قرأت لك.. "قلق السعى إلى المكانة" هل نضحى من أجل الحب والتقدير؟

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نلقى الضوء معا على كتاب "قلق السعى إلى المكانة" لـ الكاتب آلان دو بوتون، ترجمة محمد عبد النبى، والذى صدرت ترجمته عن دار التنوير، ويوضح أن سعينا لأن نكون محبوبين ومقدرين يتفوق على سعينا لحيازة أى شىء آخر، بل إن كل ما نقوم به يهدف إلى تحسين مكانتنا، وذلك أن موقعنا على درجات السلم الاجتماعى يلعب دوراً حاسماً فى حياتنا، لأن صورتنا الذاتية تعتمد بشدة على ما يراه الآخرون فينا، لكنه يتساءل أيضاً: هل يستحق البحث عن المكانة ان نقدم التضحيات؟
ويعد هذا الكتاب أغنى وأظرف وأكثر أعمال دو بوتون انتشاراً، يظهر لنا فيه مدى سعة معرفة وإطلاع صاحبه، ومدى وفرة وأناقة وأصالة أفكاره.

 

قلق السعى إلى المكانة
 

يقول الكتاب تحت عنوان "افتقاد الحب": 

إنّ الدافع المهيمن وراء رغبتنا فى الارتقاء على درجات السلّم الاجتماعى قد لا يكون مرتبطًا بما نراكمه من سلعٍ مادية أو ما نحوذه من سُلطة، بقدر ما يرتبط بمقدار الحب الذى نتطلع لأن نتلقّاه نتيجة للمكانة العالية، فمن الممكن تثمين كلٍ من المال، والشهرة، والنفوذ بوصفها شارات رمزية للحب، ووسائل للحصول عليه، وليس كأهداف فى حد ذاتها.
 
كيف يمكن لكلمة، نستخدمها عمومًا فقط فى الإشارة لما قد نتوقّعه أو نتمناه من أحد الوالدين، أو من شريكٍ فى علاقة رومانسية، أن تَصْدُق على شىءٍ قد نريده من العالم ويمكنه أن يقدّمه لنا؟ ربما يمكننا تعريف الحب، فى أشكاله العائلية والجنسية والدنيوية معًا، كنوعٍ من الاحترام، حساسية من جانب شخص نحو وجود شخصٍ آخر، معنى إبداء الحب لنا أن نشعر أننا محط انشغال وعناية: حضورنا مُلاحَظ، اسمنا مُسَجّل، آراؤنا يُنصَت إليها، وعيوبنا تُقَابَل بالتساهل وحاجاتنا مُلباة، وفى ظل مثل تلك الرعاية ننتعش ونزدهر، قد تكون هناك اختلافات بين الحب الرومانسى والحب المعتمد على المكانة - فليس لهذا الأخير بُعد جنسي، ولا يمكن أن ينتهى بالزواج، ومَن يمنحوننا إياه غالبًا ما يحملون قيمةً ثانوية - ومع ذلك فإن المحبوبين بسبب المكانة، شأنهم شأن المحبوبين فى الغرام الرومانسى، سوف يشعرون بالأمان تحت النظرة الحانية لمَن يقدّرونهم.
من الشائع تسمية هؤلاء الذين يحظون بمواقع ذات شأن فى المجتمع "الأعلام"، ونقيضهم هُم "النكرات"، وكلتا التسميتين بالتأكيد وصف عديم المعنى، فجميعنا، بالضرورة، أفراد لنا هوياتنا المتمايزة ومطالبنا المماثلة من الوجود، وعلى الرغم مِن ذلك فتينك الكلمتين مجرّد أداتين جيدتين لنقل طريقتين متباينتين فى التعامل مع مجموعتين مختلفتين من الأشخاص، فمَن يفتقرون إلى المكانة غير مرئيين، يعامَلون بفظاظة، ما فى شخصياتهم من تميّز يُدهَس تحت الأقدام ويتم تجاهل خصائصهم الفريدة.
رغم أنه لا مناص من وجود عواقب اقتصادية للمكانة المتدنية، فإن أثرها ينبغى ألّا يُقرأ من الناحية المادية وحدها، نادرًا ما تكمن العقوبة القصوى فى محض المشقة البدنية، ما دامت فوق مستوى الحد الأدنى اللازم للاستمرار على الأقل، بل إن العقوبة القصوى تكمن غالبًا، وربما أوّلًا، فى التحدّى الذى تفرضه المكانة المتدنية على إحساس المرء باحترامه لنفسه، فمن الممكن تحمّل المشقّة البدنية لفتراتٍ طويلة دونما شكوى، ما لم تصحبها المهانة، وللبرهان على هذا ليس علينا سوى أن نلقى نظرة على مثال العديد من الجنود والمستكشفين ممن تسامحوا عن طيب خاطر، على مدى القرون، مع أشكال من البؤس والحرمان تفوق بمراحل كل ما يعانيه أفقر أفراد مجتمعاتهم، ما داموا مستندين - فى مواجهة كل تلك المصاعب - على إدراكهم للتقدير الذى يمنحهم إياه الآخرون.
وعلى المنوال نفسه، فإن فوائد المكانة العالية نادرًا ما تقتصر على الثروة، يجب ألا نُفاجَأ حينما نجد أن كثيرين من الموسرين بالفعل يواصلون مراكمة أموال لن يفنيها إنفاقُ خمسة أجيالٍ تالية عليهم، قد نعتبر مسلكهم غريبًا فقط إذا أصررنا على التبرير المادى وراء السعى لاكتساب الثروة، فبقدر ما يجمعون من مال، يسعون وراء الاحترام الذى يبدو مُستَمَدًا من عملية جمعه، قليلون منا قد يُعتَبرون بكل وضوح عشّاقًا للجمال والتَرف، ولكن جميعنا تقريبًا جَوْعى للمنزلة السامية؛ وإذا وُجدَ مجتمعٌ فى المستقبل يمنح الحُب مكافأةً على مراكمة أقراص بلاستيكية صغيرة، فلن يمر وقتٌ طويل قبل أن تكتسب تلك الأشياء عديمة القيمة مكانًا مركزيًا من مشاغلنا وطموحاتنا الأشد حماسة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المصري يرفض التفريط في صلاح محسن بعد عرض الوداد المغربي

معاش استثنائي للمستحقين.. اعرف إزاي تقدم طلبك لو ظروفك المادية صعبة

اليوم.. استكمال نظر استئناف المتهم بقتل مالك قهوة أسوان على حكم إعدامه

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

الزمالك يستند على الاتفاق مع بتروجت في صفقة حامد حمدان


5 معلومات عن مباراة مصر ونيجيريا الودية استعداداً لـ أمم أفريقيا

10 إجراءات من مركز المناخ لإنقاذ القمح المتأخر.. تعرف عليها

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات


مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

مانشستر يونايتد يتعادل مع بورنموث 4-4 في مباراة مجنونة بالدوري الإنجليزي

حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما

محمد رمضان: أصعب كلمة اتقالت لى فى بدايتى سيب التمثيل لناسه

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

اعرف إزاى تفصل نفسك عن بطاقة التموين أونلاين.. الخطوات والأوراق المطلوبة

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى