مروان بن الحكم المفترى والمفترى عليه.. لماذا الحيرة فى شخصية الخليفة الأموى؟

مروان بن الحكم
مروان بن الحكم
كتب محمد عبد الرحمن
التاريخ الإسلامى ملئ بالشخصيات المحيرة وصاحبة الجدل الكبير، البعض ينظر إليه بتبجيل والبعض الآخر ينتقدها، ويوجه إليها اتهامات تاريخية، وكل فريق يجمع حججه وأسبابه لتبنى هذا الرأى، ولعل تاريخ الأمويين الذى بدأ مع تولى الخليفة معاوية بن أبى سفيان زمام الحكم وتولى الخلافة الأموية، بعد استشهاد الإمام على كرم الله وجهه، يوجد فيه العديد من الشخصيات المثيرة للجدل.
 
ومن تلك الشخصيات المحيرة والمثيرة للجدل كان الخليفة مروان بن الحكم، والذى تمر اليوم ذكرى ميلاده الـ1398، إذ ولد فى 28 مارس عام 623م، ويعد مؤسس الدولة الأموية الثانية، رغم قصر فترة حكمه، لكن يمتاز مروان بن الحكم بأنه مؤسس السلالة التى حكمت العالم الإسلامى بين عام 685 و750م، ومن ثم حكمت الأندلس بين عامى 756 و1031م.
 
لكن سيرة هذا الحاكم الأموى لا يتفق حولها الجميع، فالبعض يبجله ويرأه واحد من رواى الأحاديث النبوية الشريفة، حيث روى عن عدد من الصحابة منهم على بن أبى طالب، وروى عنه (أيام معاوية) سهل بن سعد وهو أكبر منه سنا وقدرا لأنه من الصحابة، وروى عنه عدد من أفاضل التابعين مثل على بن الحسين (زين العابدين) وعروة بن الزبير وسعيد بن المسيب، وأخرج حديثه البخارى وأبو داود والترمذى (وصححه) والنسائى وابن ماجه، وهو ثقة بإجماعهم، وكان يُعَد من الفقهاء.
 
وقال ابن حجر: وقد اعتمد حتى مالك على حديثه ورأيه، وقال المؤرخ ابن خلدون فى مقدمته "وكذلك كان مروان ابن الحكم وابنه -وإن كانوا ملوكا- لم يكن مذهبهم فى الملك مذهب أهل البطالة والبغي. إنما كانوا متحرين لمقاصد الحق جهدهم، إلا فى ضرورة تحملهم على بعضها، مثل خشية افتراق الكلمة الذى هو أهم لديهم من كل مقصد. يشهد لذلك ما كانوا عليه من الاتباع والاقتداء، وما علم السلف من أحوالهم ومقاصدهم. فقد احتج مالك فى الموطأ بعمل عبد الملك. وأما مروان فكان من الطبقة الأولى من التابعين، وعدالتهم معروفة".
 
لكن على الجانب الأخر هناك وقائع تاريخية جعلت البعض ينتقد "مروان" ويجعله شخصية مثيرة للجدل، فوفقا لما ذكره كتاب "دم الخلفاء: النهايات الدامية لخلفاء المسلمين" للباحث الدكتور وليد فكرى، فى فصل "مروان بن الحكم: نهاية عبثية لرجل مغامر"، إنه بوفاة ثالث الخلفاء الأمويين معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان، ظهرت خلفات وعدائيات بين القبائل القيسية وعرب اليمن، حاول خلالها الضحاك بن قيس الانحراف عن مساندة بنى أمية لصالح عبد الله بن الزبير الخليفة الموازى، فى المدينة.
 
وأبدى مروان بن الحكم كبير بنى أمية حينها، رغبة صريحة فى مبايعة عبد الله بن الزبير هو الآخر بعد أن رأى البيت الأموى يتمزق بين منادين بمبايعة خالد بن يزيد بن معاوية، وآخرين، يهتفون بمبايعة عمرو بن سعيد بن العاص، لكن هذا القرار لم يكن سوى مناورة من الرجل الذى أثبتت مواقفه فى الأزمات والأحداث الجليلة أنه وصولى انتهازى مغامر يتشبث بكل فرصة للاقتراب من الصدارة.
 
وبعدها اجتمع الأمويون فى مؤتمر بتل الجابية فى الشام وتناقشوا حول أمر الخليفة الجديد وخرجوا بقرار يرضى جميع الأطراف أن يكون الخليفة مروان ومن بعده خالد بن يزيد ومن بعده عمرو بن سعيد بن العاص.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حاملا سكينا وقنابل.. أول فيديو لمنفذ هجوم تايوان وسقوط قتلى وجرحى

استكمال محاكمة والد المتهم بقتل زميله وتقطيع جثته بالإسماعيلية 25 ديسمبر

دفاع والدة الإعلامية شيماء جمال يكشف موعد خروجها بعد إخلاء سبيلها بكفالة

إكرامى الشحات وابنته حبيبة يحرصان على زيارة رمضان صبحى لمؤازرته

الأهلى يبحث عن أول فوز فى المباراة العاشرة بكأس عاصمة مصر أمام سيراميكا


مواجهات لا تنسى فى كأس أمم أفريقيا.. مصر والكاميرون الأبرز

الإمارات تغلق المطارات والطرق وتعلق خدمات «فيرى دبى» بسبب الأمطار

أخطر جرائم ريا وسكينة وذكريات الإعدام فى سجن الحضرة

الطقس غدا.. انخفاض فى حرارة الجو والصغرى فى القاهرة 10 درجات

تشكيل الأهلى المتوقع أمام سيراميكا.. الشحات وجراديشار وطاهر فى الهجوم


عاجل: الأرصاد تكشف مناخ فصل الشتاء 2025 وتؤكد: معدلات الأمطار مفاجأة

موعد مباراة المغرب وجزر القمر فى افتتاح كأس أمم أفريقيا 2025

موعد مباراة الزمالك وحرس الحدود فى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى