خبراء اقتصاد: الشركة المالكة للسفينة البنمية تتحمل خسائر المجرى الملاحى.. المطالب بالتعويض تتوقف على نتائج التحقيقات.. ويؤكدون: فيديوهات تجاوز السرعة بمجرى القناة تكفى لتعويض خسائر بـ400 مليون دولار يوميا

أثار نجاح هيئة القناة السويس فى تعويم سفينة "إيفر جيفن" الجانحة بالمجرى الملاحى لقناة السويس، ردود أفعال واسعة، بعد أيام من العمل المتواصل لعودة حركة الملاحة إلى مسارها الطبيعى، وطرح تساؤلات حول مصير الخسائر التى تعرضت لها قناة السويس وفرص المطالبة بالتعويض.

قال الدكتور مصطفى بدرة، أستاذ التمويل والاستثمار، أن النتائج التى ستسفر عنها التحقيقات الخاصة بواقعة جنوح السفينة البنمية فى قناة السويس من المفترض أن يتوقف عليها المطالبة بتعويضات عما تسببت فيه السفينة الجانحة من أضرار بالممر الملاحى لقناة السويس.

وأضاف مصطفى بدرة فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن المطالبة بالتعويض ترتبط بالشركة المالكة للسفينة العملاقة، باعتبارها الطرف المسؤول عن تلك السفينة وما تسببت فيه من أضرار، مشيرا إلى أن أية أضرار قد تكون تعرضت لها حمولة السفينة من حاويات تجارية لبضائع أو غيره تخضع عادة إلى تأمين ضد مجموعة كبيرة من المخاطر، ومن بينها مخاطر تأخر الوصول أو الحرائق أو التغيرات المناخية لأنها خطوط ملاحية عالمية.

وفى نفس السياق، اعتبر إبراهيم مصطفى، خبير الاستثمار والتمويل، أن القوانين والأطر الدولية تضمن حقوق هيئة قناة السويس فى الحصول على التعويضات المناسبة لمثل هذا الحادث الذى أدى إلى توقف الملاحة بمجرى قناة السويس، ورغم عدم الانتهاء من التحقيقات حول الأزمة وأسبابها إلا أن ما أعلنه الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس فى المؤتمر الصحفى الأخير بتجاوز السفينة السرعات المحددة وحيادها عن المسار الطبيعى بالمجرى الملاحى يكفى لإثبات حقوق قناة السويس، وتحملها التبعات الاقتصادية لهذا الحدث، خاصة أن الخسائر اليومية لتوقف المجرى الملاحى قدرت بنحو 400 مليون دولار.

وقال الدكتور إبراهيم مصطفى، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن الفيديوهات التى تم عرضها خلال المؤتمر الصحفى كفيلة بإثبات سلوك السفينة منذ دخولها الممر الملاحى وحتى حدوث الجنوح نتيجة تجاوز السرعة المناسبة وعدم الحفاظ على المسار اللازم لها.

ويرى إبراهيم مصطفى، أن ما مر به الممر الملاحى لقناة السويس أكد أهمية هذا الممر الملاحى العالمى للتجارة الدولية بحجم تجارة من 10 إلى 12% من إجمالى حجم التجارة العالمية، إلى جانب تنافسية هذا الممر الملاحى قياسا بالبدائل الأخرى، وهو ما تم إثباته ببقاء أكثر من 230 سفينة عند مدخل ومخرج القناة منذ أيام انتظارا لعودة حركة العبور إلى مسارها الطبيعى.

وأعلن الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، نجاح جهود الهيئة فى إعادة تعويم السفينة البنمية العملاقة (EVER GIVEN) والتى جنحت بقناة السويس.

وقال ربيع اليوم الاثنين، إنه من المقرر إقامة مؤتمر صحفى، مساء اليوم؛ لاستعراض كافة الجهود التى بذلها رجال الهيئة فى إعادة تعويم السفينة وإعادتها إلى مسارها الطبيعى مرة أخرى، وإلقاء الضوء على تفاصيل عودة حركة الملاحة بقناة السويس عقب إعادة تعويم السفينة.

وكانت سفينة الحاويات قد جنحت بالكيلومتر (151) ترقيم القناة خلال عبورها لقناة السويس ضمن قافلة الجنوب فى رحلتها القادمة من الصين والمتجهة إلى روتردام الثلاثاء الماضى، حيث قامت وحدات الإنقاذ وقاطرات هيئة قناة السويس بمحاولات الإنقاذ للسفينة الجانحة بعرض قناة السويس منذ اللحظة الأولى.