اقرأ مع أحمد أمين.. "المهدى والمهدوية" تاريخ الفكرة فى الإسلام

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نواصل إلقاء الضوء على كتب المثقف الكبير أحمد أمين (1886- 1954) الذى يعد واحدا من أبرز الذين أثروا الحياة الثقافية فى النصف الأول من القرن العشرين، ونتوقف اليوم مع كتابه "المهدى والمهدوية" الذى صدر فى عام 1951.
 

يقول أحمد أمين فى مقدمة الكتاب 

فكرة المهدى والمهدوية لعبت دورًا كبيرًا فى الإسلام من القرن الأول إلى اليوم، وسبب نجاحها يرجع إلى شيئين: الأول أن نفسية الناس تكره الظلم وتحب العدل، سنتهم فى جميع الأزمنة والأمكنة، فإذا لم يتحقق العدل فى زمنهم لأى سبب من الأسباب اشرأبت نفوسهم لحاكم عادل تتحقق فيه العدالة بجميع أشكالها، فمن الناس من لجأ إلى الخيال يعيش فيه وألَّف فى ذلك اليوتوبيا أو المدن الفاضلة على حد تعبير الفارابى، وخلق من خياله دنيا ونظامًا عادلًا كل العدالة، خاليًا من الظلم كل الخلو، وعاش فيه بخياله ينعم بالعدل الخيالي، فقد روى لنا فى الشرق والغرب يوتوبيات كثيرة على نمط جمهورية أفلاطون.

المهدى والمهدوية
 
ومنهم من نزع إلى الثورة يريد رفع هذه المظالم وتحقيق العدالة الاجتماعية فى الدنيا الواقعة، فلما عجزوا عن تحقيقها أمَّلوها، وإذا جاءت هذه الفكرة عن طريق الدين كان الناس لها أكثر حماسة وغيرة وأملًا، فوجدوا فى فكرة المهدى ما يحقق أملهم؛ ولذلك كثرت هذه الفكرة فى الأديان المختلفة من يهودية ونصرانية وإسلام؛ فاعتقد اليهود رجوع إيليا واعتقد المسيحيون والمسلمون رجوع عيسى قبل يوم القيامة يملأ الأرض عدلًا كما ملئت ظلمًا. ولعلهم رمزوا إلى العدالة بالمسيح وإلى الظلم بالمسيخ الدجال، وسلطوا المسيح على المسيخ فقتله إيماءً بأن العدل يسود والظلم يموت وفقًا للأمل.
والثانى أن الدنيا فى الشرق والغرب مملوءةً ظلمًا، وذلك فى كل العصور، وقد حاول الناس كثيرًا أن يزيلوا الظلم عنهم، ويعيشوا عيشة سعيد فى جو مليء بالعدل فلم يفلحوا، فلما لم يفلحوا أمّلوا فكان من أملهم إمام عادل، إن لم يأت اليوم فسيأتى غدًا، وسيملأ الأرض عدلًا، وستتحقق على يديه جميع الآمال.
وكانت فكرة المهدية تحقق هذين الغرضين، وقد سادت الشرق أكثر مما سادت الغرب؛ لأن الشرقيين أكثر أملًا، وأكثر نظرًا للماضى والمستقبل، والغربيين أكثر عملًا وأكثر نظرًا إلى الواقع، فهم واقعيون أكثر من الشرقيين؛ ولأن الشرقيين أميل إلى الدين، وأكثر اعتقادًا بأن العدل لا يأتى إلا مع التدين. وفكرة المهدية فكرة دينية تتمشى مع هذه الأغراض.
أردت أن أشرح هذه الفكرة وأتتبع تاريخها من أول عهدنا بها، فكان هذا الكتيب. والله نسأل أن يوفقنا إلى إحقاق الحق وإبطال الباطل.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ترامب: شعرت بخيبة أمل كبيرة من محادثتى مع الرئيس بوتين وكنت شديد الإحباط

تعادل الولايات المتحدة ضد المكسيك 1-1 فى شوط مثير بنهائى الكأس الذهبية

شخص يلاحق زوجته ووالدتها بجنحة أمام محكمة أكتوبر بعد تعديهما عليه بالضرب

منظمات تدق ناقوس الخطر فى السودان.. انهيار مرافق الصحة وإغلاق نحو 70% منها.. أطباء بلا حدود: الوصول للرعاية الصحية يكاد يكون مستحيلا.. "أنقذوا الطفولة": الهجمات على المستشفيات تضاعفت 3 مرات بالنصف الأول من 2025

ترامب: إيلون ماسك ينحرف تماما عن مساره ويتحول إلى كارثة حقيقية


انقطاع للكهرباء عن الحديدة باليمن بسبب الغارات الإسرائيلية

اعترافات المتهمين بالتنقيب عن الآثار بحثا عن الثراء فى بولاق الدكرور

إعلام عبرى: طائرات سلاح الجو ألقت نحو 20 صاروخا ثقيلا على الحديدة

جيش الاحتلال: استهدفنا موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف ومحطة كهرباء مركزية

تعثر مفاوضات الاتحاد السكندرى مع "كفتة" بسبب المبالغة المالية


أحمد حمودة: حسام عبد المجيد لم يقدم شيئا للزمالك وتجديد عبد الله الصفقة الأفضل

أيمن الشريعى: عبد الناصر محمد رغبته الاستمرار معنا.. وهنلعب بـ11 ناشئا

ضبط سائق نقل ترك الرمال تتناثر من سيارته على الطريق الدائري بالقاهرة.. فيديو

كيف تحمي نفسك من النصب خلال التسوق الإلكتروني؟.. التفاصيل

مرصد الأزهر يحذر من محاولات التنظيمات الإرهابية النيل من استقرار الوطن

إبراهيم حسن يوقع للقناة فى صفقة انتقال حر

بدء عزاء المطرب الشعبى أحمد عامر بمسجد الحامدية الشاذلية.. صور

جيش الاحتلال يعلن البدء في تجنيد 54 ألفا من الحريديم للقتال في صفوفه

بشائر خير فى الزمالك خلال 24 ساعة

بايرن ميونيخ يعلن رسميًا إصابة موسيالا بكسر في الكاحل وغيابه لفترة طويلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى