى