أهالى قرية شوبر بطنطا يسطرون ملحمة الوحدة والتكاتف مع طفلين يتيمين.. صور

سطر أهالى قرية شوبر، التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، ملحمة فى الترابط والعمل الخيري، بعدما وقفوا على قلب رجل واحد، صغارا وكبارا وشيوخا ونساء وأطفالا بجانب طفلين يتيمين من أبناء القرية، فقدا والدهما منذ سنوات، وقرر أبناء القرية، أن يجمعوا مبالغ مالية، لشراء نصيب عمهما فى المنزل ليصبح المنزل خاص بالطفلين فقط.

منزل-الطفلين-اليتيمين

واستطاع الأهالى فى يوم واحد جمع 55 ألف جنيه من إجمالي مبلغ 100 ألف، على أن يستكمل الأهالى جمع باقي المبلغ لتسليم المبلغ لعم الطفلين وكتابة العقود الخاصة بتنازله عن حقه بالمنزل.

يقول سلامة إبراهيم ديكو، أحد أبناء القرية، أن أهالى القرية طول عمرهم سباقون بالخير، ولم يتوانى أبناء القرية فى المساعدة ومد يد العون لأي شخص محتاج سواء كان كبيرا أو صغيرا، فيتحرك فورا الكبير والصغير والنساء والأطفال فى تقديم المساعدة والعون لأي شخص محتاج.

وأضاف سلامة، أن الله أنعم على أبناء القرية جميعا أن يكفلوا طفلين يتيمين توفى والدهما ويعيشون مع والدتهما عيشة بسيطة، ويحصلون على معاش لا يكفيهم عن والدهم المتوفي، ويعيشون فى منزل على المشاع مع أشقاء والدهما المتوفي، وتنازل أحدهما عن نصيبة فى المنزل للطفلين، أما العم الثاني فواجهته ظروف مرضية قهرية، وأصبح مضطرا لبيع نصيبه فى المنزل لإجراء العملية الجراحية.

أحد-أهالى-القرية

وأشار سلامة، إلى أن القرية انتفضت بالكامل، كما انتفضت من قبل وأنشأت 25 مسجدا ومبني يتسع لـ 20 حضانة، وبالفعل تحركنا سريعا، للوقوف بجانب الطفلين، وكان الفضل لله أولا واستطعنا فى أول أسبوع جمع 55 ألف جنيه لمصلحة الطفلين لشراء نصيب عمهم فى المنزل لصالح الطفلين.

وأضاف سلامة، أنه سيتم كتابة العقود مع عم الطفلين، على أن يتم سداد باقي المبلغ خلال الأيام القادمة فور الانتهاء من جمعه، مؤكدا أن المبلغ المطلوب 100 ألف جنيه ومستمرون فى جمع المبلغ خلال الأيام القادمة، مؤكدا أن إحدى سيدات القرية خلعت خاتم الذهب وتبرعت بها لصالح الطفلين، وأن أهالى القرية كفلوا الطفلين ولن يتركوهم نهائيا، موجها الدعوة لأهالى القرية وأهل الخير الوقوف بجانب الطفلين، وبجانب جميع الأيتام.

ويضيف هشام المنياوي، أحد أهالى القرية، أنه تم النداء عبر مكبرات المساجد لحث أبناء القرية على التوجه للمسجد والتبرع لصالح الطفلين، ولم يتردد أحد فى تقديم يد العون للطفلين، وسطروا ملحمة فى حب الخير يوم "الجمعة" الماضية وتوافدوا بأعداد كبيرة على المسجد والتبرع بالمال، مؤكدا أنه فى أخر اليوم تم جمع 55 ألف جنيه، حفاظا على الطفلين للبقاء فى المنزل وشراء نصيب عمهم لصالح الطفلين، مطالبا أهالى الخير بمد يد العون للطفلين والمساعدة فى تدبير باقى المبلغ.

أما أشرف البرماوى، أحد أهالى القرية، قال أن القرية دائما ما تقف مع الفقراء والأيتام، وأن عم الطفلين لديه ظروف صحية قاسية وأصبح مضطرا لبيع نصيبه فى المنزل لإجراء عملية جراحية دقيقة، وأن الطفلين ووالدتهما ليس لديهم القدرة المادية على شراء نصيب العم مما دفع أهالى القرية بشكل عام للوقوف على قلب رجل واحد بجانب الطفلين ومساعدتهم فى شراء نصيب عمهم فى المنزل وجمع المبلغ المالى له وسداده له وكتابة عقود بحقه فى المنزل لصالح الطفلين اليتامى.

أما عادل علام، أحد أبناء القرية، قال أنه فور تلقيه استغاثة من كبار القرية، يطلبون منه عمل منشور لتحفيز أبناء القرية للتفاعل مع المبادرة، تم عمل منشورات على صفحة القرية على موقع "فيس بوك" ولاقت الحملة تفاعل وإقبال كبير من الجميع كبار كانوا أو صغار ونساء وأطفال، مؤكدا أننا استطعنا جمع 55 ألف جنيه فى أيام قليلة، ومستمرون فى جمع المبلغ المطلوب لسداده لعم الطفلين.

من جانبه وجه محمود صقر، أحد الأهالى، الشكر لجميع أهالى القرية لوقوفهم بجانب الطفلين وتوفير جزء كبير من المبلغ المطلوب فى وقت قصير، معربا عن فرحته بالتفاعل الكبير مع إستغاثة والدة الطفلين وجمع المبلغ اللازم لشراء نصيب عمهم فى المنزل الصغير.


الطفلين-اليتيمين-ووالدتهما-برفقة-أهالى-القرية

أما أمينة مرسي أحمد مرسي، والدة الطفلين، قالت أن زوجها توفي منذ عدة سنوات، وتقيم فى منزل ورث مشاع بينهم وبين شقيقا زوجها، وأن أحد أشقاء زوجها تنازل عن حقه للطفلين، أما العم الثاني فيمر بظروف صحية صعبة ويحتاج لعملية جراحية عاجلة، مما إضطر لإعلانه عن بيع نصيبه فى المنزل.

وأكدت والدة الطفلين، أنه فور علم أهالى القرية بذلك وقفوا بجانبها وسرعان ما نجحوا فى جمع 55 ألف جنيه من المبلغ المطلوب لعم الطفلين، موجهة الشكر لأبناء القرية لوقوفهم بجانبها هي وطفليها وعدم تركها وحيدة بعد استغاثتها بهم.

أهالى-القرية

محرر-اليوم-السابع-مع-أهالى-القرية-بأحد-المساجد