لا صيد قبل صناعة القوارب

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

ما أسهل الانتقاد، وما أصعب العمل.. نتيجة أستخصلها من تجارب عمل ومتابعة لكل ما يدور فى مصر على مدار أكثر من 10 سنوات مضت، خاصة مع تصاعد دور السوشيال ميديا بشكل غير مسبوق، وحالة السيولة التى خلقتها فى المجتمع ليصبح النقد العشوائى أسلوب حياة، بينما المحاولة والتجربة والعمل مثاراً للجدل، لهذا أتصور أن واحدة من أكبر مشكلات مصر أننا نهاجم بسبب أو بدون، ولا نرى المشكلات فى سياقها، والبيئة التى يعمل فيها متخذ القرار.

الدولة منذ العام 2014 بدأت سياسة الحلول الجذرية واقتحام المشكلات، على الرغم من ضعف الإمكانيات والتحديات الاقتصادية الكبيرة التي عاصرتها مصر، وكانت العملية أشبه بقيادة حافلة أو أتوبيس دائم التعطل، فهو مزدحم بالسكان تارة، ويحتاج صيانة تارة أخرى، بل إحلال كامل للموتور والأجزاء الهامة، وهذا ماتم بالفعل، فقد تم استخدام كل الإمكانيات المتاحة من أجل الوصول إلى نتيجة حقيقية ينتظرها هذا الشعب، الذى لم يكن يعرف سوى سياسة المسكنات.

كما يقول الفلاسفة والقدماء "النقد أسوأ المهن"، وهذا طرح أتفق معه تماماً، فما أيسر أن تنتقد عملاً أو تظهر عيوب سلعة أو خدمة، لكن ثقافة المعايشة وتقدير ما يقوم به الآخر مازالت غائبة لدينا، وأقرب ثقافة تعيش معنا هى كيل الاتهامات لكل ما يتم تنفيذه سواء مشروعات أو سياسات.

عندما كنت طالباً فى السنة الأولى بكلية الإعلام جامعة القاهرة كنت أدرس مادة مبادئ فى العلوم السياسية، وقد لفت انتباهى حينها أن أحد أبرز عيوب السياسة ظاهرة " التسييس"، وقد شبه العلماء السياسة بأنها حديقة سورها منخفض يستطيع كل شخص أن يدخل إليها حينما يريد، فلن يجد معاناة فى القفز، ولن يعترض طريقه الحراس أو أصحاب تلك الحديقة، وهكذا يتعامل الناس، فكل ظاهرة يرجعون أصلها للسياسة، ومع أقرب خلاف يصرخون هذا صواب وهذا خطأ، دون معايير أو معرفة كاملة أو حتى جزئية بحقيقة ما يدور.

الكلام والحديث فى الشأن العام ليس عيباً، لكن المُستغرب أنه يفوق حجم العمل عشرات المرات، فنحن فى حاجة ملحة إلى السعي والجد والعمل، فقد تكلمنا كثيراً دون أن نقدم شيئاً على مدار عشرات السنين بالصواب مرات وبالخطأ عشرات المرات، لكن الأهم والأجدر الآن أن نقتحم مجالات العمل ونقدم ما ينفع الناس ويمكث فى الأرض، ونتعلم أن ننتج ما نأكل، فالصيد لن يأتينا قبل أن نصنع القوارب والشباك.

موضوعات متعلقة

خدمة تطفيش العملاء

خدمة تطفيش العملاء الإثنين، 01 مارس 2021 11:02 ص

جيل يكره الورق

جيل يكره الورق الأربعاء، 24 فبراير 2021 11:31 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مكة وكيان تزينان احتفال ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي.. صور

فحص الكاميرات والاستماع لأقوال الأسرة حول العثور على جثة حفيد نوال الدجوى

النيابة تأمر بالتحفظ على كاميرات المراقبة فى محيط حادث أحمد الدجوى

تعرف على جميع مجموعات بطولة كأس العرب

أسرة حفيد نوال الدجوى تنتظر تشريح جثمانه أمام مشرحة زينهم


6 قرارات من النيابة فى واقعة إطلاق حفيد نوال الدجوى النار على نفسه.. اعرفها

لحظة وصول جثمان حفيد نوال الدجوى وأسرته لمشرحة زينهم

كواليس وفاة حفيد الدكتورة نوال الدجوى بطلق نارى داخل مسكنه بأكتوبر.. وزارة الداخلية تكشف مفاجأة: يعانى من اضطرابات نفسية وسافر خارج البلاد للعلاج.. والأسرة لم تبلغ الدكتورة نوال بالخبر حفاظا على صحتها.. صور

محمد صلاح يسجل فى ختام مشوار ليفربول بالدوري الإنجليزي ضد بالاس.. فيديو وصور

وزير العمل يعلن تطورات إيجابية بشأن عامل مصرى عنفه صاحب عمل سعودى


الدكتورة نوال الدجوى لا تعلم شيئًا عن وفاة حفيدها حتى الآن.. التفاصيل

النيابة تباشر التحقيق فى واقعة إطلاق حفيد نوال الدجوى النار على نفسه

إخلاء سبيل طفل المرور فى واقعة التعدى على طالب بالمقطم بكفالة 20 ألف جنيه

أول صور لحفيد نوال الدجوي بعد العثور على جثته مصابا بطلق ناري

مصادر أمنية: العثور على جثة حفيد نوال الدجوي مصابًا بطلق نارى بمسكنه بأكتوبر

الأعلى للإعلام: اعتماد قرار قناة TEN بالإيقاف الفوري لرضا عبدالعال

هبة نور تتصدر السوشيال ميديا بسبب تصريحاتها الجريئة عن الزواج والعائلة

ذروة الموجة الحارة.. تحذير عاجل بسبب حالة الطقس غدا لهذا السبب

موعد غرة ذو الحجة وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025 فلكيا

رابطة الأندية تُسلم درع الدورى للبطل فى احتفالية خاصة نهاية الموسم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى